Sunday, May 25, 2008

الجزية ..نظرة سياسية

فلسفة الجزية واهدافها الاستراتيجية
ان الدولة الاسلامية الناشئة الجديدة دولة مهددة من جيرانها- عرب مكة يسعون للقضاء عليهم لانهم يهددون نفوذهم الديني مما يؤثر تبعا على الاقتصاد المكي اثر بالغ لان المواسم الدينية هى فرصتهم لبيع سلعهم التى جلبوها من الشام او اليمن فسعت مكة اولا لتولي مهمة القضاء على دولة المسلمين بنفسها فمنيت بهزيمة عسكرية كان لها دوي اعلامي في غاية التأثير - فعاودت الكره اخذا بثأرها في غزوة احد فعادت خائبة لم تحقق اهدافها من القضاء على دولة الاسلام فيما سماها المؤرخون العرب هزيمة للمسلمين وهذا لجهلهم العسكري رغم وضوح الحقائق التي اثبتتها ايديهم
ان الهزيمة العسكرية لا تحسب بعدد الجيش او ما تبقى منه ولا بعدد القتلى وانما بالواقع الميداني..وجميع كتب المؤرخين تثبت ان معركة احد انتهت بمطاردة جيش النبي لجيش مكة حتى قرية حمراء الاسد
وللاسف يعدها جميعهم غزوة مستقله بينما هي كانت في اليوم التالي للمعركة والدليل انها بقية من غزوة احد ان المشركين كانوا لم يحسموا مغادرتهم لأرض المعركة وكانوا يريدون ان يغيروا على المدينة لسحق المسلمين فلما رأو جيش محمد يعود لاذوا بالفراريقول ابن حزم في جوامع السيره فظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه بمعاوية بن المغيرة بن العاص بن أمية، فأمر بضرب عنقه ) جوامع السيرة ابن حزم الاندلسي
ونمسك هنا خشية الاطالة وتجاوز الموضوع الذي نريده هنا في هذا المقال
فمن المهزوم اذن المطارد ام الطريد ؟ الذي ثبت على الارض محتلا للميدان ام الذي فر من الميدان؟
ولان هذا لم يكن نصرا عسكريا يطمئن قريش بل هو اشبه بعصابة اغارت فلما ظنت انها ظفرت فرت وولت
فقد سعت لتكوين جيش من الحلفاء للقضاء على دولة النبي واستطاعت ان تضم إليها يهود خيبر بل واحداث فتنة داخل الدولة بأستمالة يهود بنو قريظة وكان بينهم وبين النبي معاهدة فنبذوها وراء ظهورهم
وهكذا ظل امر دولة الاسلام مهددا من جيرانها بعد ذلك الروم من جانب والفرس من جانب
وهذه مقدمة نلج منها الى الحديث عن
فلسفة الجزية
دولة النبي دولة بزغ نجمها العسكري - مما جعل البعض يهادنها لعدم قدرته على مواجهة الجيش الاسطوري وفي نفس الوقت يضمر لهم المكائد كما فعل المعاهدين من اليهود من هنا شرعت الجزية كعمل سياسي يحقق اهدافا استراتيجية تحمي دولة الاسلام ودعوتها التى لا تعترف بحدود
هذه الاهداف الاستراتيجية ابرزها كالتالي
أولا: كسب الحرب النفسية بهزيمة انفس العدو الاستعلائية التى تحرك حقدهم على الاسلام مما يزيل سدا مانعا لهم من التفكر في حقيقة الاسلام وهو الاستعلاء الذي منع اهل مكة من الاسلاميوضح هذا الهدف الاستراتيجي قوله تعالى : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
ثانيا: تحقيق التبعية السياسية -وهى عدم دخولهم في احلاف مناهضة للمسلمين
ثالثا: استنزاف القدر الذي كان يمكن للعدو صرفه في تقوية جيشه مما يجعله خطرا على المسلمينفلا شك ان اولويات الانفاق القومي للعدو هي المأكل والمشرب وانه يوجه الفائض للمجهود العسكري - فكانت الجزية تستنزف جزءا اكيدا من هذا القدر الذي يجعل الانفاق الحربي للعدو محدودا
رابعا: تحقيق الولاء الامني - بمعنى عدم مشاركتهم فيما يضعف المسلمين من مكائد وفتن لان قوة المسلمين هى التى تحميهم مقابل الجزية التى يدفعونها
خامسا: تمرير دعوة الاسلام الى النفوس من خلال سماحة المسلمين في اخذ الجزية واسقاطها عن غير القادر او المن عليهم بها كما فعل عمر بن الخطاب بأرض السواد من العراق وهو عكس ما كان يلاقيه القوم في ظل حكم الروم والفرس والموالين لهما
وهذا ملخص قول الامام القرافي كمان نقله ابن الازرق في كتابه بدائع السلك في طبائع الملك:أن الجزية مشتملة على التزام مفسدة قليلة(اي ترك الكافر على كفره )، لدفع مفسدة عظيمة، وتوقع مصلحة علياوذلك لأن الكافر إذا قتل، فاته الإيمان، فشرعت الجزية رجاء أن يسلم في المستقبل. وإذ ذاك فتتبعه ذريته وتتصل سلسلة الإسلام من قبله، وإن مات على كفره، فإسلام ذريته متوقع إلى يوم القيامة ) بدائع السلك ج1 ص201 بتصرف
الجزية ليست حبا في المال ولا سعيا له
ان الاموال التى كان يجنيها المسلمون من دافعي الجزية لا تساوي شيئا مما كان يجمعه بيت المال من زكاة اموال المسلمين وتجارتهم ولا المكاسب التي كانوا يحققونها اما من مغانم قتال او تجارة
فالمال اذن لم يكن هو هم المسلمين من اخذ الجزية ..ولم يكن سعيهم للقتال او الجهاد في سبيل المال بل ان القرآن الذي هو دستور المسلمين وقانونهم الاعلى كان يذم جمع المال ( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) سورة الفجرويتوعد على عدم انفاقه اشد الوعيد حيث يقول : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ(35) سورة التوبه
كما انه لو كان المال مبتغاهم لأخذوها من عبدة الاوثان من العرب بينما قد نهاهم الله عن ذلك , قال الله تعالى: " تقاتلونهم أو يسلمون " سورةالفتح على عكس عبدة الاوثان والمجوس من العجموهذا ما رآه بعض مذاهب الفقة وذلك لان الدولة تحتاج الى تأمين حدودها القريبة وهذه مهة ملحة لا يمكن تركها على خلاف عبدة الاوثان من المجوس لبعد الديار اما اليهود والنصارى اهل كتاب سماوي يرجى اسلامهم اكثر مما يرجى في غيرهم
لقد عاش المسلمون زهادا لم يبنوا قصورا وعلى عكس المترفين من الاغنياء الذين كانوا يفاخرون بالعبيد كان اصحاب محمد يفاخرون بالعتقاء لقد عرف عصر عمر بن الخطاب بعصر الفتوحات فقد فتحت في عهده بلاد الفرس وبلاد الشام ومصر ولم يبلغنا عن ملبس عمر سوى انه كان به سبعة عشر رقعة على ما امتازت به الدول المفتوحة من تميز في صناعة الاقمشة والثياب
عدالة الجزية
هذا واذا عرفنا ما يلتزم به المسلمون في المقابل لما تكلم احد عن الجزية وهذا هو المقابل كما ذكره ابن الازرق قال:
ومن وعيد الإخلال بواجب العدل فيهم، بما لهم من ذمة الله ورسوله أمران
أحدهما: التعرض لمحاجة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: من ظلم معاهداً أو انتقضه أو كلفَّه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.
الثاني: براءة النبي صلى الله عليه وسلم. ممن تناهى به الظلم إلى قتل واحد منهم بغير حق. ففي صحيح ابن حيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أيما من رجل آمن رجلاً على ذمة ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً. قال المنذري، وقال ابن ماجة فإنه يحمل لواء الغدر يوم القيامة. تفريع: قال القرافي فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة الإسلام. استظهار: قال وقد حكى ابن حزم في مراتب الإجماع له، أن من كان في الذمة، وقصده العدو في بلادنا، وجب الخروج لقتالهم، حتى نموت دون ذلك صوناً لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأن تسليمه إهمال لعقد تلك الذمة انتهى ملخصاً) المرجع السابق
.................................................
من سخف القول
يأتي البعض بسخف من القول حين يقول ان غير المسلمين اسلموا ليرفعوا عن كاهلهم ثقل الجزية ولهؤلاء نقول ان المصالحة على الجزية نوعين كما اثبتها السرخسي في شرح السير الكبير:إما أن يصالحهم الأمير على إعطاء الجزية المقدرة على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، أو يكون الصلح واقعاً على مال مجمل مقدركما صالح رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أهل نجران على ألفي حلة كل سنة يؤدونها إليه
من هنا نعلم ان الجزية مقترنه في الحالة الاولى بالقدرة
وفي الثانية بتضامن القوم فيما بينهم وحمل غنيهم لفقيرهم
وفي دراسة مسيحية للباحث نبيل لوقا بباوي حول شبهة انتشار الاسلام بالسيف قال
ان 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية ، فقد كان يعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان.
.......................
ملحوظة : جزء من بحث كنت نشرته في احد المنتديات تحت عنوان وقفة بين السيف والجزية -بتصرف

Wednesday, May 21, 2008

ازاي تخلي ..الملائكة تحبك

ايه احساسك اول ما تسمع كلمة الملائكة؟
بتحس بصفاء وراحة وتأتي في ذهنك هالات من النور وتشعر بلهفة واشتياق
كأنه صديق عزيز كنت مفتقده وفجأة لما ذكر اسمه قدامك تذكرت كل شئ حلو متعلق في ذهنك به
النهاردة هنتكلم عن ازاي تقوي صلتك بالملائكة وتقوي علاقتك بيهم
أفتح معايا شمس المعارف الكبرى صفحة 7
ايه نسيتم تجيبوه معاكم
بسيطه
أفتح معايا كتاب الكبريت الاحمر صفحة 9
برضه نسيتم تجيبوه معاكم
ولا يهمكم
ولعوا في الكتب دي اصلا
وافتح معايا كتاب ربنا القرآن الكريم
واللى هيقول نسيته هعلقه على باب الكاشفة
يقول تعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
خد بالك ده شرط العلاقة
تتنزل عليهم الملائكة
دي ثمرة العلاقة
تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون
صدق الله العظيم
تلاقي في كتب العفاريت اللي ذكرناها قبل الاية علشان تتصل بجني مسلم او غير مسلم
لازمك رياضة نفسية جامده اوى ..تنعزل وتترك اهلك
تصوم اربعين يوم ولا تأكل من ذي روح
وتقعد طول الليل ترسم في دواير ومثلثات وتكتب في حروف وتدور على ساعات السعد وساعات النحس وتبعد عن الاعمال لما يكون شرف زحل في منزلة المريخ ولما يكون عطارد قريب من الزهرة ويا سعدك لو المشتري في منزلة الشمس تبقى هاصت معاك العملية ولو انت برج الحوت ابعد عن القوس ومتنساش تحسب اسم امك
المهم علشان ما نطولش
ربنا بين لنا كل شئ في كتابه العزيز
والملائكة مخلوقات الله وعلشان تنول اي حاجه في ملك ربنا لازم تنولها برضاه
ويا مصيبتك لو نولتها وانت على معصية - فولي وجهك شطر جهنم يا جميل عدل
( قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار)
علشان تتقرب من الملائكة لازم تعرف انت دي علاقة تبعية
يعني ايه
يعني لازم يكون هدفك الاساسي هو ربنا ..انك تقرب من الله
انك تحب ربنا
هتلاقي كل حاجه بعد كده سهله ..حتى الملائكة هي اللى هتتقرب منك مش جائزه لك ولكن انت اللى جايزه لها
فالملائكة تحب كل من هو قريب من الله
علشان كده جاء في الحديث : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده
طيب علشان تقرب من ربنا والملائكة تحبك وتكون ولي لك في الدنيا والاخره
والولي : من الولاية والنصرة والحماية
يبقى ولاية الدنيا هي : الحماية والنصرة
ولاية الاخره : هي الشفاعة
طيب كيف ننال رضا الله وحب الله
عندي شرطين بس ذكرتهم الاية
الشرط الاول : الذين قالوا ربنا
بسيطة صح؟
لا مش سهله كده اصبر على رزقك
الشرط الثاني: ثم استقاموا
ومخك ييجي في دي ويروح مقفل ويقول هو ماقلش استقاموا يعنى اعمل ايه بالظبط عايز كده واحد, اتنين ,تلاته
نوضح علشان اللى اوله شرط اخره نور
الشرط الاول : الذين قالوا ربنا الله
طبعا انت افتكرتها سهله علشان (قالوا) يعني بمجرد ما (قالوا) خلاص اللي بعده بقى
لا.. متنساش دي علاقة مع ربنا ..يعنى اول ما تقول (قالوا) يعنى تقول : ربي الله ..وخلاص كده
ان لم تكن كذلك فعلا ..يقول الله لك كذبت
سبحانه عارف كل حاجه
يبقى المسألة مش قول باللسان بس
شوف انت ربي الله يعني ايه
هديك امثله علشان البطيخة اللى فوق كتافك تفهم
فلان استاذي ..يعني بسمع كلامه
فلان مديري ..يعني بنفذ اوامره
فلان أبي ..يعنى مقدرش أخالفه
الله ربي ..يعني ....( اكمل مكان النقط)...؟
وضحت ؟؟ البطيخة فهمت؟؟
اسمع البيتين دول لابن القيم وهتفهم اكتر
تعصي الاله وانت تزعم حبه ..هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ..ان المحب لمن أحب مطيع

ندخل على الشرط التاني
الشرط الثاني : ثم استقاموا
هنا بقي بنتلكك..وكل واحد فاهم الاستقامة على مزاجه
الاستقامه هنا مكملة للشرط الاول بمعنى الاستقامه على طاعة الله وأتيان اوامره واجتناب نواهيه
الرجل الامي فهمها وكانت واضحه بالنسباله ومحتاجش يستفسر
جاء اعرابي الى رسول الله وقال له قل لي في الاسلام قولا لا اسئل عنه احدا بعدك ابدا
يعني انا راجل فهمي على قدي ومش بتاع علوم ولا حفظ اديني كلمتين أعمل بيهم يكونوا سهلين على اللى زيي
قال له رسول الله : قل أمنت بالله ثم أستقم
وفي رواية : قل امنت بربي ثم أستقم
والراجل زي ما سمعهم خدهم وقال يا فكيك ..لا سمعناه قال استقامه يعني اعمل ايه ..وما اعملش ايه
لان الاستقامة امر فطري كلنا عارفينه بس بنقاوح وبنوجد لنفسنا المبررات
يعني اللى بيسفه أراء غيره عارف ان التسفيه في حد ذاته فعل قبيح
اللى بتقول ان المنقبه ومش بتعمل بيه بتكون اشبه بكيس زباله ..عارفه ان ده تشبيه قبيح حتى لو كانت مش بتعمل بيه فعلا
اللى بيقول ان النبي كان علماني في حياته - قعدت اضحك - هو عارف انه بيغالط نفسه
هههههههههه قال نبي وعلماني ..بذمتكم دي جمله لها محل من المنطق
ده مش تسفيه لاراء الاخرين ده انا بقول يا شمس انتى منوره
حقيقة وواضحة اعمل ايه
كلنا عارفين ايه الصح ..وعارفين ايه الغلط مهما قمنا من مبررات
كلنا عارفين لما بنت تنزل الشارع لابسه بنطلون وفانله ( بلوزه او تي شيرت) والام ضميرها مرتاح اوي علشان فوق الفانله حجاب
يا صلاة الزين على عزيزة يا صلاة الزين- على رأي عبد المطلب
يبقى محدش يقول استقامه يعني ايه ..واضح
يبقى حققنا الشرطين : الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تعالوا نشوف ثمرة هذا العمل
الايات 30: 32 من سورة فصلت
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون
نزلا من غفور رحيم

صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابقى تعالوا كل يوم

Saturday, May 17, 2008

بدايتي كانت محاولة : تأليف قرآن

بدايتي الفكرية كانت بمحاولة تأليف (قرآن) كنت في اولى ابتدائي او تانية ابتدائي وعجبني الزخرفه اللى في كتاب الدين في سور القرآن..فقلت اما اعمل زيها
فرحت جبت كراسه مش بستعملها وقعدت ازخرف فيها زي شكل السور القرآنية ونقلت الزخرفه بدقه
وبعدين كتبت : بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السموات وما في الارض لانه هو الذي خلق الانسان
وبس ..لاني كنت تعبت من الزخرفه طبعا كنت طفل في اولى او تانية ابتدائي بالكتير والزخرفه وحدها اخدت ساعة
وكانت هذه هي المحاولة الاولى والاخيرة في حياتي
محاولة تفسير القرآن
تاني حاجه في مرحلة بداياتي الفكرية كانت وانا في تانية ابتدائي بالظبط . وابويا كان جايب الشيخ احمد حسين الله يرحمه علشان يعمل خاتمه فجبت كراسة وقعدت قريب من الشيخ وكان هو يقرا القرآن وانا اكتب اللي بفهمه منه
محاولة تفسير يعني ..وكنت اروح اقعد جنب ستي ربنا يديها الصحة واقعد اقرالها اللى كتبت وهي تهز دماغها
وبرضه هذه المحاولة لم تتكرر
كنت موهوب بس ما لاقتش اللي يشجعني وده نظرا لظروف البيئة المحيطة ومنظومة التعليم عامة ولغاية اليوم
...................................
نشأت بطبعي وانا احب القراءة عن فهم وعن بحث مش بحب نظام التلقين ولا التقليد
لاني اصلا ما وجدتش حد يلقني ولم اجد من اقلد عنه سواء شخص او كتاب
فجعل ذلك مواهبي تنمو بشكل لم تتدخل فيه يد بشر وهو ايضا ليست جهودا ذاتيه ولا انسب فيها فضل لنفسي ولست مغرورا ولا متعاليا حين اقول ان الفضل في ذلك هو لله - فقد عرفت في بداياتي حياة روحانية كانت هي الفتح الذي اثر في عقلي حياة روحانية متزنه وهبني الله اياها من حبي منذ كنت صغيرا للمساجد
ثم جائت مرحلة المراهقة
مرحلة النقد والاكتشاف : فقد اخضعت عقيدتي التى اؤمن بها الى النقد العقلي بدأ من الالوهية والقرآن ومحمد علية الصلاة والسلام
انتهت الى نتيجة عقلية ان الله حق وهو واحد لا اكثر وان القرآن كتاب الله المحكم المعجز وان محمد نبي كسنة الله في الانبياء واحقيته بالرسالة دون غيره من العالمين حتى تاريخنا فلم يظهر ولن يظهر شخصية مثله
ثم تعرضت لمحنة نفسية اثرت كثيرا جدا على شخصيتي هي نوع من الوسوسه جعلني مشتت الذهن فاقد التركيز
استمرت معي زمنا طويلا افقت منها لاجد فراغا مكانها فعشت وانا اشعر بغربة ذاتيه
تنازعنى ميولي الروحانية وضرورة الاتصال بالواقع لتعويض ما فات لذلك كنت في هذه الفترة عندى مشكلة في الادراك لما حولي فكنت استجيب متأخرا لما يحدث حولي لاني كنت اتعامل مع الواقع كشخص كبر فجأة ويحتاج لفواصل زمنية ليستوعب ما يدور حوله من مجريات الحياة الزمنية
استمرت هذه المحنة وعوارضها زمنا طويلا ..تعافيت بفضل الله منها ومن كثير من عوارضها
ولم يبق إلا مرحلة الاستقرار -وتأمين وسائل العيش حتى يمكنني التفرغ لميولي الروحانية الانعزالية ولكن باعتدال دون تطرف
ان ما أعيبه على الصوفيه هو انها جماعات ..فالتصوف عندي مرادف للزهد والزهد عمل فردي لان الزاهد يتقي الرياء وشبهاته ولا يحلو له انس إلا في خلوه ولا يتم وصال إلا اذا خلا ما بين المحب ومحبوبه مما سواهما فيهيمن المحبوب على حبيبه فيأخذ بقلبه وعقله وجواراحه فيصير المحب عدما ويصبح الوجود كل الوجود هو المحبوب
إلهي وسيدي ..مولاي وخالقي شكرا لانك جعلتني عبدك ..شكرا لانك سيدي
........................
على فكرة مش ده الموضوع اللى كنت عايز اكتبه
انا كنت عايز اكتب حاجه تانية خالص
ههههه
انتظروا الجزء التاني ..هوريكم بفكر ازاي
سلام مؤقت

Friday, May 9, 2008

انتي النهارده مش على ذمتي

هذه بعض العبارات التي يستخدمها الناس في الطلاق ومنها ما يقع به طلاقا ومنها ما لا يقع
ونقدم لكم بحثا صغيرا عبارة عن فتاوى مجمعة من فتاوى الازهر في بعض هذه العبارات
اولا : عبارات يقع بها الطلاق

قول الرجل لزوجته ( أنت من النهارده مش على ذمتى ) قاصدا به الطلاق يقع به طلقة واحدة
المفتي أحمد هريدى .رجب 1389 هجرية - 5 أكتوبر 1969م

قول الرجل لزوجته ( تحرمى على زى أمى وأختى ) هو كناية من كنايات الظهار قصد به الطلاق عرفا ويقع به واحده رجعية.
المفتي أحمد هريدى .6 يوليو 1963 م

قول الزوج لزوجته (على الطلاق بالثلاثة مانتيش على ذمتى) اذا قصد به نفي النكاح في الماضي فهو جحود ولا يقع وان قصد به الحال يقع بالنية.
المفتي أحمد هريدى .4 سبتمبر 1968م

رجل قال عن سيدة ( هى زوجته ) ( أنى زوجها وهى مطلقة الآن ) ثم عاد وقال ( أنها غير مطلقة بتاتا ) اذا أدعى المقر الكذب فى أقراره دون دليل أو قرينة لا يقبل منه هذا الادعاء قضاء ويقبل منه ديانة .الرجوع فى الأقرار لا يقبل إلا فى حق الله تعالى .أما فى حق العباد كالطلاق فلا يقبل فيه الرجوع عن الأقرار. الأقرار بالطلاق كذبا يقع قضاء لا ديانة
المفتي أحمد هريدى .20 سبتمبر سنة 1966م

قول الرجل لزوجته ( كونى طالق ) يقع به الطلاق
المفتي حسن مأمون محرم 1375 هجرية - 24 أغسطس 1955 م

قول الرجل لزوجته ( على الطلاق بالثلاثة إن لم تأت بالمصاغ فأنت طالق ) هو طلاق معلق يقع به الطلاق عند قصده الوقوع الفورى
المفتي حسن مأمون .24 جمادى الثانية 1375 هجرية - 6 فبراير 1956م

قول الرجل لزوجته ( أخرجى محرمة على ستة أشهر مثلما حرمت أختى ) يقع به الطلاق عند نيته فورا وبدون تحديد أجل معين .
المفتي حسن مأمون ذى الحجة سنة 1378 هجرية - 29 من يونيه سنة 1959 م
...................................
ثانيا: عبارات لا يقع بها الطلاق

قول الرجل لزوجته ( سننفصل ) وكلا منا حر في حياته لا يقع به طلاق
المفتي جاد الحق عي جاد الحق ربيع الأول 1400 هجرية - 10 فبراير 1980 م

حلف الرجل بقوله (بالله العظيم أن لم تسافر معى لا تلزمنى) قاصدا التهديد فقط .هو جمع بين الكناية والحلف بالله. فلا يقع الطلاق سواء سافرت زوجته معه أم لا , اليمين بالله منعقدة فى ذلك وعليه التحلل منها بالتكفير عنها مادامت زوجته لم تسافر معه
المفتي جاد الحق عي جاد الحق رجب 1400 هجرية - 26 مايو 1980 م

قال (إنى لا أكون زوجها ولا هى تكون زوجتى ) ناويا به الطلاق من قبيل المضارع الذى لم يغلب استعماله فى الحال
الحال المفتي أحمد هريدى .5 يولية 1965م

قول الرجل لزوجته ( ثلاثة بالله العظيم ما تكونى مراتى تانى ) لا يقع به شىء من الطلاق - لعدم تغليب المضارع فى الحال
المفتي أحمد هريدى .25 سبتمبر سنة 1967م
ملحوظة : عدم تغليب المضارع على الحال :اي ان ألفاظ المضارع لا تستخدم غالبا في الطلاق للدلالة على وقوعه في الحال ..بل الغالب ان يكون اخبارا ولا حكم في الخبر سوى الصدق اوالكذب

قول الزوج لزوجته ( تبقى محرمة على زى أمى وأختى ) كلمة - تبقى محرمة - فالعرف جرى باستعمالها فى انشاء الطلاق فى الحال فيقع بها الطلاق
المفتي أحمد هريدي 25 يونيه سنة 1968م
ملحوظة :ذكرنا هذه الفتوى هنا وليس ضمن القسم الاول كمثال على المضارع الذي غلب استعماله في الحال

الخطاب المرسل من الزوج لزوجته والذى يقول فيه ( أقرر أن أختفى من حياتك ولا أقف فى سبيلك ) لا يقع به طلاق ولو نوى ذلك
ما يتلفظ به وقت ضجره مثل ( الواحد يتركها ويستريح أو بلاش دوشة ) لا يقع به طلاق .
مخاطبته لها فى خطاب بقوله لها ( أختى ) لا أثر له ولا يقع به طلاق
.المفتي أحمد هريدى .9 يولية 1967 م

قال لزوجته ( على الطلاق لا تأخذى ملابسك وأخذتها ) 2- قال ( على الطلاق أنى لم آخذ حاجة بعينها .وتبين بعد الحلف أنه أخذها ) . 3 - قال ( على الطلاق بالثلاثة أن زوجتى لا تسمى لى امرأة ولا زوجة ) اليمين الاول والثاني من قبيل اليمين بالطلاق واليمين بالطلاق لغو لا يقع
اليمين الثالث فقد اتفق الامام أبو حنيفة وصاحباه على أن من قال لزوجته لست لى بامرأة ولست لى بزوج مؤكدا باليمين لا يقع به طلاق
المفتي أحمد هريدى . أول يناير سنة 1966م

حلف بقوله على الطلاق بالثلاثة لا أزوج ابنتى لأى أحد من عائلتى .الحلف بالطلاق من صيغ اليمين بالطلاق .وهو لغو لا يقع به شىء، سواء وقع المحلوف عليه أم لا
المفتي أحمد هريدى .1 يولية 1963 م

قول الرجل لزوجته ( والله لأطلقك ) ليس طلاقا منجزا ولا معلقا ولا يقع به طلاق إنما هو توعد بالطلاق غير محدد بوقت معين
المفتي أحمد هريدى .29 يونية 1966 م

قال لها ( إن لم تشتغلى وتساعدينى على المعاش معى ما تكونى لى على ذمة ) من قبيل الطلاق المعلق على شرط فى المستقبل بكناية من كناياته التى جرى عرف الناس فى استعمالها فى الطلاق المعلق على شرط .ويرجع فيه إلى قصد الحالف وغرضه ان كان لا يقصد وقوع الطلاق بل مجرد حملها على العمل والتكسب فلا يقع
المفتي أحمد هريدي ربيع ثان سنة 1389 هجرية - 21 يونية سنة 1969م

قول الرجل لزوجته ( على الطلاق بالثلاثة ما انت مستنية باقية إذا كان فى العمر بقية ) ناويا تطليقها عقب عودته من الحجاز - هذه الصيغة من قبيل الحلف بالطلاق على إرادة الطلاق
المفتي حسن مأمون . رمضان 1374 هجرية - 4 مايو 1955 م

قول الرجل ردا على من سعى للصلح بينه وبين زوجته ( أنا مستغنى عنها ) لا يقع بها طلاق وانما هي لقطع مساعي الصلح
المفتي حسن مأمون .صفر 1375 هجرية - 9 أكتوبر 1955
..........................
اي شئ مش واضح ممكن نشرحه ونبينه انا قصدت الايجاز علشان مش اطول عليكم

Sunday, May 4, 2008

إلى من يهمه الأمـــر

إلى من يهمه الأمـــر

ما يزال التعليم الديني في الجانب الفقهي على حالة واحدة عندنا، منذ ألف سنة، فهو متون فقهية مذهبية مجردة من الدليل كُتبت قبل قرون من الزمن يحفظها الطلاب عن ظهر قلب.
وهذه المتون كُتِبت باختصار شديد للعبارة وإلغاز في الجمل واختزال للمعاني، والخطأ فيها من وجهين:
الأول: تجريدها من النصوص كتاباً وسنة، لأن المقصود الاستدلال لها بدليل شرعي لا الاستدلال بها هي
مجردةً من الدليل.
الثاني:
فَهِم الكثير أن هذه الآراء الفقهية قاطعة راجحة وما سواها باطل، فحصل التعصب للمذهب والبعد
عن الدليل
وكم هالني أنه أعدت دراسات لتطوير هذا التعليم نادى بها الكثير، ومن اهم هذه الدراسات التي ناقشت التغيير دراسة علاء قاعود ، واحمد صبحي منصور ، وسليم العوا ، وطارق البشري وأخرين .

وبنظرة سريعة على منهج تعليم الأزهر والذي درسه 99% ممن يحملون على عاتقهم مسئولية تنويرنا الديني والفكري ، تعلوا نطلع على الكتب التي يقرؤوها وتشكل وعيهم وفكرهم ، سنعرف لماذا تخلفنا ولنرجع إلى كتب الفقه المقررة على المدارس الأزهرية مثل " روض المربع بشرح زاد المستنقع "للمذهب الحنبلي مؤلف منذ أربعة قرون وكتاب المذهب الشافعي " الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع " مؤلف منذ أكثر من أربعة قرون وكتاب المذهب الحنفي " الاختبار لتعليل المختار " مؤلف منذ أكثر من خمسة قرون أما أحدثهم هو كتاب المذهب المالكي " المقرر من الشرح الصغير " مؤلف منذ قرنين وأول مفاجاءة هي هذه المدد البعيدة التي تحمل معها الغريب من الألفاظ والمهجور من الأفكار التي نادي الكثير بتطويرها . ولخطورة تبني هذه المناهج والاعتماد عليها لانها إفراز مستمر للجمود والتزمت سنعرض بعض محتوياتها :
الحشو اللغوي وغريب القول :
في القرن الواحد والعشرين يقرأ الطلبة عن كيفية الطلاق ( إذا قال الرجل لزوجته سأطلقك إذا كان هذا الطائر غرابا ) ويظل الطلبة يحلون هذا اللغز العويص عن ما إذا كان الطائر غرابا فعلا وماهو الحل إذا ظهر أنه أبوقردان مثلا " ص 377 الروض المربع " أو ماذا نفعل ونحن أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم هي الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين وماذا يفعل من خلق برأسين واربع أيدي وأربع أرجل " ص205 نفس الكتاب " 1
ولا أدري ماذا يستفيد الطلبة من قراءة كلمات مهجورة غريبة مثل " لايجوز لبس السرموزة والجمجم أو لا بأس على المرأة أن تصل شعرها بقرامل ويجوز المسح على الجرموق ويجب أن يعرف عفاصها ..... إلخ
أما المقاييس والأنصبة والأوزان والمكاييل التي تستعملها تلك الكتب فهي الطلاسم الهيرو غليفية أو شفرات اللغة الصينية فمازال الطلبة مطالبين بالقياس بالقلة والوزن بالرطل الدمشقي و المثقال العراقي وأن يقصروا الصلاة إذا كانت المسافة ستة عشر فرسخا والمكيال من أجل الزكاة هو الوسق الذي هو ستون صاعا ولابد أن تأخذ في الاعتبار الدرهم الاسلامي الذي هو ستة دوانق
أما العادات والسلوكيات فهي مشروحة بالتفصيل الممل وتقدم في شكل أوامر فقهية واجبة الطاعة ففي باب وليمة العرس وآداب الأكل ( الأكل مما يليه بثلاثة أصابع وتخليل ما علق بالأسنان ومسح الصحفة وأكل ما تناثر والشرب مصا .... إلخ ) وفي كتاب البيع يحرم التسعير ويحرم بيع الكلب وفي فصل صلاة الجنازة ص328 من المقرر الشافعي ( أن ترك المريض التداوي فهو أفضل ) 1
وشروط من تقبل شهادته يؤكد الكتاب لاشهادة لمغني أو لمن يأكل بالسوق
مخالفة العلم الحديث :
ص389 من كتاب الفقة الحنبلي أن أقصى مدة الحمل أربع سنوات وفي ص 119 يتحدث الكتاب عن التداوي ببول الابل وفي ص 50 في باب الآذان يسن للمؤذن أن يجعل سبابتيه في أذنيه لأنه أرفع للصوت وفي ص 72 تبطل الصلاة بمرور كلب أسود لآنه شيطان وفي ص 43 أن دم الحائض يخرج من قعر الرحم لحكمة غذاء الولد وتربيته وفي ص 120 عن علامات الموت يعرف بانخساف الصدغين وميل الأنف وانفصال الكف واسترخاء الأرجل
وفي كتاب المذهب الشافعي يستثني من النجس الميتة التي لا دم لها مثل القمل والبرغوث الماء مأوى للجن ص 76 وان التنشيف بذيل الثوب يورث الفقر ص 96 ولا بد من طي الملابس ليلا حتى لا يتلبسها الجن ليلا ص 310 وفي آداب قضاء الحاجة ص 80 يكره حشو مخرج البول من الذكر بالقطن و إطالة المكث في محل قضاء الحاجة لانه يورث وجعا بالكبد
وحتي الظواهر الطبيعية لم تسلم فالرعد ملك والبرق اجنحته يسوق بها السحاب ص 302 اما العجيب هو تعريف النوم ص84 بأنه استرخاء أعصاب الدماغ بسبب رطوبات الابخرة الصاعدة من المعدة أما تعريف الجنون فهو زوال الشعور من القلب مع بقاء الحركة والقوة في الأعضاء
أما الشرط الذي وضعه كتاب المذهب المالكي للتوأم قي ص 79 والتوأمان الولدان في بطن أذا كان بينهما ستة أشهر
وضع المرأة المهين :
ص 125 من كتاب الروض المربع بأن الزوج لا يلزمه كفن زوجته والسبب أن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن من الاستمتاع وقد انقطع بالموت ، وتحت عنوان النفقات لا يلزم الزوج لزوجته دواء وأجرة الطبيب إذا مرضت لان ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة وفي ص355 له أن يمنعها من حضور جنازة أبيها وأمها ومنعها من إرضاع ولدها وله ايضا أن يضربها غير المبرح ويقررة الكتاب بعشرة أسواط
وفي باب عشرة النساء يجيز التزوج بفتاة عمرها اقل من تسع سنين ص 370 والاغرب انه يفضل الزواج من الزوجة يتيمة الام وليست يتيمة الاب
والمجال يضيق ويضيق ،،، ولا تعليق إلا أن نفتح أبواب المستقبل ونستمع لكل من نادي وينادي بتطوير التعليم الأزهري أو نظل قابعين في كهف الماضي نجتر الخرافات ونموت باسفيكسيا الجهل
الفراشة

Thursday, May 1, 2008

حيلة فقهية ..أم حقيقة واقعية

مقدمة هامة: بقلم الباحث عن الحقيقة
نقول كلمتين سوا كده على السريع فكرة النسخ دي جت منين ؟
جت من السؤال في حالة تعارض نصين نعمل ايه؟ قالوا نص القران يقدم على السنة والخاص يخصص العام او بمحاولة تفسيرهما بشكل لا يجعلهما متعارضين ..طيب اذا كان ده غير ممكن ؟.. قالوا نشوف مين فيهم اقدم ومين احدث ..والنص الاحدث يكون ناسخ للنص السابق لانه اخر حكم نزل في المسألة دي اذا هو نسخ بمعنى ازال الحكم اللى قبله
لكن ..هذه الحيلة الفقهية لدرء التعارض بين النصين في حالة عدم امكان تفسيرهما ..قال البعض ان ده جناية منهم على النصوص راجع لعجزهم عن تفسير النصين المتعارضين بدليل ان اللى قدر يفسر بينهم التعارض بحيث يزيل هذا التعارض جعل عدد الايات المنسوخة اقل من هذا الذي عجز عن تفسيرهما بما يزيل التعارض
واضح اذن من هذا الاختلاف ان ده راجع لمقدرة الفقيه على التفسير وليس استنادا الى مرجع من القرآن او الستة
لذلك حاولوا الاتيان من النصوص بما يشهد بأن النسخ حقيقة واقعة في كتاب الله وبذلك تصبح حيلة النسخ الفقهية بدلا من انها حيلة لدرء التعارض تتحول الى اقرار واقع
ولكن الواقع كما يرى البعض ومنهم ابو مسلم الاصفهاني ان القول بالنسخ يعني وجود تعارض في الاحكام وهذا باطل والباطل محال ان يوجد في كتاب الله لقوله تعالى " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" لذلك كان موضوع بحث الاخت الفراشة محاولة منها لابطال حيلة النسخ وتطهير الفقه الاسلامي من القول بأن هناك تعارض في بعض ايات الاحكام ..وان الحقيقة هي اننا لم نفهم هذه الايات ..معرفناش نفسرها والقصد من ذلك هو خدمة كتاب الله
ولي تعقيب في نهاية الموضوع
والله من وراء القصد
.......................
والان مع موضوع الفراشة الجزء الثاني

اولا شرفني أن أكون بينكم ومنكم واسعدتني ردودكم وتعليقاتكم على موضوع الناسخ والمنسوخ في القرآن وأردت أن أطرح الموضوع بين ايديكم باختصار وايجاز شديد ولكني أعترف أني أخطأت في الطرح بهذا الايجاز وكان لابد من التوضيح والتفضيل ولكن خوفي من الاطالة جعلني انتهج اسلوب الايجاز ولكن ما باليد حيله فلابد من الايضاح الذي يحتوي الكثير من الرد على تعليقاتكم
فى لغتنا العادية نقول "نسخ المذكرة" أى كتبها، ونقول أطبع لى هذا الكتاب ألف نسخة، وذهبت إلى مكتب النسخ لأنسخ على الآلة الكاتبة عشر نسخ من هذه المذكرة ونقول "انسخ لى بالخط النسخ".والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، وقد جاءت كلمة "نسخ" ومشتقاتها فى أربعة مواضع فى القرآن الكريم، وكلها تعنى الكتابة والإثبات وليس عكسها. وهذه المواضع هى: (1) يقول تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 106). وحتى نتعرف على المعنى المراد بالآية علينا أن نبدأ القصة من أولها من خلال القرآن. فقد كان مشركو مكة يطالبون النبى بآية حسية حتى يؤمنوا به ﴿وَقَالُواْ لَن نّؤْمِنَ لَكَ حَتّىَ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً. أَوْ تُسْقِطَ السّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىَ فِي السّمَآءِ وَلَن نّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبّي هَلْ كُنتُ إَلاّ بَشَراً رّسُولاً. وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رّسُولاً﴾ (الإسراء90: 94). وقد تكرر رفض الله سبحانه وتعالى إنزال آية حسية وهذا ما نلحظه فى القرآن الكريم ﴿وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيَ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾ (الرعد 27).. ﴿وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ إِنّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (الرعد 7).﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَىَ أَن يُنَزّلٍ آيَةً وَلَـَكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الأنعام 37). وقد أوضح القرآن المانع فى إنزال آية- أو معجزة حسية- على الرسول عليه السلام، فالمعجزات الحسية- أو الآية الحسية- لم تجعل الأمم السابقة تؤمن بالأنبياء ولن تجعل مشركى العرب يؤمنون، وفى ذلك يقول تعالى ﴿بَلْ قَالُوَاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ الأوّلُونَ. مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾ الأنبياء5،6). وأوضح رب العزة للرسول أنهم لن يؤمنوا حتى لو جاءتهم آية، إلى أن يأتيهم العذاب بعد الموت ﴿إِنّ الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلّ آيَةٍ حَتّىَ يَرَوُاْ الْعَذَابَ الألِيمَ﴾ (يونس 96،97). لقد كانت الآيات السابقة التى نزلت على الأنبياء السابقين معجزات حسية تناسب وضع الأنبياء وأقوامهم وعصورهم، كانت الآيات حسية مؤقتة مادية يشهدها القوم بأنفسهم ولا تفلح فى هدايتهم فيأتيهم الهلاك، وذلك ما حدث مثلاً لقوم ثمود حين طلبوا آية، فخلق الله لهم ناقة من الصخر فعقروا الناقة، فأهلكهم الله.، واختلف الوضع بالنبى الخاتم المبعوث للعالم كله من عصره وإلى أن تقوم الساعة، وقد أنزل الله عليه آية عقلية مستمرة متجددة الإعجاز لكل عصر، يتحدى بها الله الأنس والجن إلى قيام الساعة، ألا وهى القرآن الكريم. وأضاف القرآن سبباً آخر منع إنزال الآية الحسية ألا وهو الاكتفاء بالقرآن وجاء ذلك صريحاً فى قوله تعالى ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّمَا الاَيَاتُ عِندَ اللّهِ وَإِنّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (العنكبوت 50،51). وانتقل النبى للمدينة، فطلب منه بعض اهل الكتاب آية حسية مثلما طلب المشركون فى مكة. وقد أوضح القرآن استحالة أن يؤمنوا مهما جاءتهم آيات ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلّ آيَةٍ مّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنّكَ إِذَاً لّمِنَ الظّالِمِينَ﴾ (البقرة 145). فالواقع أنهم رفضوا القرآن حسداً وهو نفس الموقف الذى وقفه مشركو مكة. لذا يقول تعالى عن بعض أهل الكتاب والمشركين ﴿مّا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيْكُمْ مّنْ خَيْرٍ مّن رّبّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (البقرة 105). ثم تقول الآية التالية ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 106). أى ما نثبته وما نكتب من آية أو معجزة- أو ننسها والمقصود انتهاء ونسيان زمنها لأنها معجزة حسية وقتية تنتهى بانتهاء زمانها- فيأت الله بخير منها أو مثلها، لأن الله على كل شىء قدير. فالله هو الذى أنزل الآيات المختلفة على الأنبياء السابقين، يثبت اللاحقة ويجعلها تنسى الناس السابقة، واللاحقة إن لم تكن مثل السابقة فهى خير منها. ويبدو أن بعض المؤمنين طلب من النبى فى المدينة أن يأتى بآية حسية كما كان يحدث لموسى وواضح أن ذلك بتأثير يهود المدينة لذا قال تعالى فى نفس الموضع ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىَ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلّ سَوَآءَ السّبِيلِ﴾ (البقرة 108). ثم توضح الآية التالية أثر بعض يهود المدينة فى ذلك ﴿وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 109). وهذا هو النسق القرآنى لقوله تعالى ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا﴾. إذن فالمقصود هى المعجزة التى ينزلها الله على الأنبياء. وقد كانت آية محمد عليه السلام خير بديل للناس،وفى ذلك
يقول الله تعالى ﴿وَإِذَا بَدّلْنَآ آيَةً مّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ قَالُوَاْ إِنّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
(النحل 101). فالله تعالى أبدلهم بالآيات الحسية آية عقلية هى القرآن ولكنهم اتهموا محمداً بالافتراء، لذا تقول الآية التالية توضح لنا المقصود ﴿قُلْ نَزّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رّبّكَ بِالْحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىَ لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل 102). فالقرآن هو آية النبى محمد عليه السلام نزل به جبريل ليثبت الذين آمنوا.. وكل فقرة من القرآن هى آية بمعنى معجزة فى حد ذاتها. فإذا كان أحد الأنبياء قد آتاه الله آية حسية أو آيتين فإن الله تعالى أعطى خاتم النبيين آلاف الآيات وهى مجمل الآيات فى القرآن الكريم
ثانيا (2) يقول تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ﴾ الحج 52،53). تفصيلات الآيات ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ﴾ يعنى أنها طريقة مستمرة للشيطان، كلما جاء نبى أو رسول وتمنى هداية قومه أجمعين أضاع الشيطان هذه الأمنية، ونعلم أن الأقلية دائماً تتبع النبى وأن الأكثرية يكونون من أتباع الشيطان. وتبين الآية أسلوب الشيطان فى صراعه ضد النبى وهى الإلقاء للوحى الضال، وهى وظيفة الشيطان وأتباعه فى تاريخ كل نبى، ونعلم ما حدث لبنى إسرائيل حين ذهب موسى للقاء ربه ثم عاد فوجدهم يعبدون العجل وكان ذلك بوحى من الشيطان وأوحى به الى السامرى وأعلنه السامرى لقومه، وحين اعتذروا لموسى ﴿قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـَكِنّا حُمّلْنَآ أَوْزَاراً مّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السّامِرِيّ﴾ (طه 87).ويعبر السامرى عن وحيه الشيطانى حين يقول ﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ (طه 96). هذه هى نوعية الإلقاء الشيطانى، فالشيطان يلقى بوحيه الضال ليسد الطريق امام النبى وأمنياته بأن يؤمن به الجميع، فلا يدع الشيطان لهذه الأمنيات أن تتحق. ويسمح الله بكتابة وتدوين- أى نسخ- هذا الوحى الشيطانى يقول تعالى ﴿فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ﴾ أى يكتب الله ما يلقيه الشيطان، وفى المقابل ﴿ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ﴾ لتكون حجة على الوحى الشيطانى وأعوانه. أما ما يلقيه الشيطان فينسخه الله أى أن يسمح الله له باستمراره ووجوده، والتعليل جاء فى قوله تعالى:" لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ﴾اذن ما تم نسخه من القاء الشيطان هو موجود وليس محذوفا ، ولأنه موجود فسيكون اختبارا للذين فى قلوبهم مرض. وفى نفس الوقت يكون ذلك الوحى الشيطانى المكتوب المنسوخ فى مجلدات وكتب – يكون دليلا للمؤمنين ليزدادوا ايمانا. تقول الآية التالية ﴿وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾. ثم تقول الآية أن الوحى الشيطانى سيظل مكتوباً ومدوناً أى منسوخاً- وسارى المفعول إلى أن تقوم الساعة، يقول تعالى ﴿وَلاَ يَزَالُ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مّنْهُ حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ (الحج 55). والأحاديث الضالة كثيرة مكتوبة ومنسوخة ومدونة فى ملايين النسخ، ولكنها مما يعارض القرآن، ومع ذلك فأكثرية الناس يؤمنون بها ويدافعون عنها وسيظل هذا موقفهم إلى يوم القيامة، وبذلك ينجح الشيطان فى غواية الأكثرية من البشر. تمعن تلك المعانى بتدبر قوله تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ﴾ (الحج 52،53).1
مقارنة بين آيات سورتى الأنعام والحج
وهذا المعنى عن وجود الوحى الشيطانى حرباً على وحى الله تعالى وأنبيائه جاء فى قوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِيّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ إذن ذلك الوحى الشيطانى إنما يوحى ويدون ويكتب وينسخ ويسجل بمشيئة الله ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ (الأنعام112).وذلك نظير قوله تعالى فى سورة الحج ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (الحج 52). ونتابع آيات سورة الأنعام ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَىَ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مّقْتَرِفُونَ﴾ (الأنعام 112،113). بالوحى الشيطانى المكتوب والمنسوخ والمدون يرضونه ويتمسكون به ويتخذونه دستوراً لسلوكهم يتملك عليهم قلوبهم وأفئدتهم.ونظير ذلك ما يقوله تعالى فى سورة الحج ﴿لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾. والمؤمن يحتكم إلى الله تعالى فى ذلك الوحى الشيطانى المدون فى ملايين النسخ ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الّذِيَ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصّلاً﴾ (الأنعام 114).ونظيره ما يقوله تعالى فى سورة الحج ﴿وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ فما جاء فى سورة الحج يؤكد ما جاء فى سورة الأنعام. من أن معنى النسخ هو الكتابة والتدوين. وهكذا فالقرآن مكتوب أو منسوخ، والروايات الضالة مكتوبة أى منسوخة، وكل إنسان يختار لنفسه ما يريد، ويوم القيامة آت بالحساب
ثالثا (3) ويقول تعالى ﴿هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجاثية 29). جاءت الآية فى معرض الحديث عن يوم القيامة ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ. وَتَرَىَ كُلّ أُمّةٍ جَاثِيَةً كُلّ أمّةٍ تُدْعَىَ إِلَىَ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجاثية 27: 29). ففى يوم الحساب كل أمة تكون جاثية، تنتظر دورها حين تدعى إلى كتاب أعمالها الذى يسجل أحداث عصرها. ويقال لهم أن كتاب أعمالهم ينطق عليهم بالحق فقد أستنسخ ما كانت كل أمه تعمله
إذن قوله تعالى ﴿إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يعنى نكتب ونسجل وندون ونثبت. وليس بالطبع معناها أنا كنا نحذف أو نلغى ما كنتم تعملون
رابعا (4) ويقول تعالى ﴿وَلَماّ سَكَتَ عَن مّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف 154). فالآية تتحدث عن موسى حين رجع إلى قومه غضبان أسفا وقد وجدهم يعبدون العجل، فتملكه الغضب وألقى الألواح، ثم حين هدأ وسكت عنه الغضب أخذ الألواح وفى نسختها أى فى المدون والمسجل والمكتوب فى هذه الألواح. وفى آية أخرى يقول تعالى عن نفس الألواح ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف 145). إذن فالنسخ هنا كما فى الآيات الأخرى معناه الكتابة والإثبات والتدوين وليس العكس

لنفرض أن الناسخ و المنسوخ كما يقول به أهل الروايات أنه تبديل و تغيير في الآيات، و أن قوله تعالى: مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106). البقرة. يعني تبتيل و تغير و نسيان الآيات، أليس زوال الديناصور و غيره من الحيوانات التي انقرضت و التي تنقرض، و النجوم و المجرات التي كانت و انقرضت و التي تكتشف من جديد أليس كل ذلك من آيات الله التي يأتي الله بها و بخير منها أو مثلها هي آيات الكون و ما خلق الله، لأنه سبحانه على كل شيء قدير؟و من الخبل و الضلال أن يؤمن مؤمن بقدرة الله و عظمته وعلمه، ثم يقول أنه سبحانه و تعالى علوا كبيرا يبدل حديثه و قوله و لا يحكم آياته.يقول تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(78). التوبة.
الفرق بين معني النسخ والكتابة أن الأول أشمل من الثاني، بمعني أن النسخ يدل على تكرار الأصل، أما الكتابة فهي إحدي الطرق التي يمكن بها التكرار (النسخ) وليست الوحيدة.فنحن نستطيع أن ننسخ صورة (فوتوغرافية) أو فيلما أو برنامج كمبيوتر، كما يبشر العلم الآن بنسخ (إستنساخ) كائن حي، وليس في هاذه التكرارات أي نوع من الكتابة.الكاتب قد يكون ناسخا إذا كرر كتابة ما هو مكتوب أصلا كالطابع والناقل من كتاب يقرؤه، أو إذا كرر كتابة ما سمعه بإذنه، كالطالب في حصة الدرس.أما الناسخ فقد يكون كاتبا أو مصورا أو رساما أو نحاتا، أو صانعا. من هذا المدخل وبربطه مع ما ذهبت أنت إليه من أن الآية ليست الأية القرءانية فقط، بل أيضا الأيات الحسية نستطيع أن نفهم أن الله تعالي يكرر أياته بأحسن منها أو مثلها، وكمثال على الآيات المكررة بأحسن منها، وسائل الركوب، فقد تطورت من الحمار والبغل إلى السيارة والطائرة، مع بقاء الأولى ماثلة أمام أعيننا فما زالت تكرر بمثلها ءاية ركوب
ونأخذ بعض الأمثلة للتوضيح.
(1) فى قوله تعالى: ﴿وَابْتَلُواْ الْيَتَامَىَ حَتّىَ إِذَا بَلَغُواْ النّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً. لّلرّجَالِ نَصيِبٌ مّمّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنّسَآءِ نَصِيبٌ مّمّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمّا قَلّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مّفْرُوضاً﴾ (النساء 6،7). قالوا إن الآية منسوخة- أى ملغاة فى الحكم بقوله تعالى ﴿إِنّ الّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىَ ظُلْماً إِنّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء 10). ويرون أن قوله تعالى: ﴿فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ قد ألغاه التحذير من أكل أموال اليتامى ظلماً. وذلك قصر فى التفكير لأن الآية الأولى أباحت الأكل بالمعروف للفقير الذى يكون وصياً على مال اليتيم ﴿وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أما الآية الأخرى فقد أضافت حكماً تشريعياً مترابطاً هو التحذير من أكل مال اليتيم ظلماً. والآيتان معاً تؤديان حكماً تشريعياً مترابطاً هو إباحة الأكل بالمعروف للوصى على اليتيم إذا كان فقيراً، مع التحذير من أكل مال اليتيم ظلماً وعدواناً. إذن لا تعارض بين الآيتين.. ولا مجال لدعوى النسخ بمعنى الحذف والإلغاء.
ثانيا (2) وقالوا إن آية: ﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة 60) قد ألغى حكمها ما جاء فى الآيات الأخرى عن الإنفاق والصدقات، مثل ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة 215). وآية ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾ (المنافقون 10). وآية ﴿وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (الذاريات 19). وآية ﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة 34).1
والقائلون بهذا الرأى لم يعرفوا الفرق بين الإنفاق التطوعى فى سبيل الله وبين الزكاة الرسمية التى يجمعها الحاكم فى الدولة المسلمة وينفقها فى مصارفها المحددة فى آية ﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ فالدولة هى التى تحدد المستوى الاقتصادى للفقراء والمساكين وهى التى تنفق على الموظفين (العاملين عليها) أى القائمين على الزكاة، وهى التى تقيم أماكن إيواء لأبناء السبيل، ثم تنتهى الآية بقوله تعالى ﴿فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ﴾ أى أن ذلك التوزيع فرض إلهى لابد من تنفيذه.. فكيف يجرؤ بعضهم على إلغائه بدعوى النسخ؟وقد عرفنا مصارف الزكاة وتوزيعها الذى تقوم به الدولة، أما الصدقة التطوعية فقد تحدث القرآن عن مستحقيها فى قوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ فأحق الناس بالصدقة التطوعية هو الوالدان والأقربون ومن يعرفه الإنسان من اليتامى والمساكين ثم ابن السبيل، والله تعالى عليم بما يفعله كل إنسان يتطوع للخير. والذى ينفق تطوعاً فى سبيل الله يجعل فى ماله حقاً محدوداً معلوماً لكل سائل يقابله، ولكل محروم يعرفه، وهو الذى يقدر ظروفه واحتياجاته، والله تعالى يقول: ﴿وَالّذِينَ فِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ مّعْلُومٌ. لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (المعارج 24،25).ومقدار الصدقة التطوعية هو ما يزيد عن حاجة الإنسان، وبالقدر المعقول، والله تعالى يقول ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. والعفو هو الزائد عن الحاجة ومعناه الاعتدال فى الصدقة بدون إسراف أو تقتير، يقول تعالى ﴿وَالّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾ (الفرقان 67). ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىَ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً﴾ (الإسراء 29).وينبغى على الإنسان أن يسارع بالزكاة والصدقة حتى لا يندم عند الاحتضار، وفى ذلك يقول تعالى ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾. وإذا بخل بماله ومات وقد اكتنز الأموال دون أن ينفقها فى سبيل الله، فالقرآن يقول عنه ﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.باختصار إن كل الآيات التى تتحدث عن الصدقة والزكاة يكمل بعضها بعضاً ولا يناقض بعضها بعضاً، وليس هناك نسخ فى أحدها بمعنى الإلغاء والحذف. وليس هناك عوج فى كتاب الله ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا. قَيّماً﴾ (الكهف 1،2).
ثالثا (3) وقالوا إن هناك آيتين فى عدة المرأة الأرملة أحداهما تنسخ- أى تبطل- الأخرى
فآية ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ (البقرة 240). قالوا عنها أنها باطلة الحكم بسبب آية ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة 234). فهموا أن الآيتين متعارضتان، تبطل إحداهما الأخرى، وقد أخطأوا حين ظنوا أن الآيتين تتحدثان عن عدة المرأة الأرملة، وظنوا أن الآية الأولى تجعل عدة الأرملة حولاً كاملاً والآية الثانية تجعل عدتها أربعة أشهر وعشرا
والواقع أن الآية الأولى تتحدث عن (المتعة) الواجبة للأرملة بعد وفاة زوجها، وللأرملة متعة كما للمطلقة، والقرآن أوجب المتعة للمطلقة وجعلها حقاً لها، كما أوجب المتعة للأرملة. وصية لها، فقال تعالى ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنْفُسِهِنّ مِن مّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَلِلْمُطَلّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتّقِينَ﴾ (البقرة 240،241). فالآيتان هنا تتحدثان عن (متعة) الأرملة ثم (متعة) المطلقة، فمن حق الأرملة أن تقيم فى بيت زوجها المتوفى عنها طيلة سنة كاملة، ولا يحق لأحد أن يخرجها من بيتها قبل العام، ولا يتعارض حقها فى المتعة مع حقوقها الأخرى فى الميراث. أما المطلقة فلها متعة طلاق يحددها العرف أو المعروف أى ما يتعارف عليه الناس. أذن الآيتان لا شأن لهما بموضوع العدة وإنما بموضوع المتعة.أما الآية الأخرى فهى تتحدث عن (عدة) الأرملة بعد وفاة زوجها، تقول ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة 234). والدليل الواضح على أنها تتحدث عن العدة أن الآية تستعمل لفظ "التربص" أى الانتظار فالأرامل ﴿يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ والمطلقات عدتهن أن يتربصن بأنفسهن ثلاثة حيضات، ويقول تعالى ﴿وَالْمُطَلّقَاتُ يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ﴾ (البقرة 228).إذن لا مجال للتعارض والتناقض بين الآيتين (240، 234) فى سورة البقرة فالأولى تتحدث عن (متعة) الأرملة، والأخرى تتحدث عن (عدة) الأرملة.. وشتان بين هذا وذاك
رابعا (4) وقد قالوا بأن الآيات المكية التى تأمر بالصبر قد أبطلتها (أو نسختها) آيات القتال التى نزلت فى المدينة، وطبيعة الدعوة للإسلام التى نزلت فى القرآن تنفى ذلك ولا شأن لدين الإسلام بما يفعله المسلمون.(أ) فلا مجال للإكراه والعنف فى الدعوة للإسلام سواء كان المسلمون ضعافاً أو أقوياء. ففى السورة المكية يقول تعالى: ﴿فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ. لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ﴾ (الغاشية 21،22). ﴿نّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ﴾ (ق 45).ويتكرر نفس المعنى فى المدينة حين كان المؤمنون أقوياء ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ﴾ (البقرة 256).. إذن لا تعارض ولا حذف...(ب) ولأن الدعوة للإسلام تقوم على السلم وأتباعها قليلون فى البداية فى مواجهة طغاة فلابد أن يعانى أتباعها من الاضطهاد، وهنا يكون الأمر بالصبر وارداً فى الآيات المكية ﴿وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً﴾ (المزمل 10). ولكن نرى الصبر يأتى ضمن الأوامر فى الفترة المدنية ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران 200).(ج) وحين تقوم لهم دولة فى محيط الشرك الذى يتآمر عليهم يتحتم عليهم الجهاد لحماية أنفسهم ولرد الاعتداء.وفى مصطلحات القرآن الكريم فالمشركون والكفار – فى مجال التعامل البشرى – هم المعتدون الظالمون المجرمون.أما المسلمون المؤمنون فهم المسالمون الذين لايعتدون على أحد ولا اكراه عندهم فى الدين .وقد يفهم بعضنا أن الجهاد ورد فى الآيات المدنية فقط، ولكن نقرأ فى سورة الفرقان المكية قوله تعالى للنبى عن القرآن: ﴿فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً﴾ (الفرقان 52).والتعليل واضح وبسيط وهو أن الجهاد يعنى النضال بالكلمة وبالدعوة وبالنفس وبالمال.. فالجهاد أعم من القتال.. ولم يكن هناك قتال فى مكة ولكن هناك جهاد فى مكة وفى المدينة..والمهم أن الصبر والجهاد وعدم الإكراه فى الدين يأتى فى السورة المكية والسورة المدنية، إذن لا مجال للتناقض أو النسخ بمعنى الإلغاء والحذف.
خامسا (5) وقالوا أن أية" فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة / 144نسخت أية " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ" البقرة 115 فالآيتان مختلفتان تماما الأولى تبين ان الله في كل مكان فاينما وجهنا انفسنا فتم وجه يرانا اين ما كنا و الثانية تتحدث عن قبلة موحدة للمسلمين نوجه لها وجوهنا عند الصلاة الأولى عن وجه الله و الثانية عن وجوه البشر .
سادسا (6) وقولهم أن الآية " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ (النساء / 7 نسخت الاية " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ (البقرة / 180 لا حول و لا قوة الا بالله الوصية معرفة بالف ولام والآية الثانية تفصلها و المسلم الذي
يموت ببلد لا يعمل الا بالوصية و لا يعترف بعلم المواريث الأسلامي هو مجبر على سرد الوصية على الطريقة الأسلامية.
سابعا (7) وقولهم أن آية " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187 نسخت أية " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (البقرة / 183 تبدا الآية المنسوخة ب كتب بدلالة الأمر بمعنى فرض عليكم فريضة الصيام مثلما فرضت على من قبلكم و بعدها بأربع
آيات فقط يأتي تبيان ما خفف عن سابقتها ، و كما ان القول بنسخ الآية معناه ان الصيام لم يعد مفروضا .
والقول بأن اية " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286 نسخت أية " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (البقرة /284 الآية واضحة و شاملة فمن هم بسيئة و قام بها كتبت عليه و يحاسب بها و من لم يقم بها و منع نفسه عن الهوى استبدل الله سيئته بالحسنة و يحاسب بها فالحساب بالسيئات و الحسنات
اما الآية الثانية فتتحدث ان الله انما فرض علينا الا ما نستطيع القيام به
اما عن الآية من سورة التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5) التي قد تنسخ مئات الآيات فليس لنا الا قول لا حول ولا قوة الا بالله فلو قرأناها من بدايتها لوجدناها عكس دلك ولا تستحق العناء للرد و كيف يعقل ان سورة تسمى ب التوبة تاتي في اول آياتها بانتهاك التسمية
"افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل دلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون الى اشد العداب".....البقرة....فباي حديث بعده يؤمنون؟
من اراد مزيد من الشرح حول الموضوع فيلحمل الملف من هذا العنوان : وقفة مع الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
...................
تعقيب : بقلم الباحث عن الحقيقة
اتفق علماء المسلمين على ان النسخ جائز من الناحية العقلية لانه لا يترتب على فرض وقوعة محال لانه لا يخرج عن كونه فعلا لله عز وجل والله يفعل ما يريد وهو الذي شرع الاحكام لمراعاة تحقيق مصالح العباد وهي تختلف باختلاف الاشخاص والازمان لذا كان النسخ جائزا عقلا حتى تتحق هذه المصلحة
كذلك اتفق الجمهور منهم على ان النسخ واقع بالفعل في الشريعة الواحدة ولم يخالف في هذا إلا ابو مسلم الاصفهاني وسمى كل ما اوردة الجمهور على انه نسخ سماه تخصيصا إلا انه تخصيص من ناحية الزمان اي انتهاء الحكم لانتهاء زمنه .منقول بتصرف , اصول الفقه للدكتور عبد الرحمن محمد عبد القادر
واخيرا : الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والقصد واحد وهو خدمة كتاب الله