Wednesday, June 3, 2009

الاسلام يولد من جديد

مقدمة
إن الدين عند الله الاسلام
تمهيد
خلق الله الكون وشرع له نظامه وقوانينه التي يسير عليها فإذا ما شذ عنها ..أختل
ورأينا كم في الكون من حسابات دقيقة وترابط يجمع بين اجرامه وذراته ويربط ظواهره بعضها البعض كما نرى في علاقة المد والجزر في البحر وحركة القمر من الارض والشمس
وإنا لنصحو صباح كل يوم نشخص بأبصارنا إلى السماء نلتمس دفء الشمس على بشرة وجوهنا
كما نشخص بها عند غروبها نلتمس نسمات الغروب الرقيقة
فإذا ما جن الليل حل السكون من حولنا لتجد اعضائنا راحتها بعد عناء يوم شاق
فالحمد لله رب العالمين
.......................
رضينا من الله قوانينه الطبيعية ورأينا كيف يختل النظام إذا ما خالف قوانينه
وآمنا ان الله هو الخالق وان علماء الدنيا لا يمكن أن يبدعوا لنا نظاما مثل هذا النظام
فكيف بنا ..لا نرضى أن يسن الله لنا نظاما وتشريعا نسير عليه في حياتنا ونوكل هذا الامر لبشر مثلنا ؟؟؟
يقول ربنا سبحانه وتعالى يصف منهجه " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " وليس أصدق من الله أحد حين يصف منهجه فكيف نرتضي منهجا سلوكيا غيره وإن وصفه الوصافون أو مدحه المداحون
فعلينا أيها الناس أن نلزم منهج الله السلوكي في حياتنا كما إنتهج الكون منهج الله في حركته وسكونه أناء الليل وأطراف النهار
........................
وكأني أسمع من خلف هذه الشاشة من يتسائل : وأي منهاج نطبق ؟ وكيف , ..وماذا عن التغيرات الزمنية التي في عصرنا وتختلف عما مضى ؟
وإلى هذا المتسائل أتحدث : عزيزي
لقد وقعت في الخطأ مرة اخرى وهو نفسه السابق كلما تحدثنا عن تطبيق شرع الله
يبدو إن الذي تعلمه عن الاسلام ويظنه كثير انه : عمام وجلابيب .. لحى وأنقبه .. وعصى غليظة تدور في الشوارع تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
يا عزيزي ..إن الاسلام دين الله ورسالته للعالمين ..وليس دين العرب ورسالتهم
ورسالة الله للعالمين يجب أن تكون مفهومة للعالمين ..نافعة للعالمين ..صالحة للعالمين في كل زمن أو مكان هم فيه
لإن المرسل هو الله ..والله يعلم كيف يراسل خلقه ويخاطبهم
........................
ونحن نقرأ رسالة الله ( الاسلام ) من أصلين
الأصل الاول : القرآن الكريم وهو حجة الله على الناس
فإذا ما نظرنا إلى كتاب الله وجدنا التوحيد , وجدنا الترغيب والترهيب , وجدنا النصح والارشاد والتوجيه , وجدنا التكليفات المفروضة والمقدرة, وجدنا العقوبات الزاجرة الرادعة
ونقرأ في رسالة ربنا ( الاسلام ) من الاصل الاول ( القرآن ) أن مناط التكليف هو العقل والبلوغ ومناط المسئولية هي العقل والارادة , ومناط العقوبة هى مخالفة الامر والنهي
وأن الله رتب نوعين من العقاب
عقاب بين العبد وربه وهو كل مخالفة لا يتأتى منها ضرر لغيره
وعقاب أوكل الله إقامته في الدنيا على كل مخالف لأمر رتب ضرر في حق الغير
والاسلام بذلك يجمع بين الخيرين
أن يكون الدين من الله
والقانون ايضا
على خلاف قوم آخرين يفرقون بين ما لله ..وما لقيصر
فالقرآن كتاب هدى ..وتنظيم .. وردع
يشرع للحياة ..ويحميها
ويمتاز القرآن بأنه منهج يستجيب للمتغيرات الزمنية والمبتكرات العصرية
ولكن..يجب أن نفرق بين متغيرات الزمن ..ومتغيرات الهوى حيث أنه لا يستجيب للاخيرة بل يهذبها ويروضها ويخضعها له
لذا ..فكل ما يعارض الاسلام فأعلم انه من متغيرات الهوى
فإن الاسلام هو اول من وضع النصوص الاستثنائية واول من قنن للحوادث الطارئة
وفي الفقة باب عظيم هو الرخص فأرجع إليه لعلك ترشد
واعلم ان مناط القرآن هو تحقيق مصالح الناس ومنفعتهم ودفع المفاسد عن سبيلهم
فكل ما فيه جلب لمصلحة ودفع لمفسده فهو من الاسلام وإن لم يدركك نصه أو تعي عقلك معانيه لان المصلحة هي علة التشريع
فلا تجعل من ذهنك القاصر قيدا على ما ينفع الناس او يدفع عنهم الضرر بحجة ان تأويل النص يقول كذا ..فأجعل عقلك دائما هو المتهم وأعلم انه لا تعارض بين كتاب الله وبين ما ينفع الناس
وأعلم خطا مقولة لا إجتهاد مع صريح النص أو نسبيتها على أخف قول
فالخاص قد يعمم والعام قد يخصص والعلة قد تتبدل فتنسخ والحال قد يمنع والرخصة إن لم تكن واجبة كانت مستحبة وكلامنا يعرفه اهل الفقه
فنعتذر للايجاز حيث يضيق هنا المجال
.....................
الاصل الثاني : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفها اهل اصطلاح الحديث
والسنة من القرآن هي الشارحة لمقاصده, المبينة لمبهمه , المفصلة لمجمله
وهي أيضا : تشريع
فالسنة مشرعة لأحكام ليس لها أصل في القرآن ومنها بيع السلم وجلد شارب الخمر
على أن سنته صلى الله عليه وسلم تشريع عام ..وخاص
تشريع عام لكل العالمين ترسي مبادئ الفضيلة والعدالة الاجتماعية
وتشريع خاص .لامة العرب إلا ما دل لفظه على إطلاقه وخلوه من قيد الزمان
وقضاء كان يقضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
فرسول الله كمشرع كان يشرع للعالمين عامة وللعرب خاصة
فما يتبين لنا انما قصد به العرب لحال سائد فيهم او لظروف ألفوها ..وما جاء من احكام مصدرها الاوحد هي السنة فلا تلزمنا إلا عند تشابه الاحوال وتكون هادية لنا في الافتاء بما ينفعنا
وذلك نأخذه من نسخ رسول الله لبعض اوامره ونواهيه
كنهية عن زيارة القبور ثم اباحتها وعن ادخار لحوم الاضاحي ثم اباحتها واستحباب اتباع الجنائز
فرغم أن اخر قوله في ذلك هو الفعل لكن قد يأتي حال يتشابه والحال الاول فيكون عدم الفعل اولى وهو الحكم
وكذلك في امور واحوال لم تجد في عصره يتبين لنا من هديه صلى الله وعليه وسلم أن أمره فيها كان ليتغير إن أحاط بها علما
كما فعل عمر بن الخطاب حين امضى الطلاق بلفظ الثلاث ثلاثا عندما كثر التلفظ به عما كان عليه عهد رسول الله
وما فعله عمر بن عبد العزيز حين رأى تدوين السنة خشية نسيانها وكان رسول الله قد نهى أن تدون
......................
إن الاحوال تتبدل , والسنة ليست وحيا بل هديا, والقرآن الذي نصفه بالمقدس لانه كلام الله فهو يجعل القداسة هي حياة المسلم : دمه وروحه
ومن هنا يجب أن نخرج الفقه والفقهاء والسنة الخاصة الزمنية من نطاق الالزامية
ولنطبق رسالة الله ومنهجه في حياتنا
.......................
وأعلم أننا لا يجب أن ننساق وراء ( أسلمة ) ما نهواه بحجة تغير الاحوال
وأن الفرق بين ما نهواه وبين مقاصد شرع الله هو امكانية التطبيق لا امكانية الافلات
فنظام الحكم القائم على الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وأن كان يختلف عن نظام الامامه فهو يتفق مع المبدأ الذي يسري به الفصل وهو مبدأ سيادته القانون وذلك حين يكون القانون هو الشرع فأهلا بالفصل بين السلطات واهلا بالاحزاب والبرلمانات طالما أن الذي يشرع انما يشرع من منهج الله والذي يقضي انما يقضي بمنهج الله والذي ينفذ انما ينفذ ما شرع من منهج الله وقضي فيه بمنهج الله
.........................
وفي مصر
القانون المدني قانون اسلامي بخلاف ما يسمى بالفوائد القانونية وعقد التأمين ويمكن الاستعاضة عنالاولى بالغرامات التأخيرية التي يقضى بها لصالح الدولة او لصالح المضرور ان ترتب على تأخر الوفاء ضرر
ولا مانع من تعويض المنفعة الضائعة جراء التأخير في الوفاء بالتزام اذا كان لها مقتض
اما الثانية وهي عقد التأمين
فالخلاف يكاد ينحسر في التأمين على الحياة وهذا النوع حقيقة وغيره من انواع التأمين انما نشأ لأغراض ربحية
وعلى الدولة ألا تتعامل مع شعبها من منظور ربحي او تنظر إليهم كعملاء وزبائن او مستهلكين
بل يجب عليها تأمين احتياجات الناس ولا تدفعهم إلى اللجوء إلى اعمال تأمينيه خاصة
وقانون العقوبات : نجد انه فقط يخلو من الحدود
والحدود المتفق عليها ثلاثة : حد الزنا ( الجلد ) وحد القذف وحد السرقة والباقي على اختلاف بين المذاهب والفقهاء
_______
لمناسبة ذكر الحدود نقول : فإذا كان حرمة دم المسلم قاطعة فلا سبيل لأهدارها بشبهة ظنية فلا حد للردة بل تعزير ولا رجم حيث يستحيل عقلا نسخ نص تلاوة وبقاء حكمه بينما هناك احكام نسخت مع بقاء تلاوتها فايهما كان أولى , مع ركاكة النص الذي يستند إليه الراجمون مع عدم امكانية تطبيق نصفه على الامة المحصنة إذا زنيت مع اختلاف بين (الزانية والزاني ) حيث قدم المرأة لانها محل شهوة تدعو الرجل بها وبين ( الشيخ والشيخة ) حيث جعل الرجل هو محل الشهوة وهذا خلاف الحال مع غرابة لفظ ( البته ) إذ لم يذكر في القرآن مرة واحدة , مع كونه عقوبة مهدرة للدم وجعله من الحدود يكون الأولى به أن يكون بلفظ يتولى الله حفظه أي نص قرآني فالله أولى بأن يحمي حدوده خاصة ما يتعلق منها بالدماء
بخلاف كون احاديث الرجم من الاحاد
.........................
ولا بنوك .. ولا لمحاولة أسلمتها
فهذا الثوب ليس من صناعتنا ولا يناسبنا
ولننشئ بيوت مال يكون هدفها الادخار بلا عائد بل بأجر تتحمله الدوله هو ما تعطيه لموظفي بيوت المال حيث تصبح بيوت المال التي هي بديلا عن البنوك كأي مؤسسه خدمية حكومية لا تهدف إلى الربح ولا تتقاضى الدولة رسوما بل يكفيها ما سيوضع بهذه البيوت من اموال زكاة ايضا تتولى انفاقها على الاسر الفقيرة والمحتاجين وتكون اجور الموظفين من باب ( والعاملين عليها ) وفي ذلك يكون تشجيعا للادخار حيث يتوفر المال الذي تقرضه قرضا حسنا فتساهم في زيادة المشروعات وزيادة الانتاج والدخل القومي
ويصبح لبيوت المال وظيفة اجتماعية واقتصادية حقيقية للشعوب المسلمة
......................
اما عن الاسلام وغير المسلمين
فعلينا أن نلقي جانبا بما حوته كتب الفقه من احكام عنصرية ونعود إلى المبادئ العامة نستقي منها الفقه الذي يؤدي إلى التعايش السلمي ويجعل لكل ابناء الوطن الواحد نصيبا في غلتها وثمارها
.....................
اما موقف الاسلام من الفنون فنحيل فيه إلى مؤلفات الشيخ القرضاوي

Wednesday, March 4, 2009

مولد الرجل المختار

في مطلع الشباب انشغلت بميولي التصوفية والزهدية وكان كل همي هو معرفة الله
وقد شغلني ذلك عن ..محمد ..الذي كنت أراه الرسول الذي بلغني رسالة ربي مع الشكر والتقدير لحامله
وكان هذا الامر يضايقني فقد كان رسول الله في نفسي رجل احترمه واشكره
وكنت قد وجدت عزائي في خبر يقول : من أحب الله فقد أحبني
ومع قراءاتي التي تنوعت فيما بعد خاصة في مسائل الرد على المشككين في القرآن والنبوة ..إلتفت نظري إلى امر هام
إن محمد ليس مجرد حامل رسالة ( بوسطجي ) وليس أمر مقدس
بل هو شخص من لحم ودم يتألم حقيقة ويعرق وتتورم قدماه ويسيل منه الدم ويناله الاذي ويحزن ويبكي ويجوع ويعطش
مهلا ..إن هذا الرجل .. رسول الله ..يحتاج إلى وقفة لننظر إليه من قريب
قريب جدا
أقرب مما تتخيل
أقرب من الورق ومن سيرة ابن اسحق وابن هشام وطبقات ابن سعد
لانه لم يكن رجلا من الورق
بل من لحم ودم
رجل عادي لمهمة غير عادية
إن الله يستخدم وبلغة الورق على سبيل المثال : الكارت الاخير مع البشرية وقد أوشك الصراع بين الخير والشر أن ينتهي بحلول أخر الزمان
وها هو سبحانه وتعالى يختار للتحدي الاخير بين الخير والشر ..رجل عادي بلا معجزات
!!!!!!!
لا يمشي على الماء ولا يطير في السماء ولا تتنزل عليه موائد ولا تتغير حالته المادية من عسر إلى يسر حتى مماته
آن لمنهج الله أن ينتصر .لأنه كلام الله وكفى
آن لكلام الله أن يمتثل الناس آوامره ويجتنبوا نواهيه ..لانه صادر عن الله وكفى
إن المبعوث الاخير لن يهرب وحده أو بالمؤمنين كسابقيه كلما طغى وبغى عليه قومه
بل ..سيحمل سيفا ..ويقاتل , ويأسر , ويغنم
فمن هو هذا الشخص المختار ليكون رجل التحدي الكبير؟
لا شك أنه يجب أن يكون بمواصفات خاصة
لقد إختار الله سبحانه وتعالى من قديم الازل أن طفلا يولد في جزيرة العرب في قبيلة شبه حيادية من بين قبائل العرب المتناحرة
طفلا سيولد يتيما
يموت ابوه الشاب اليافع المحبوب قبل أن يولد طفله بعد زواجه من اشرف نساء العرب
بل اشرف نساء الدنيا فالطفل الواقع عليه الاختيار ليس طفلا عاديا
انه ذاك الذي سيكبر ويكون تحدي الله الكبير
وكان في اختيار محمد اليتيم عدة ميزات حملها هذا اليتم
اولا : لا أب يقهره على عبادة غير الله
ثانيا : لا أب يتدلل في حجرة فيتسرب حب اللهو إلى قلبه
ثالثا : يكون قادرا على تحمل مسئولية قرارته فهو كشخص يتيم لا يريد أن يفعل او يتصرف تصرفات تجعله عبئا على اهله
رابعا : اليتم مذلة وانكسار في النفس يورث اللين والتواضع ويجعله رؤوفا رحيما بغيره وهو المطلوب للدعوة
خامسا : عطف اهله عليه مراعاة ليتمه فلا يرغمونه على ما يكره
سادسا : عمله في الصغر ليكسب قوته حيث لا اب يكفل له ذلك مما يزيد في خبرته في التعامل مع الناس والتصرف في شئون الحياة
سابعا : لا مطمع له في الزعامة والرئاسة لوجود من يعصبه في ذلك فينزع ذلك من قلبه حب الدنيا وزينتها واغراءاتها
وغير ذلك من امور استفادتها شخصية محمد من اليتم وهي امور كانت مطلوبة لانها ستشكل فيما بعد شخصية الرجل ذو المواصفات الخاصة الذي سيحمل رسالة الله الاخيرة
ورغم انه كان ( المختار ) إلا انه عاش حياة عادية يكافح كأي طفل يتيم يعول نفسه بعد أن كفله عمه في اسرته الفقيرة على أثر فقد محمد لأبويه وجده
فها هو ينطلق بقدمين صغيرين تغوصان في رمال صحاري مكة بحثا عن عشب ترعى به الاغنام التي يسوقها يرمق مكة من بعيد في لهوها وعبثها وزينتها فيحرمه فقره ويتمه من هذا اللهو والعبث فلا يجد إلا أن يقلب حدقتيه في السماء متأملا ذلك الكون الفسيح الذي يحتضنه ..والغنم يتسائل عن سبب كل هذا
عم الذي رفع السماء ونصب الجبال وبسط الارض
أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الارض كيف سطحت
فذكر إنما أنت مذكر ( قرآن كريم من الذي نزل فيما بعد على محمد ) صلى الله عليه وسلم
وإلى لقاء آخر نستكمل الحديث عن خير البشر محمد خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

Sunday, February 22, 2009

تنهيدة

استطعت أن ألمح عينيها تدوران بتأفف من جهة إلى اخرى حين كنت أتحدث مع من يجاورني المقعد وانا احدثه عن اهتماماتي الشرعية وعن الفرق بين فكري وبين فكر جمال البنا حين ظن انني من نفس المدرسة
حين رأيت رد فعلها هذا كتمت غيظا في نفسي ومضت الاحداث حتى أعلنت لاءاتها الثلاثة باللغة الانجليزية ومن بينها : لا دين
عادت بي الذاكرة عشر سنوات تقريبا لأرى هذا المشهد

هل انتهت الاجراءات وحصلنا على الموافقة الامنية على انشاء المجلة؟
نعم الحمد لله
ومتى يكون الاجتماع الذي سنلتقي فيه لنبحث الموضوعات المطلوب اعدادها للمجلة؟
سنحدده فيما بعد وسنكون على اتصال . يمكنك اعداد ما تشاء من موضوعات منذ الان وتطرحها علينا في الاجتماع
وتذكر انه : لا سياسة ..لا دين ..لا جنس

Tuesday, January 27, 2009

سلسلة ...2- محمد ..نبي في عصر الذرة

سألني :- النبي محمد هو اخر الانبياء ورسالته عامه لكل البشر ومع ذلك لم يأتي بمعجزات كبرى مثل سيدنا موسى وعيسى ..لماذا؟
أجبت : لأن الله يعلم انه بعد أقل من اربعة عشر قرنا سوف نرى الرجل الذي يضم يده الى جناحه فيخرج يمامة بيضاء أو يخترق الحوائط ويخرج من القبور أو يشق امرأة نصفين ثم يعيدها للحياة امام أعيننا .. لقد مضى عصر السحر والمعجزات الطبية
إن العصر الذي يقسم فيه الانسان الذرة ويصعد فيه الى سطح القمر ويراقب بعينيه حركة الكواكب عبر الشاشات وهو جالس في حجرة مغلقة ويقوم فيه بنقل وزراعة الاعضاء البشرية والتلقيح الصناعي
يحتاج الى برهان أقوى للإيمان
برهان ذاتي لا يعتمد على عمل خارجي
برهان منبعة العقل الذي لا يتغير ولا يتبدل وانما يتطور بتطور معطياته
لذا وجب أن يكون للإيمان معطيات واقعية تعطي نتيجة واحدة دائما وهي أن هذا الرجل الذي هو نبي مرسل هو نبي يحمل عقيدة مبرهنة في ذاتها وهو بنفسه لم يكن رجلا خارقا للعادة وانما شخص عادي أستطاع أن يستخدم ملكات عقله ليقدم الوحي الالهي في صورة نموذج بشري قابل للتطبيق في كل مكان وزمان
إن التجربة المحمدية ليست تجربة عربية خاصة
ولكنها تجربة عالمية وهى نموذج عام فهو الرجل الذي عاش يبحث عن العلم ويحرض عليه وعاش مكافحا في سبيل ما يعتقده مؤمنا به أشد الايمان ومواجها به أعتى القوى المحلية والدولية
لم يعتمد النبي محمد على المعجزات للبرهنة على صدق العقيدة التي ارسله الله بها بل أن ما عرفناه من معجزات ظهرت على يديه معظمها ظهر امام المؤمنين به اصلا والذين لم يكونوا في حاجة الى معجزات كي يؤمنوا
بل أن حادثة انشقاق القمر وعلى خلاف فيها لم يردنا انها كانت سبب في اسلام أحد من غير المؤمنين
وليس معنى هذا أن محمد لم يحظى بتأييد إلهي في دعوته
نعم لقد كان هناك تأييد إلهي لمحمد
ولكنه تأييد نابع من إلتزامه بالمنهج الرباني ..فالتأييد الإلهي ليس قاصرا على محمد لانه ليس مقصود به محمد على وجه خاص ليكون هو معجزته
بل التأييد الالهي هو حليف كل من يحمل هذا الوحي مؤمنا به ليصير التأييد الالهي للمؤمنين هو معجزة كل من يصدق بالوحي ويؤمن به
فالمعجزة باقية
المعجزة في الوحي
المعجزة في الايمان ذاته
لذا ظل الاسلام وسيظل باقيا ومنتصرا لانه يحمل برهانه بين يديه على مر الازمان لا يهزمه تغير العصور ولا تقدم العلوم
بل العلم هو سبيله الذي جاء ليحض عليه فالعالم كله يشهد أن العلوم بانواعها ما تقدمت في العصور الوسطى إلا حين كان للاسلام دولة وكان العلماء والفقهاء من المسلمين هم من حملة هذه العلوم
سؤال :- وكيف يكون النموذج النبوي صالح لكل هذه العصور؟
أجيب : إن الخطأ في الاتباع ليس عيبا في النموذج المتبع
فليس مطلوبا منا أن نرتدي جلبابه ونضع عمامته
ولا أن نستخدم الخيل والبغال والحمير كوسائل مواصلات
ولا أن نجعل الحلال هو ما كان يفعله والحرام هو ما لم يفعله طالما أن ما لم يفعله لم يعرض عليه ولم يكن موجودا في زمنه
إن محمدا بوجوده نبي لزمنه ..وبمنهاجه نبي لكل الازمان
فعلينا أن نفرق بين ما كان خاص لزمنه ووقته ..وبين امور لم يعرفها فيقبلها أو يرفضها
وانما نترك هذا للمنهج الذي هو الكتاب والسنة نتخذ منهما الخطوط العريضة فيما لم يشرع فيه نص وهذا شأن الفقهاء والحديث عنه امر يطول

Sunday, January 18, 2009

سلسلة أسئلة حائرة :1- لماذا خلقنا الله ؟

تقديم
كلما ألتقيت صديقي محمود يبادرني باسئلته الكثيرة الحائرة حيث يعمل معه زميل علماني كثير الجدل مما يشوش عليه فكره
وهذه الاسئلة يقابلني بها في حوار يمتد بنا ساعات وقد خطر لي - لماذا لا اسجل هذه الاسئلة واجاباتها ؟
فرأيت أن أفعل حتى ينتفع بها من كان مثله وقد حرصت فيها أن تكون بلغة بسيطة وسلسه قدر الامكان
..................................
سألني :لماذا خلق الله الكون والجنة والنار؟
أجبت : نتفق كلانا أن الله كامل
ومن صفات الكمال الالهي أن يكون الاله خالق
وحتى يكون خالقا يلزم من ذلك وجود خلق
فوجود المخلوقات وجود ضرورة من باب لزوم ما يلزم
وصفة الخلق يجب ان توجد بكمالها ومن كمال صفة الخلق هو تنويع المخلوقات
فخلق الله خلقا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون فهم مقهورين
وخلق الله خلقا غير مقهورين بل مخيرين
وقد تنوعت اشكال الخلق من جماد وحيوان ونبات وانسان
وكما خلق الله من الماء خلق من النار
وكما خلق من النور خلق من التراب
فالله الخالق لا يعجزه في عملية الخلق شئ
بل أن الله ليس مجبرا على الشكل الذي خلقه أن يظل هكذا دون تغير
فنجد أن الله جعل من الجماد حيوان كما في عصى موسى وناقة صالح
وجعل من الانسان قردة وخنازير كما في طائفة من بني اسرائيل
وخلق الله الانسان بخمس اصابع كما خلق انسان بست وبأربع
يزيد في الخلق ما يشاء
ولا يعجزه شئ
ولا يقهره شكل خلقه على أن يظل هكذا لا أرادة لله فيه بعدما صار خلقا معينا
بل يغير وينوع فيه
ومن تمام صفة الكمال في الخلق أن رأينا الله وعلى سبيل المثال في خلق الانسان خلق من لا شئ
وخلق من ذكر فقط - حواء من ادم
وخلق من أنثى فقط - عيسى من مريم
وخلق من ذكر وأنثى - مجموع الناس
فكل هذا التنوع هو من لزوم صفة الكمال في الخلق
ولم ينتهى الامر عند ما نرى بل كما قال تعالى :يزيد في الخلق ما يشاء
سألني : ألا يدل تنوع المخلوقات على تنوع الخالقين ووجود أكثر من إله ؟
أجبت :أذن نحن امام أفتراضين اله واحد له قدرة مطلقة على الخلق وبين ألهة مجتمعة ليس لأفرادها القدرة المطلقة على الخلق
بالطبع فإن العقل يختار أن يؤمن بإله واحد قادر مطلق القدرة في الخلق على أن يختار الايمان بألهة عاجزه منفردة لا تقوى على الخلق إلا مجتمعة
كما أن تنوع الخلق لهو دليل على كمال الصفة وإلا كان عجزا
سألني : ولماذا خلق الله الجنة والنار وهو الذي أعطانا الاختيار ؟
أجبت : خلق الله الانسان وخيره في أن يطيع وألا يطيع
وجعل للمطيع ثوابا ولغير المطيع عقابا
ولكن العقاب ليس على مجرد الاختيار وانما العقاب على من اختار الاختيار الخاطئ وأصر عليه بعد تبيهه وارشاده وانذاره بعاقبة اختاره
مثال : يخير الاب ولديه بين قطعة حلوى وسيجارة
لا شك أن الاب هنا يريد من ولديه اختيار قطعة الحلوى
ولكن حتى يكون للاب حق العقاب على من يختار السيجارة وجب عليه أولا ان يكون حذره بأنه أن فعل فأنه سينزل به عقابا شديدا
فيكون استحقاق من استحق العقاب ليس على مجرد الاختيار وانما على العصيان والاستخفاف بالوعيد وانكار حصول العقاب ان فعل ما تم تحذيره بشأنه وهذا هو العدل والله عدل
وقبل أن تسألني لماذا لم يخلقنا الله كلنا مؤمنين فهذا كما سبق وذكرت من تمام صفة الخلق
فلو كان الله أكتفى بالملائكة فقط لكان السؤال الجدلي وهو هل يستطيع الله أن يخلق خلقا غير مقهورين وغير مجبورين ؟
الجواب نعم وهو نحن البشر
ومن العدل أن لا يساوى الله بين من يطيعه ويؤمن به وبين من يعصيه وينكره ويكفر به
فإذا كان قد اثاب المطيع جنة فقد استحق غير المطيع النار ولكن من العدل أن يسبق ذلك أنذار وتحذير حتى لا يكون العقاب على مجرد الاختيار ومن اجل هذا بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين