Tuesday, August 28, 2007

القرآن والاستجابه لمتغيرات الواقع

مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احترت كثيرا من اين أبدأ هذا الموضوع ..فليس من السهل الحديث عن شئ تحبه وتعشقه
لعلى ابدأ من هناك ..مع اول لقاء لى بعلم الشريعة الاسلامية واحكامها , ومع مادة مدخل الى الشريعه الاسلاميه حيث كان اول درس وهو مقدمة الكتاب وكان اهم ما جاء فيه هو ان الاسلام يقوم على دعامتين اساسيتين (والدعامه هى الاساس الذى يقوم عليه الشئ) هما: أ – تحقيق مصالح الناس , ب – التيسير ورفع الحرج وحولهما تدور مقاصد الشريعه العامة والخاصة
وفى ضوء هذين الدعامتين او المبدأين الاساسييين يجب ان يكون فهمنا للنص الاسلامى ( الاحكام الشرعية) بحيث لا تخرج عن اطارهما فبهما يتحقق التوافق والتصالح بين النص او الحكم وبين الواقع الحاصل , والواقف على علوم القرآن والسنة النبوية سيتبين له مدى تلائم النص مع الواقع بمتغيراته الحاصله , وهذه نبذه بسيطه فدعونا نبدأ معا

الباب الاول : القرآن والواقع


فصل : القرآن وملائمة الواقع ومتغيراته

نزل القرآن الكريم منجما- اى مفرقا- وليس جملة واحده وذلك حيث كانت الايات تنزل وفقا للاحداث الحاصله داخل المجتمع وحتى يتسنى له تحقيق اهدافه المتمثله فى بناء المجتمع وتنظيمه وتربيته وترويضه على تلقى الاحكام والالتزام بها لذلك رأينا التدرج فى الاحكام ورأينا النسخ والرخص
وفى معنى البناء كانت عناية النص المكى بامور التوحيد والدعوه ثم مع انتقالهم الى يثرب حيث المجتمع المدنى واستقرارهم وامنهم وبعدهم عن الاوثان وثباتهم على الايمان جاء النص المدنى بالاحكام وفرضت العبادات ووضعت قواعد عامة للمعاملات
وفى معنى الترويض اتسمت هذه الاحكام فى بدايتها بالليونه تارة حيث كان اللين هو الانسب لتوافقه مع ما اعتادوه وهذا هو التدرج فى الاحكام مثال : كان العرب ليس من عادتهم توريث النساء او الاطفال وربما يوصى الرجل بماله لشخص من غير قرابته الاولى فجاء القرآن وقيد حرية التصرف فى الاموال فقال : ( ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف ). سوره البقره ايه 180
ثم بعد ذلك نقلهم الى الحكم التالى : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا , واذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فأرزقوهم منه ) سوره النساء ايه 7, 8 ,, ثم نسخ ذلك باية المواريث ( يوصيكم الله فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين .....) الايه 11 , 12 من سورة النساء
وهناك ايضا التدرج فى تشريع الخمر ( لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) النساء 43 ثم ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ) البقرة 219 ثم نسخ ذلك بالتحريم ( انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) المائده 90
كما اتسمت الاحكام احيانا بالشده فى بدايتها ثم خففت مثال كانت عدة المتوفى عنها زوجها عام ثم خففت ونسخت الى اربعة اشهر وعشر
وفى معنى التربيه جاء قول الله تعالى : ( يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب ...... ) الحجرات 11, 12

فصل : القرآن والواقع الاستثنائى

قد توجد ظروف استثنائيه , يضطر فيها المكلف الى العدول عن النص (الحكم) الاصلى الى حكم استثنائى
هذا الحكم الاستثنائى قد يكون منصوصا عليه مثال الرخص المنصوص عليها : قصر الصلاة عند السفر واباحة الفطر للمريض والمسافر ( ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر ) البقره 185
وقد يكون غير منصوص عليه ولكن الضروره اقتضت ترك الحكم الاصلى حتى زوال الضروره وهذا يندرج تحت القاعده العامه التى ارساها القرآن ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه) البقره 173

فصل: القرآن وتقدير الظروف المحققة للمصلحة العامه

يقول تعالى ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل ) البقره 217
وسبب نزول الايه هو حين قامت سرية عبد الله بن جحش بمطاردة وقتال بعض الكفار فقتل منهم واحد وأسر اثنين فى اخر يوم من شهر رجب احد الاشهر الحرم

ويقول تعالى ايضا ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فأقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ) البقرة 191

فهنا نرى القرآن يراعى الظروف السياسية الواقعه ويتلائم معها ومتطلباتها


فصل: القرآن وتقدير الظروف المحققة للمصلحة الخاصة

يقول تعالى ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وأبتغوا ما كتب الله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون ) البقره 187
وهنا نلاحظ تقدير القرآن لادق الحاجات الحسية الغريزيه وتفهمه لمتطلباتها , فالصوم بوجه خاص والعبادة بوجه عام ليست عقوبات قاطعه وانا هى وسائل تتغيا تحقيق مصلحة الانسان لذلك شرعت فيها الرخص
كلمة الخاتمة
لقد راعى القرآن تحقيق مصالح الناس والتيسير ورفع الحرج عنهم فأرجو ان يراعى فهمنا للنص مقاصد الشريعه والاهداف التى تسعى لتحقيقها على وجه العموم والخصوص

نسأل الله ان يلهمنا كتابة الباب الثانى حول السنة ومتغيرات الواقع فى وقت غير بعيد ان شاء الله
*********************************************
تحديث
ازاى أستفيد من هذا الموضوع؟
لو لاحظت ستجد ان القرآن كان يراعى دائما فى تشريعاته تحقيق المصلحه وذلك بجلب المنافع ودرء المفاسد
الذى هو قوام الشريعه الاسلامية واحد اهدافه العليا
طيب ربما تسأل: فى واقعنا المتغير ظهرت مصالح جديده واختلط الحلال بالحرام وأصبح فى الاتيان بالحلال اذا قدرنا نتبينه - مشقه كبيره..فما العمل؟
نقول : اولا الحكم الشرعى هو تكليف..وتكليف يعنى مشقه ..انما المعيار فى هذه المشقه ان تكون مشقه عاديه فالصوم مشقه والصلاة مشقه والحج مشقه ولكن اذا ترتب على هذه الاوامر التكليفيه مشقه غير عاديه فهذه هى حالة الضروره التى تبيح العمل بالرخص الشرعيه يعنى العدول عن النص الذى فيه مشقه الى النص المخفف يعنى من الصوم الذى فيه مشقه الى الصوم القضاء (فعدة من ايام اخر) يعنى لما تبقى بصحتك ولا يحملك الفرض مشقه اكبر من طاقتك العاديه
طب ايه معيار المصلحه علشان اضمن انى مش ماشى بمزاجى ؟
هو معيار الشخص المعتاد ..يعنى ضع انسان فى نفس موقفك بنفس ظروف ومهنتك يعنى لو طالب يبقى الشخص المعتاد اللى هتقيس عليه طالب لو دكتور يبقى دكتور وشوف فى نفس ظروفك كان هيتصرف ازاى؟ هذا المعيار يضمن عدم الميل مع الهوى
امير المؤمنين عمر بن الخطاب اوقف حد السرقه عام المجاعه ومنع سهم المؤلفة قلوبهم - ومحدش من الصحابة اعترض عليه لان المصلحة كانت ظاهره - هل استطيع انا كمان انى اوقف العمل بالنص او لا اعمل به اذا تغيرت الظروف ؟
زى ما قلنا النص زى ماهو مرتبط بعلته مرتبط بالمصلحة منه ..فلو كان فى تطبيق النص ضرر فيتوقف العمل به لحين التأكد من عدم حصول ضرر لو طبقناه ويفضل النص معطل حتى زوال حالة الضروره او تظهر المصلحه فى تطبيقه .طب لو المصلحه مش ظاهره ؟اقولك قيس بالضرر
ايداع الاموال بالبنوك التجارية اومكاتب البريد والاقتراض من هذه البنوك؟
اولا البنك هو تجارة بالضروره يعنى شاف حاجة الناس لحفظ اموالهم فقال احفظهالكم واديكم عائد لها كمان وبكده هو بيشجع تجارته ..طب العائد ده جبته منين ؟..اه مانا اللى هيستلف منى هاخد منه مقابل اللى هو الفايده ودى هيطلع منها اجور الموظفين بالبنك وهيطلع منها المبلغ اللى انا جعلته عائد على الادخار علشان لما واحد ييجى يستلف منى يلاقى عندى اموال انى اسلفه ..وانا كمان ابقى طلعت مقابل عملى ده اللى هو اجرى من الفايده دى زى ما بتعمل الحكومة بالنسبة للرسوم والدمغات بتطلع منها اجور الموظفين
ثانيا: لقد اصبح التعامل مع البنوك امر واقع واعتاده الناس فى تعاملاتهم لان البنك مش بس ايداع واقراض ده فيها اوجه معاملات تانيه بتخدم التجاره زى خطابات الاعتماد وبتسهل الاعمال زى خطابات الضمان .والمعاشات بتتصرف احيانا منه مباشره بل ان المطلقه بتروح تقبض نفقتها من البنك وفيه الارامل والقصر اللى مش بيعرفوا يتاجروا باموالهم ..وقل ان تجد الامين اللى يتاجر فى اموالهم بحقها فلا يكون اماما سوى ايداعها فى البنوك علشان تعيش على فاية الاموال دى اللى البنك بيتاجر فيها بمعاملاته المختلفه
وبالتالى فإن وجود البنوك اصبح ضروره وواقع اعتاده الناس ..وهذا الامر يشبه بيع السلم ..فالاسلام نهى عن بيع المعدوم ..لكن حين وجد الناس اعتادوا بيع السلم الذى هو يخالف القاعدة الاسلاميه فى عدم جواز بيع المعدوم فقد اجازرسول الله بيع السلم وكل كتب الفقه هتلاقيها بتذكر السبب قائله (لحاجة الناس إليه) ولكن رسول الله وضع قواعد لحماية المتعاملين بهذا البيع فقال :من أسلم فليسلم فى كيل معلوم بثمن معلوم الى اجل معلوم
ماذا عن ختان الاناث ؟
لأ كده الموضوع هيكبر وان شاء الله لنا لقاء اخر باذن الله

Saturday, August 25, 2007

بين النص و الاجتهاد


هناك فكرة شائعة عما يسمى بـ "النص" و ما يسمى بـ "الاجتهاد" بأنهما طرفى نقيض و لا يمكن أن يجتمعا .. إن وجد النص فلا اجتهاد.. و ان لم يوجد النص فالاجتهاد يكون فى أضيق الحدود. و نسمع كثيرا عبارة: لا اجتهاد مع النص, فنتصور أن وجود النص يبطل الاجتهاد كما يبطل حضورُ الماء التيممَ. ذلك أمر غير صحيح, و لكى نتفهم طبيعة العلاقة بين الاجتهاد و النص علينا أولا أن نعرف معنى كلمة "النص" و معنى كلمة "الاجتهاد" ثم نتعرف على طبيعة العلاقة بينها فى الحالات المختلفة

فى محاولة لتعريف هذه المفاهيم يقول المفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة فى كتابه "معالم المنهج الإسلامى" بأن "النص" فى اللغة هو مطلق الملفوظ و المكتوب. أما "النص" اصطلاحا فقد ذكر له معان كثيرة منها "الكتاب و السنة أى ما يقابل الإجماع و القياس" و منها " لفظ الكتاب و السنة الذى لا يتطرق إليه احتمال أصلا مثل عدد الخمسة الذى لا يمكن أن يكون شيئا سوى هذا العدد"ا

و كذلك ذكر الدكتور عمارة أن الاجتهاد هو "استفراغ الوسع و بذل المجهود من المتمكن الذى يستجمع شروط الاجتهاد فى طلب المقصود من جهة الاستدلال ليحصل له ظن بحكم شرعى", و ميدان الاجتهاد هو فروع الشريعة يستنبطها المجتهد من أصولها التى اكتملت فى النصوص المقدسة, مبادئ و قواعد و أركانا ضمها القرآن الكريم و السنة النبوية الثابتة المبينة و المفصلة لمجمل القرآن

طبقا لهذه التعاريف يحصر الدكتور عمارة العلاقة بين "الاجتهاد" و "النص" فى واحدة من العلاقات التالية
أ- أن يكون النص "ظنى الثبوت" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "ثبوت" هذا النص
ب- أن يكون النص "ظنى الدلالة" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "دلالة" هذا النص
ج- أن يكون النص "ظنى الدلالة و الثبوت" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "دلالته و ثبوته" كليهما
د- أن يكون النص "قطعى الدلالة و الثبوت" و هذا هو الذى يحتاج الأمر معه إلى التفصيل الذى يرفع عن المنهج الإسلامى خطأ و خطر المقولة التى تزعم أن وجوده يعنى عدم الحاجة إلى الاجتهاد, بل عدم جواز هذا الاجتهاد

ففى حالة كون النص "قطعى الدلالة و الثبوت" فإن الأمر كالآتى

الاجتهاد يكون فى فهم النص لإنزال أحكامه منازلها
و الاجتهاد يكون فى المقارنة و الموازنة بين هذا النص و نظائره
و الاجتهاد يكون فى استنباط الجزئيات و الفروع من النص

لكن الأمر الذى أثار و يثير اللبس جاء من عدم التمييز بين النصوص الدينية التى تعلقت بالثوابت الدينية و تلك التى تعلقت بالمتغيرات من الفروع الدنيوية, ففى النصوص التى تعلقت بالثوابت الدينية من عقيدة و شريعة فى علوم عالم الغيب و شعائر العبادات و ثوابت الحقوق و المعاملات الدنيوية كمقاصد الشريعة و قواعدها و حدودها فى مثل هذه النصوص يقف نطاق الاجتهاد عند الفهم و استنباط الفروع و محظور التغيير أو التعطيل أو التجاوز أو الاستبدال
أما النصوص قطعية الدلالة و الثبوت و التى تعلقت بأمور هى من الفروع الدنيوية و من المتغيرات فيها و المعللة بعلل غائية فيكون التعامل معها كما يلى

أ- النصوص الدينية التى جاءت لتحقيق مصالح العباد فى فروع المتغيرات الدنيوية إنما هى مرادة لعللها و غاياتها و مقاصدها فالأحكام المستنبطة منها تدور معها وجودا و عدما
ب- ان الاجتهاد مع وجود النص القطعى الدلالة و الثبوت المتعلق بالمتغيرات من الفروع الدنيوية لا يتجاوز النص و إنما يتجاوز الحكم المستنبط من هذا النص, فحقيقة الاجتهاد فى هذه القضية هو الاجتهاد فى شروط إعمال النص و ليس إلغاءه أو رفعه

فى النهاية نجد أن هذا التناقض بين "الاجتهاد" و "النص" إنما هو تناقض موهوم مفتعل. و مما ساعد على انتشار مثل هذا المفهوم الخاطئ إنما هو الجمود و التقليد دون فهم أو روية أو تمكن. بل نجد أن هناك من يقول - من قبيل الأخذ بالأحوط - أن باب الاجتهاد قد أغلق منذ قرون ضاربين عرض الحائط بحديث النبى صلوات الله و سلامه عليه الذى بشرنا فيه بمجدد فى الدين على رأس كل مائة سنة
-----------------------------

ملاحظات

أ‌- النص قطعى الثبوت هو النص الذى لا طعن فى سنده إلى النبى صلى الله عليه و سلم و يقابله النص ظنى الثبوت و هو الذى تدور الشكوك حول سنده إلى النبى صلى الله عليه و سلم
بمعنى آخر.. النص قطعى الثبوت هو كل ما ثبت بطريق التواتر سواء كان قرآن او سنة
يقابله الظنى الثبوت وهو ما ثبت بغير التواتر مثل خبر الآحاد

ب‌- النص قطعى الدلالة هو الذى لا يحتمل معناه إلا معنى واحدا و يقابله النص ظنى الدلالة وهو الذى يحتمل معناه أن يدل على أكثر من شىء

ج- للمزيد حول هذا الموضوع يمكن مراجعة كتاب "معالم المنهج الإسلامى" للمفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة فصل "النص و الاجتهاد". الكتاب طبعة دار الرشاد بوسط البلد
-----------------------------

تحديث
د- العلة الغائية هى ما يوجد الشىء لأجله و تتميز عن "العلة" و عن "الحكمة" بأنها تسبق المعلول فى الوجود الذهنى و تتأخر عنه فى الوجود الخارجى. فالحصول على الشهادة علة غائية لدراسة الطالب و هو أمر موجود فى الذهن قبل الدراسة ثم يصبح موجودا فى الخارج بعدها
أما تعريف "العلة" و "الحكمة" فقد تفضل الأخ الباحث عن الحقيقة مشكورا بتوضيحه فى تعليقه القيم و هما كالآتى
العلة : هى كل ما يلزم من وجوده وجود الحكم
الحكمة : هى المصلحة المراد تحقيقها بالحكم

Friday, August 24, 2007

استئذان فى التدوين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود أن أستأذن الجميع فى أن أبدأ فى التدوين على مدونة الأخ الكريم الباحث عن الحقيقة .. فقد شرفنى و دعانى بأن أشارك جمهور المدونين فى عرض وجهات نظرى فى الأمور المختلفة على مدونته الرحبة.. فاقبلونى بينكم عضوا جديدا
أرجو من الله العون و الهداية و أرجو من الجميع الدعاء و النصيحة
أشكرك سيدى الباحث على استضافتك لى شكرا جزيلا

Sunday, August 19, 2007

الفرق بين اسلامنا وبين اسلام رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى عصر اختلط به العالم بالمتعلم بالجاهل , حتى صرنا نسمع عن فلان انه علامه وهو لا يعدو إلا ان يكون خطيب زاويه صغيره
وصاريستفتى فيفتى !!..نعم ما العيب فى ان يفتى ؟!! فما اسهل الفتوى
طبعا انتم مندهشون ..ما اسهل الفتوى ..كيف؟!! هل هذا معقول
نعم ما اسهل الفتوى ..حتى انت يمكنك ان تكون مفتيا
اجلس فى مقعدك الوثير واعقد حاجبيك وضع عليك غطاء رأس ابيض واعفو لحيتك الى صدرك واصرخ بالقول : حرام ..حرام ..حرام
ملعون ..ملعون ..ملعون
سب وألعن حرم وضيق على الناس
كل ما لا تجده فى سنة رسول الله فهو بدعه وضلاله
اذا رأيت فى مسألة اكثر من رأى فاختر اشدهما عنت ومشقه على امة محمد صلى الله عليه وسلم
ولتكن حجتك وبكل بساطه : اننا نأخذ بالاحوط
نتشدد من باب الاحتياط
هذا هو اسلامنا الذى وضعونا فيه اولئك العوام اتباع العلامه الكبير خطيب الزاويه
ولا اقصد شيخ بعينه ..وانما اولئك المتشددون جميعا الذين يقولون انه يعملون بالاحوط
والان تعالوا بنا لنعلم
كيف كان اسلام رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله اذا عرضت عليه مسألة جديده او قضيه لا يوجد لها نص يحكمها من القرآن الكريم ان كانت من امور السياسه استشار فيها مثل واقعة اسرى بدر وان كانت فى امر الدين اجتهد فيها برأيه
روى الشعبى رضى الله عنه :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى القضية وينزل القرآن بغير ما كان يقضى به فيترك ما قضى به على حاله ويستقبل ما نزل من القرآن
الاحكام للامدى ج 4 ص 144
اى انه صلى الله عليه وسلم ما كان يحكم فيما لا نص فيه بانه بدعه بل كان يجتهد فيه
وهكذا فعل ابى بكر عندما جمع القرآن وفعل عمر حين خالف النص اكثر من مره بداعى المصلحه ولم يقل احد انه مبتدع وفعل عثمان حين شرع الاذان الثانى فى ظهر يوم الجمعه
اما القول بالاخذ بالرأى المتشدد اخذا بالاحوط فهذه هى البدعه حقا

3296 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه
صحيح البخارى باب صفة النبى
فرسول الله كان يأخذ بالايسر لا بالاشد
فسنته هى رفع الحرج عن الامه فها هو يوم حجة الوداع
سئل عمن حلق قبل أن يرمي وعمن ذبح قبل أن يرمي فقال " لا حرج " قال عبد الله بن عمرو ما رأيته صلى الله عليه وسلم سئل يومئذ عن شيء إلا قال افعلوا ولا حرج
.
زاد المعاد لابن القيم ج2 فصل خطبة منى
فهل نحن نحتاط لديننا ورسول الله كان متساهلا مفرطا ؟
ان التيسير هو سنة رسول الله وهو شرع الله
يقول تعالى :( وما جعل عليكم فى الدين من حرج) سورة الحج ايه 78
ويقول : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) سوره البقرة ايه 185
وهذا هو الفرق بين اسلامنا اليوم وبين اسلام رسول الله
فأعتبروا يا اولى الابصار
.....................................
ملحوظه : جاء بالتعليقات الحديث عن الرخصه فهذا هو تعريف الرخصه فى اصول الفقه
الرخصه : الانتقال من حكم شرعى صعب الى حكم شرعى سهل لعذر
اسباب العمل بالرخصه : الضروره , الحرج والضيق

Friday, August 17, 2007

درس فى اصول الفقه

تم بحمد الله افتتاح مدونة مدرسة العلوم الشرعية المبسطه التى يقدمها لنا الاخ عصفور المدينة والاخ زووم
حيث تهتم المدرسه بتعليم الفقه والعقيده
واليوم وتشجيعا لهذا الاتجاه وهذه المدرسه اقدم هذا الدرس والذى يعد الدرس الاول فى اصول الفقه وهو تعريف الحكم الشرعى ومتعلقاته, وقد راعيت فيه الاختصار والوضوح لجلال هذا العلم وشدته على المبتدأين
لن اتحدث عن اهمية هذا الدرس لجميع المسلمين ولكن سأترك لك انت الحكم بعد قراءته

تعريف الحكم الشرعى


الحكم الشرعى هو : خطاب الشارع المتعلق بأفعال المكلفين ( مسلم بالغ عاقل) على جهة الاقتضاء ( اى جهة الطلب سواء طلب فعل او طلب منع ) أو التخيير ( الاباحه) أو الاعم وضعا ( اى وضع امر او فعل سببا وشرطا لوجود الاخر صحيحا مثل الطهارة وصحة الصلاة ) ويسمى حكما شرعيا وضعيا

والحكم الشرعى بهذا المعنى ينقسم الى قسمين

حكم شرعى تكليفى ..وحكم شرعى وضعى ( وهذا يحتاج لبحث طويل يفضل فيه مراجعة الكتب المختصة ) اللى يهمنا دلوقتى النوع الاول


الحكم الشرعى التكليفى هو : خطاب الشارع المتعلق بأفعال المكلفين على جهة الاقتضاء أو التخييروالاقتضاء هو مطلق الطلب سواء طلب فعل او طلب ترك والتخيير وهو الاباحه

وبناء على ذلك ينقسم الحكم التكليفى الى خمسة اقسام عند جمهور الفقه .. ما عدا الاحناف

الايجاب : وهو طلب الفعل طلبا جازما مثال وأقيموا الصلاة
الندب : وهو طلب الفعل طلبا غير جازم مثال وإن خفتم إلا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
التحريم : وهو طلب الترك طلبا جازما مثال تحريم اكل مال اليتامى بقوله ولا تأكلوها إسرافا
الكراهه : وهو طلب الترك طلبا غير جازم مثال (اذا دخل احدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين ) حديث شريف
الاباحة : وهو تعلق الخطاب بالفعل على جهة التخيير بين فعله وتركه مثال كلوا من طيبات ما رزقناكم

يضيف الاحناف الفرض وهو يساوى الواجب عند الجمهور ويقسمون المكروه الى كراهة تنزيه وكراهة تحريم

ملحوظه: وغير ذلك مثل السنة المؤكده والغير مؤكده والمستحب والرغيبه وغيرها يدخل فى الندب
متعلقات الحكم الشرعى
الواجب , المندوب , الحرام ,المكروه , المباح


الواجب هو طلب الفعل طلبا جازما يترتب على تركه إثم وله تقسيمات متعددة

تقسيم الواجب باعتبار تعينه على المكلف وعدم تعينه
ينقسم الى واجب عينى (يتعين على كل فرد فى الجماعه) مثال الصلاة , واجب كفائى (اذا قام به بعض الافراد سقط عن الجميع ) مثال رد السلام

تقسيم الواجب باعتبار تعين المطلوب به والتخيير فيه ينقسم الى
واجب معين : المطلوب بعينه دون تخيير مثال الصلاة فلا خيار بينها وبين غيرها
واجب مخير فيه : مثل كفارة اليمين فالمكلف مخير بين ثلاثة امور الاطعام او الكسوة او عتق رقبه ..فاذا لم يجد تعين عليه صيام 3 ايام وهذا النوع له تفريعات اخرى
تقسيم الواجب باعتبار وقت ادائه
واجب مطلق عن القيد بوقت معين مثل كفارة اليمين ليس للاتيان بها وقت محدد
واجب مقيد بوقت معين مثل صوم رمضان وينقسم الى واجب موسع فى وقته مثل الصلاة يمكن ان تؤديها فى اى جزء من الوقت المحدد لها وواجب مضيق فى وقته مثل صيام رمضان
تقسيم الواجب باعتبار تقديره وعدم تقديره ينقسم الى
واجب مقدر بقدر معلوم مثل صيام شهر رمضان وصلاة الظهر ركعات ومقدار الزكاة
واجب غير مقدر بقدر معلوم مثل مسح الرأس فى الوضوء والانفاق فى سبيل الله

المندوب : طلب الفعل على غير سبيل الجزم او ما يمدح فاعله ولا يذم تاركه
صيغ المندوب : يجئ بصيغة الامر مع وجود قرينة تصرفه عن معناه الحقيقى وهو الوجوب ..وهذه القرينة قد يكون منصوص عليها مثال ( اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه ) فهذا امر ولكن القرينة التى صرفته الى الندب هى قوله تعالى ( فإن امن بعضكم بعضا فليؤد الذى أؤتمن امانته)وقد تكون القرينة من خارج النص مثال ( فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ) فمكاتبة الارقاء على حريتهم امر مندوب والدليل الذى صرفه من الوجوب الى الندب قرينة خارج النص هى حرية المالك فى التصرف فى ملكه

مراتب المندوب
مندوبات يمدح فاعلها ويستحق العتاب واللوم على تاركها وهى السنن المؤكده
مندوبات يثاب فاعلها ولا يعاقب او يلام تاركها وهى السنن غير المؤكده
مندوبات يحسن للملكلف الاتيان بها وهى الرغائب او الفضائل


الحرام : هو طلب الكف طلبا جازما سواء بدليل قطعى كالقرآن والحديث المتواتر او دليل ظنى كحديث الاحاد
صيغ التحريم:النهى ( ولا تقربوا الزنا)نفى الحل ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بواحدة من ثلاث ....)او بلفظه ( حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم ........)او بلفظ الاجتناب ( انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه )او بلفظ الانتهاء ( انتهوا خير لكم انما هو الله إله واحد)او من التوعد بالعقاب ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) وينقسم الحرام الى
اقسام الحرام
الحرام لذاته : وهو ما حكم الشارع ابتداء بكونه حرام لما فيه من ضرر كالزنا والخمر والسرقه
الحرام لغيره : هو ما حكم الشارع بكونه حراما لما يترتب عليه من فعل محرم او ما يقترن به من امر عارض يستلزم تحريمه مثال لما يترتب عليه من فعل محرم كالنظر الى عورة المرأة لما يترتب عليه من الزنا مثال لما يقترن به امر عارض يستلزم تحريمه مع ان اصل الفعل قد يكون مباحا او مندوبا مثال الصوم يوم العيد ..والبيع وقت نداء الجمعه

المكروه : هو طلب الترك طلبا غير جازم اى على غير وجه الالزام والحتم
صيغ المكروه : يجئ غالبا بصيغة النهى والنهى يفيد التحريم ما لم تدل القرينه على غير ذلك وهذه القرينة قد يكون منصوص عليها مثال ( لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم ) فهذا النهى انصرف الى الكراهه بقرينة منصوص عليه وهى ( وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم ) فلو كان النهى للتحريم لما جاز السؤال
وقد تكون القرينة من خارج النص مثال ( دع ما يريبك الى ما يريبك ) فالامر المراد تركه مشتبها فيه وليس محقق الحل او الحرمه
وقد تجئ الصيغة بلفظه مثال ( ان الله حرم عقوق الامهات ووأد البنات ومنعا وهات , وكره لكم ثلاث قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال )حديث

المباح : هو ما خير الشرع المكلف بين الفعل والترك
صيغ المباح :قد يجئ بصيغة الطلب مع وجود القرينة الداله عليه وعلى صرفه عن الوجوب او الندب وهو الامر بعد الحظر ..فكل امر بعد حظر يفيد الاباحه مثال ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها) وقد تجئ بلفظ الحل .مثال ( اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم )او بنفى الاثم ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه)او بنفى الحرج ( ليس على الاعمى حرج )او نفى الجناح ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضه )او استصحاب الاصل وذلك فى عدم ورود دليل شرعى فالاصل فى الاشياء الاباحه

حكم المباح : لا يستحق فاعله او تاركه مدحا ولا ذما ولا لوما ولا عتابا

متعلقات الحكم الشرعى عند الاحناف
الفرض , الواجب , المندوب , الحرام , المكروه كراهة تحريم , المكروه كراهة تنزيه , المباح
فقد زادوا بقولهم ..الفرض ..وتقسيم المكروه الى قسمين
تعريف الفرض عند الاحناف
الفرض : هو خطاب الشارع الدال على طلب الفعل بدليل قطعى مثال : الوقوف بعرفه فرض يبطل الحج بدونه
تعريف الواجب عند الاحناف
الواجب : هو خطاب الشارع الدال على طلب الفعل بدليل ظنى مثال السعى بين الصفا والمروه ..وترك الواجب لا يترتب عليه البطلان المطلق والفرض والواجب عند الاحناف هما نفسهما الواجب عند الجمهور فهم لا يفرقون بين الطلب بدليل قطعى او دليل ظنى
الاثار المترتبه على هذا الاختلاف1- بطلان كل فعل شرعى ترك فيه فرض من فرائضه او واجب من واجباته وذلك عند جمهور الفقه وبذلك من يترك السعى بين الصفا والمروه يبطل حجه ولكنه عند الاحناف ترك واجب لا يبطل الفعل بطلانا مطلقا لانه لم يثبت بدليل قطعى لا شبهة فيه 2- الحكم بكفر من ينكر الفرض او اواجب عند جمهور الفقهاء لانكاره معلوم من الدين بالضرورة ..اما عند الاحناف فلا يكفر إلا منكر الفرض فقط لان دليله قطعى لا شبهة فيه ومنكر الواجب لا يكفر لان دليله غير قطعى وبه شبهه وبالتالى غير معلوم من الدين بالضرورة
المكروه كراهة تحريم : هو ما طلب الشارع الكف عنه طلبا جازما ولكن بدليل ظنى مثال لبس الحرير والذهب للرجال ..فطلب الكف فيهما طلبا جازما ولكنه كان بدليل ظنى هو خبر الاحاد ( حديث غير متواتر وخبر الاحاد هو : ما رواه جماعة عن جماعة فى العصور الثلاثه ولم يبلغوا حد التواتر فى اى عصر من العصور ) ( فاذا بلغ حد التواتر فى عصر من العصور فانهم يعرفونه بالحديث المشهور )والقول بكراهة التحريم هو من باب الاحتياط ..لان الدليل فيه شبهه وذلك حتى لا يقعوا تحت طائلة قوله تعالى (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ))
اما الحرام عند الاحناف : هو ما طلب الشارع الكف عنه بدليل قطعى ( قرآن او سنة متواتره) والحرام والمكروه كراهة تحريم عند الاحناف هو الحرام عند جمهور الفقهاء
المكروه كراهة تنزيه : هو ما طلب الشارع الكف عنه طلبا غير جازما .سواء بدليل قطعى او ظنى ..وهو ذاته تعريف المكروه عند جمهور الفقهاء
تبقى معلومة صغيره وهى
مقدمة الواجب فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
ومقدمة الواجب تنقسم الى قسمين
مقدمة وجوب : ما يترتب عليها وجوب فعل الواجب مثل البلوغ والعقل بالنسبة للتكليف ..ودخول الوقت بالنسبة الى الصلاة والصوم
مقدمة وجود : ما يتوقف عليها وجود الواجب صحيحا مثل الطهاره بالنسبة لوجود الصلاة صحيحة ..واخراج القدر الواجب فى الزكاة ..فالزكاة دون القدر الواجب لا تكون موجوده وجودا صحيحا ويجب عليه ان يكملها حتى القدر الواجب
نفعنا الله واياكم

Friday, August 10, 2007

اجعل المحنه منحه..تقرب الى الله

يحار الفهم فى معرفة حكمة الله فى تصريف وتدبير شئون خلقه وعباده ,ومع ذلك لم اشأ ان احرم عقلى متعة هذه الحيرة , والجهاد فى سبيل المعرفة , وبعد هذا العمر اردد ما قاله السابقون : المعرفة نور يقذفه الله فى القلب ولتلقى النور شروط سبق ذكرها فى موضوعى السابق هى التسامح فالقلب الذى لا يتغير بتغير الناس عليه مع خلوه من المعاصى هو قلب مؤهل للتلقى عن الله

لا يوجد شئ اسمه صدفه , فكل امر يحدث كان مقدرا عند الله , نسميه نحن صدفه لغياب سببه عن افهامنا
ونظل نتسائل فى عجب : لماذا يحدث هذا معى ؟

إن لله عبادا اصطفى قلوبهم لمحبته , تشغلهم احيانا زينة الدنيا عن محبة الله
فمن غيرة الله عليهم يبتليهم حتى يقربهم منه ..انظر حين انشغل ابراهيم بحب ابنه..كيف ابتلاه الله بأن طلب منه ان يذبحه بيديه

قلت لاحدهم وكان مندهشا من تضيق الناس عليه واحساسه بينهم بالغربه : ابشر فإن الله يحبك..فها هو يضيق عليك صدور الناس فلا تسعك حتى يضطرك إليه إضطرارا فلا تجد متسعا لك إلا رحمة الله ومحبته لك

كنت اشاهد برنامج فيه امنا الدكتوره عبله الكحلاوى حفظها الله, واتصلت بها مشاهده من الاردن قالت انها مريضة بمرض السرطان وقد هجرها زوجها وتركها هى واولادها وتريد من الدكتوره عبلة الكحلاوى ان توجه له كلمة على الهواء لعله يسمعها فيتقى الله ويعود الى بيته

فرأيت وجه امنا الدكتوره عبله يضئ كالعادة وتقول لها عن مرضها : لقد جعل الله لكِ طريقا الى الجنة ..وقد فر زوجك منه
وحستها على الصبر وتحدثت عن (منحة الابتلاء) وكيف انها طريق للجنة

لا يوجد شئ يتم فى ملكوت الله ويكون صدفه , بل له حكمة يعلمها الله
فلا تقف حائرا تسأل لماذا يحدث هذا معى ؟ لو كنت غير ذى بال عند ربك ما ابتلاك ولتركك ترتع فى غيك وضلالك
قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار سورة الزمر8..لقد شغلتك عن ربك شواغل الحياة وزينتها..لا ليس انت يا عبد الله.. وان لم ترجع إليه راضيا.. اعادك إليه موفيا بالعهد الذى بينك وبينه ..دعاؤك القديم فى غسق الليل ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب )) صدق الله عهده ووعده قولا وفعلا

وربما يسأل سائل ( هب لنا من لدنك رحمة ) تثبت بها قلوبنا ..فكيف يكون الابتلاء رحمة وهو يهز قلوبنا وثقتنا ويدفع بالبعض الى اليأس فى الحياه

نقول: يجيبك الله عن سؤالك هذا فلا احد يفهم حكمته إلا هو أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) صدق الله العظيم

السفينة نجت بالخرق , وقتل الغلام كان رحمة من ربك , وتأخير رزق اليتيمين كان رحمة من ربك
فهل ادركت الان ان رحمة الله كما فى العطاء تكون فى الابتلاء

واخيرا وكما جاءنى باحد التعليقات السابقة وهو ما اوحى إلى بهذا الموضوع
اجعل المحنة منحه ..تقرب الى الله
فالابتلاء سلم القرب وحبل الوصل ..فلا تجعله سلم البُعد وتقطع عنك حبل الوصل مع الله

Sunday, August 5, 2007

درس روحانى فى الاتصال الربانى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألتقيت منذ بضعة ايام بعد غياب باستاذى الروحى اخى الكريم / أبو احمد
تحدثنا حديث قصير ولكنه امتلئ بالروحانيات كالعادة والحمد لله
حدثنى كيف ان كل شئ يتم بارادة الله ,ولفهم حكمة الله يجب ان تتوافر لديك تقوى الله
يقول تعالى (( اتقوا الله ويعلمكم الله )) صدق الله العظيم
اخبرنى استاذى وقال : جائتنى اشاره ان اشترى شقه ولم يكن معى ثمنها , اتصلت بزوجتى وطلبت منها ان تذهب الى بنك الاسكان لشراء شقة سكنية فتبسمت ضاحكة وقالت ومن اين لنا بالمال ؟!..فقال لها : الاشارة جاءت بذلك
وكان قد اخبر رب عمله انه سوف يتقدم بطلب سلفة لدفع ثمن الشقة تعاقدت زوجته مع بنك الاسكان ودفعت اول دفعه من المال , فى نفس اليوم فوجئ بشخص يأتيه ويعطيه ظرف نقدى هديه من رب عمله به اكثر من ثمن الشقه
سألته: وما الدرس الذى تريدنى ان افهمه من هذه القصة؟
اجاب : ان كل شئ يتم بارادة الله , فاذا ارد الله شيئا فانه يوجد الاسباب التى يتم بها فعله وارادته
استوقفنى فى كلام استاذى كلمة ( جائتنى اشارة ) - لم اسأله عن ماهية الاشاره وكيف جاءته -لعلها كانت رؤيا مثلا
ولكنى سألته : كيف رغم مشاغل الدنيا ومصاعب الحياة ووفاة شيخه منذ زمن بعيد - يحافظ على النور الذى بقلبه فيسمح له بتلقى الاشارات الربانية من الله عز وجل ؟!!
قال: التسامح.. فهو صفاء فى القلب ..وكلما خلا قلبك من المعاصى - فالمعصية سواد فى القلب- كلما اقتربت من الله
فبقدر التخلى يكون العطاء
كلما خلا القلب مما دون الله ..كلما كان العبد قريبا من الله سبحان الله ..جميعنا نعانى المشاكل والهموم , نعلم ان سعادتنا فى الاتصال بالله , ولكن كم مره حاولنا وفشلنا وذلك لان السر هو فى التخلى .. بقدر تخلينا عن المعاصى وتصفية قلوبنا بالعفو والتسامح والصبر على المكاره بقدر ما ينجح اتصالنا بالله وتحصل السكينة والطمأنينة فى القلب والعقل والنفس

Saturday, August 4, 2007

كشف الحقائق الخفية عند مدعي السلفية

كتاب: كشف الحقائق الخفية عند مدعي السلفية
بقلم /متعب بن سريان العصيمي
طبعة مزيدة ومنقحة يطلب من دار الطرفين
جوال / 0505704808 - 05035124990موقعنا على الإنترنت
http://www.tarafen.com/ البريد الإلكتروني tarafen @ maktoob .com
حقوق الطبع لكل مسلم
كلمة مضيئة
لسماحة العلامة / عبد العزيز بن باز-رحمه الله
كل إنسان يخطئ ويصيب ، ما فيه أحد معصوم إلا

الرسل – عليهم الصلاة والسلام – معصومون فيما يبلغون عن ربهم ، والصحابة وغيرهم كل واحد

قد يخطئ وقد يصيب ، والعلماء كلامهم معروف في هذا والتابعون ومن بعدهم .

ليس معنى هذا أن الداعية معصوم أو العالم أو المدرس أو الخطيب ، لا . قد يخطئون فالواجب إذا نُبه أن يتنبه
المصدر : كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة ، حجر القرني ، ص (8) . راجع المصدر
كلمة مضيئة

لسماحة العلامة / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله

أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب ، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة ، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"

ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين
والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى
( السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى ( السلفيون) والمطلوب اتباع السلف 1


المصدر : شرح الأربعين النووية ، حديث (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، ص ( 308 ، 309 ) . راجع
دواعى الرساله
س1 / لماذا هذه الرسالة ؟

ج / كتبت(1) هذه الرسالة لكل باحث عن الحقيقة الخفية عند مدعي السلفية ، ولمن يريد أن يقف على

خطورة هذا الفكر المنحرف والمسلك الضال ، والفتنة العمياء التي لم تمر في تاريخ الإسلام
منذ بزوغ فجره قط إلا في عصرنا هذا على أيدي فئة ادعت " السلفية " فكادت لعلمائها
ودعاتها من أهل السنة والجماعة بالحط من قدرهم والنيل من أعراضهم بكلمات بذيئة ونشرات خبيثة

وكتبت هذه الرسالة – أيضاً – نصرة للظالم والمظلوم ، نصرة للظالم بالأخذ على يده ، وإبداء النصح له ، وتحذيره من مغبة هذا الظلم ، ومن نقمة الله وسخطه عليه في الدنيا والآخرة ، فالتوبة التوبة من الجور والحيف ، وإن كثر أعانه

ونصرة للمظلوم بردع الظالم عنه ، والذب عن عرضه ، وتذكيره بموعود الله لمن صبر واحتسب ولو بعد حين ، فالثبات الثبات على الحق و‘ن خالفك الخلق ، أو قل إخوانه

يقول الشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد :
" وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين إلى السنة ، متلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية ظلماً لها ، فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية ، واشتغلوا بضلالة التصنيف "2
قضية الأدعياء


س2 / ما أساس القضية عند هؤلاء الأدعياء ؟

ج / أساس القضية الأصلية عندهم تنحصر في شبهة أو شهوة لديهم ، وهي حصر المنهج السلفي في مسائل معينة وعلى فهم شخص واحد أو أشخاص معينين من المعاصرين ، ومن خالفهم في هذه المسائل – التي لا يخرج أكثرها عن مسائل الاجتهاد المعتبر – فهو خارج عن المنهج السلفي ، ومنابذ لأهل التوحيد والسنة ، ومناصر لأهل الأهواء والبدع ، وذلك لعدم فقههم في كيفية التعامل مع المخالف لأهوائهم

والحق والعدل في ذلك أن الدعوة السلفية منهج شامل متكامل في العقيدة والفقه والسلوك والعبادة ، والأخلاق والدعوة ، والعلو والتربية ، والتأليف والتصنيف ، والنقد والحكم على الآخرين ، فمن طبق المنهج السلفي بتكامله وشموله كان سلفياً حقاً ، ومن أحذ بالمنهج في بعض الجوانب دون الباقي ، كان سلفيا في ما أخذ وطالبناه بالباقي

يقول الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

" هناك من يدعي أنه على مذهب السلف لكن يخالفهم ، يغلوا ويزيد ، ويخرج عن طريقة السلف ، ومنهم من يدعي أنه على مذهب السلف ويتساهل ويضيع ويكتفي بالانتساب
الذي على منهج السلف يعتدل ويستقيم بين الإفراط والتفريط ، هذه طريقة السلف لا غلو ولا تساهل ، ولهذا قال الله تعالى : ... والذين اتبعوهم بإحسان

فإذا أردت أن تتبع السلف لا بد أن تعرف طريقتهم ، فلا يمكن أن تتبع السلف إلا إذا عرفت طريقتهم
وأتقنت منهجهم من أجل أن تسير عليه ، وأما مع الجهل فلا يمكن أن تسير على طريقتهم وأنت تجهلها ولا تعرفها ، أو تنسب إليهم ما لم يقولوه ولم يعتقدوه ، تقول : هذا مذهب السلف ، كما يحصل من بعض الجهال – الآن – الذين يسمون أنفسهم (سلفيين) ثم يخالفون السلف ،ويشتدون ويكفرون ، ويفسقون ويبدعون السلف ما كانوا يبدعون ويكفرون ويفسقون إلا بدليل وبرهان ، ما هو بالهوى أو الجهل ، إنك تخط خطة وتقول : من خالفها فهو مبتدع ، فهو ضال ، لا – يا أخي – ما هذا بمنهج السلف

منهج السلف العلم والعمل ، العلم أولاً ثم العمل على هدى ، فإذا أردت أن تكون سلفياً حقاً فعليك أن تدرس مذهب السلف بإتقان ، وتعرفه ببصيرة ، ثم تعمل به من غير غلو ومن غير تساهل ، هذا منهج السلف الصحيح ، أما الإدعاء والانتساب من غير حقيقة فهو يضر ولا ينفع

فإلى هؤلاء أقول

كونوا دعاة لا أدعياء ، ادعوا إلى السلفية الحقة قولاً وعملاً على ضوء الكتاب والسنة بلا إفراط ولا تفريط
قم بتحميـــــــل الكتــــــــــــــــــــاب من الرابط اسفله

الفهرس
كلمة مضيئة للعلامة / ابن باز ( رحمه الله ) .....3
كلمة مضيئة للعلامة / ابن عثيمين (رحمه الله) ...5
المقدمة ...............................................7
دواعي الرسالة .................................... 12
قضية الأدعياء ..................................... 15
شعار الأدعياء ......................................17
الوظيفة الإبليسية ..................................20
وسائل التصنيف ...................................22
المبدأ الخبيث ......................................24
البضاعة المزجاة ..................................27
آثار فتنة التصنيف .................................29
الدعوة إلى الحزبية ................................31
تربية الأدعياء للشباب .............................33
أضرار مخالطتهم .................................35
أصناف المفتونين بهم .............................37
الأدعياء أجنياء.....................................39
طريق السلامة ....................................40
خلاصة حقائق منهج الأدعياء ....................43
الخاتمة ............................................45
الفهرس ...........................................48

Wednesday, August 1, 2007

دعاة يحتكرون الحق والصواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو تعليق الاخ المدون / محمد بن حجر العسقلانى على موضوعى (البوست ) السابق الذى بعنوان اسئلة حول الاسلام والواقع وقد تكرم بارسال تعليقه هذا لى على الايميل وقد رأيت ان يستحق ان انشره له فى بوست جديد لانه احتوى وجهة نظر تستحق النقاش لمن يريد ذلك
وهذه هى رسالته
وقد جعلت لها عنوان هو
دعاة يحتكرون الحق والصواب ..بقلم المدون / محمد بن حجر العسقلانى

السلام عليكم
أخى الكريم الباحث عن الحقيقة, تأخرت فى الرد عليك لكنها مشاغل الحياة
بالفعل أنا سعدت جدا بردودك و مجهودك فى تفصيل و شرح المعانى و عرض المفاهيم
هناك عدة نقاط أود أن أوضحها

أولا : .................( قام بتعريف نفسه لى وقد حذفته حماية لحقه فى الخصوصية ولانى لم استئذنه فى ذلك )..........عذرا للجميع

تعقيب: تشرفت بمعرفتك

ثانيا : بوجه عام غالبية ما أراه و أسمعه من الدعاة المنتمين إلى التيار السلفى يتكلمون إما عن قوالب معينة موجودة فى خيالاتهم و يحاولون أن يقولبوا الواقع طبقا لهذه القوالب و إما عن أشياء سطحية و فرعية جاعلين إياها من الأصول و العقائد. و هذا شىء مستفز جدا لأنهم لا يلزمون أنفسهم فقط بما يقولون و لكن يفرضون آراءهم بالقوة و القهر و التخويف (لأن من لا يلتزم بهذه الأشياء فهو لديه مشكلة فى عقيدته كأن نؤرخ بالتاريخ الهجرى بدلا من الميلادى) بوسائل الاستهزاء و الاستخفاف بالآخرين أو بالانكار و الاستنكار و الرفض التام لكل ما هو مخالف لرأيهم (مثال لذلك قولهم بأن الحديث الصحيح ملزم بذاته فى أمور العقائد و ليس شرطا أن يكون متواترا فى حين أن الإمام أحمد بن حنبل و أتباعه هم فقط القائلون بذلك أما غالبية العلماء فيشترطون التواتر...فتراهم يشترطون هذا الشرط و ينكرون على الآخرين بشدة غير هذا الرأى و كأن الأمة ليس فيها غير الإمام أحمد و ليس فيها غيرهم)ا

تعقيب : يريدون ان يصبوا واقعنا وزماننا فى قالب الزمن السالف بحجة اتباع السلف الصالح بينما اتباع السلف هو اتباع منهجهم فى التفكير لا تقليد افعالهم والقول بانهم تقيدوا بفعل رسول الله وما نص عليه فى الكتاب والسنه بشكل حرفى هو امر مردود عليهم

ثالثا: أما أتباع هؤلاء الدعاة و المقتنعون بأن الدين لا يؤخذ إلا من هؤلاء فإنهم يظنون أنهم قد اهتدوا بعد ضلال و أنهم يسيرون فى الطريق القويم و كل من سواهم يجب أن يدعوه لمثل هذا الطريق و كونهم استمسكوا بهذا الطريق فإن لهم سعادة الدنيا و الآخرة (و هذا صحيح لمن صدق و أحسن) و فهموا كل شىء و امتلكوا القدرة على حل أى مشكلة فنجدهم يتكلمون (شيوخ و دعاة و تابعيهم) عن مشاكل الأمة و العالم و عن التاريخ و نقده و روايته و عن الاقتصاد و الحلول السحرية التى يمتلكونها فقط بأنهم يقولون "السلام عليكم" بدلا من "صباح الخير" و عن الديموقراطية و الشيوعية و الرأسمالية و لعن و استنكار الفلسفة (التى هى فى رأيهم فلس و سفه) و المنطق و علم الكلام عن غير علم و لا تخصص و لا روية

تعقيب : لقد جعل هؤلاء الاتباع من انفسهم مبشرين بما يظنون انه الحق , ولما كان هذا الاتباع جاء بعد خواء فكرى وعدم فهم حقيقى للاسلام فقد تحولوا الى اتباع آليون (كالانسان الآلى) , لان عقولهم لم تعرف فكرا اخر غيره وهم فى ذلك مثل من يتبعونهم من مشايخهم الذين يملكون الحق فى الحكم على كل شئ بالتبديع والتفسيق دون ان يفهموا هذا الشئ الذى يحكمون عليه ..كنت افضل عند نقدهم لفكر او مذهب او رؤية معينة ان تكون بشكل موضوعى وليس كلاما مرسلا كمن يخطب على منبر يزعق ويصرخ مخوفا الناس من مستحدثات الامور (لا يدرى ان المنبرالذى يقف عليه والميكرفون الذى ينطق به من مستحدثات الامور طبقا لوجهة نظرهم ) التى يحورونها دائما لتناسب دعواهم وادعائهم

رابعا: كل فرد فيهم يحاول أن يجعل من نفسه نموذجا جذابا بعد أن اهتدى إالى الحق و إلى الطريق المستقيم و لسان حاله يقول: أنظروا.. بعد أن اهتديت أصبحت أمتلك الحلول لكل مشكلة على وجه الأرض فمشكلة الفقر حلها فى الإسلام فى أن نلتزم الكتاب و السنة و أما رأى الدين فى الختان فهو فى الكتاب و السنة و عن تحسين سلوكيات سائقى الميكروباص نجدها فى الكتاب و السنة و كيفية الاستذكار السليمة فإنها فى الكتاب و السنة و رأى الدين فى الأحزاب فموجودة فى الكتاب و السنة..... ما رأيكم الآن؟؟ لقد قمت بحل جميع مشاكلكم بمنتهى السهولة

تعقيب : نعم الحل فى الكتاب والسنة , ولكن لاستخراج الحلول واستنباط الاحكام ادوات وضعها الفقهاء وافنوا اعمارهم فى وضع الاسس وتطبيقاتها التى هى اجتهاداتهم التى امتلأت بها كتب الفقه لتقدم حلولا للمسائل التى عرضت لهم فى زمنهم , ومن حقنا ان ننظر فى الكتاب والسنة وان نضع ونزيد فى الادوات التى بها نستخرج الحلول التى تناسب مسائل ومشاكل عصرنا الحالى

خامسا: أنظر إلى ما يقولون فلن تجدهم أضافوا شيئا ذا قيمة. فكل مسلم على وجه الأرض (عالم-جاهل-ملتزم-فاسق-كبير-صغير) يؤمن بأن الشريعة الإسلامية لا بديل لها فما هو الجديد الذى أضافه لنا هذا الذى يتكلم عن الحل الإسلامى.. تقريبا لا شىء

تعقيب : يتكلمون عن الحلول ولا يقدمونها ..كل ما يفعلوه هو انهم يأخرونا زمنيا الى زمن قبل ظهور المشكلات المعاصره وكأننا لو قلدنا السلف الصالح فيما كانوا يفعلونه فى زمنهم حرفيا لانتهت مشاكل التضخم الاقتصادى وتخلصنا من مضار التكنولوجيا بهجرها لانها بدع ومنكرات

سادسا: لما نويت أن أناقش الموضوع معهم بجدية و أحاول أن أبين لهم أن هناك جوانب مهمة و تفاصيل يجب أن يتكلموا فيها بتفصيل أكثر من عبارة "الكتاب و السنة" هذا إذا كانو بالفعل على درجة من المعرفة تمكنهم من طرح الحل الإسلامى من وجهة نظرهم بشكل فعال.. فلما سألتهم عن تفاصيل مهمة و قضايا ملحة محاولا إبراز التعددية فى الرأى قاموا بالرد بكل عصبية واتهمونى بأنى أثير البلبلة و التشتيت و أنى قد أكون من أشد أعداء الدين أو من المفسدين فى الأرض و قد أكون شيعى (مع العلم [ان لى رأيا مخالفا لهم عن الشيعة) بل جعلونى أسوأ حالا من الفتاة المثلية التى كانوا يتكلمون عنها (لأنها فى رأيهم قد يصلح معها الترهيب و الترغيب أما أنا فلا يصلح معى ذلك لأنى سىء النية.. كيف عرفوا نيتى؟؟؟ لا أدرى).. هذا هو هدف الأسئلة.. هو أن أثير عندهم بعض التساؤلات (هذا إن كنت أنا على صواب) التى إن اهتموا بها و شغلتهم.. تركوا هذا التناول السطحى المتكرر المستفز الذى لا يقدم و لا يؤخر
تعقيب :بخصوص حكمهم على النوايا فهذه بدعة البدع وعجيبة الاعاجيب ..وهذا اكثر شئ يجيدونه رمى مخالفيهم بالادعاء بمعرفة بواطنهم , والحكم عليهم وتصويرهم للناس انهم الفسقه المتزندقون ..حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من نصب نفسه حاكما على بواطن الناس.. اخى الكريم ان منظرى السلفيه فى مصر مجرد ابواق تنعق بما لا تفهم ..ولا تنسى ان اغلبهم لا يصلح حتى ان يكون خطيب منبر فى زاوية صغيره

هذا هو يا سيدى هدفى من الأسئلة التى طرحتها و هذا هو رد فعلهم الذى - فيما أعتقد - أنه لن يتغير و هذا هو الأمر بكامله الذى كنت أرجو أن يحدث لهم ذكرا

أشكرك سيدى على اهتمامك بقرائة رسالتى و عذرا للإطالة
يسعدنى ان تضم مدونتى حروف كلماتك ..واهلا بكل الاقلام فى مدونتى