Friday, December 14, 2007

نظرة إيجابية فى العلاقة بين المذاهب

ناقش الآخر و أنت تراه أخا لك فى الدين .. لا عدوا لك فى المذهب


---------------------------------------------------------

تحديث

لقد تفضلت الأخت

Soul.o0o.Whisper

صاحبة مدونة

Voice Of Mine

بكتابة تدوينة تستكمل هذا الموضوع و تتناوله من زوايا أخرى .. و أعتقد أنها تدوينة مفيدة فى سياق ما تم كتابته هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى هذه التدوينة سنحاول أن نتعامل بإيجابية مع المذاهب و الفرق الإسلامية (بدون الدخول فى تفاصيل مذهبية) راغبين فى أن نضع نقاطا عامة تحكم عملية التفاعل بين المذاهب و بعضها



أولا: توضيح المفاهيم و التعاريف


---------------------------



نبدأ بتوضيح بعض المفاهيم المهمة التى تتبادر إلى الذهن حينما نذكر عبارة "الفرق الإسلامية" مثل "المذهب" و "تقريب المذاهب" و "توحيدها" و نحو ذلك



المذاهب: قد يطلق هذا اللفظ على المذاهب الفقهية و هو ما لا نقصده هنا.. المقصود هنا هو المذاهب الكلامية أو الفرق الكلامية و هو يطلق على التصورات و الاجتهادات التى وصل إليها علماء أصول الدين فى إطار العقائد الإسلامية و خاصة الألوهية و صفات الذات الإلهية و النبوات و الرسالات و ما يتعلق بها من معجزات و ما إلى ذلك من الأمور



هناك من يتعامل مع المذاهب بأن يتم أولا تحديد مناطق الاتفاق بينها تحديدا واضحا .. ثم ثانيا تحديد مناطق الاختلاف و التمايز تحديدا واضحا .. ثم يأتى بعد ذلك إلى التركيز على مناطق الاتفاق و اعتبارها و الاهتمام بها و ذلك بهدف خلق صيغة تعايش بين أصحاب المذاهب المختلفة داخل نفس الأمة .. و ذلك بترك مساحات الاختلاف و التمايز ليتم تناولها فى ساحات الفكر بأدواتها و برجالها دون تعصب أو محاولة لنفى الآخر .. بل بتجرد لطلب الحقيقة .. و هذا المفهوم هو ما يسمى بالتقريب بين المذاهب و هو يختلف تماما عن مفهوم التوحيد بين المذاهب كما سيتضح من الآتى



و هناك من يحاول أن يتعامل مع المذاهب بغرض توحيدها و دمجها فى مذهب واحد يعتقد صاحبه أنه المذهب الصواب .. و ترك بل نفى كل ما هو مخالف لهذا المذهب بشتى الوسائل .. و ذلك المفهوم لا ينادى به عاقل فضلا عن أن يقول به عارف بالتاريخ .. فإن لنا مثالا فى محاولة توحيد المذاهب المسيحية و ما جره ذلك على البشرية من تناحر.. نلاحظ أن "التقريب" يقر بالتمايز بين الأطراف أما "التوحيد" فينفى الاختلاف نفيا تاما



هناك أيضا حالة من النضج الفكرى يصل إليها المجتمع .. و التى معها يتم الاستفادة من المذاهب المختلفة و المتمايزة باعتبارها اجتهادات إسلامية فى إطار علم واحد و حضارة واحدة و دين واحد و النظر إلى الاجتهادات المذهبية المختلفة باعتبارها التراث الواحد للأمة الواحدة و من ثم الاستفادة بالملائم منها .. و هذا يمكن أن يسمى باحتضان المذاهب






ثانيا: التعددية المذهبية فى إطار الجامع الإسلامى العام


-----------------------------------------



إن التعددية فى الأمور شىء طبيعى بمعنى أننا إن نظرنا إلى الإنسانية نجدها تتعدد إلى حضارات متمايزة و إذا نظرنا إلى حضارة معينة (الإسلامية مثلا) نجدها تتعدد بين شعوب وأقوام و أجناس مختلفة.. و هكذا. فإننا فى كل صورة من صور التمايز بين الأمور نجد أن هناك جامعا أكبر منها يضمها تحت جناحه يحافظ على تنوعها و لا ينفيه و إنما ينبنى و يستفيد من هذا التنوع و التمايز.. و هذه سنة الله فى الكون. تأملوا معى قول الله سبحانه و تعالى الآيتين 118 و 119 من سورة هود (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) يقول المفسرون عن هذه الآية أن الحديث عن الاختلاف و التنوع يكون باعتباره علة الخلق أى أن المعنى هو (و للاختلاف خلقهم) فكأنما التعددية هى علة الوجود و ذلك قول القرطبى



أما أن نتعامل مع الآخر على أنه خارج عن رحمة الله.. فذلك يجب الاحتراز منه .. و لنا أن نتذكر مقولة حجة الإسلام أبى حامد الغزالى و التى يقول فيها: "و أما القانون: فهو أن تعلم أن النظريات قسمان: قسم يتعلق بأصول القواعد و قسم يتعلق بالفروع و أصول الإيمان ثلاثة: الإيمان بالله و برسوله و باليوم الآخر و ما عداه فروع و اعلم أنه لا تكفير فى الفروع أصلا إلا فى مسألة واحدة و هى أن ينكر أصلا دينيا علم من الرسول صلى الله عليه و سلم بالتواتر و لكن فى بعضها تخطئة كما فى الفقهيات و فى بعضها تبديع كالخطأ المتعلق بالإمامة و أحوال الصحابة"ا



و باعتبار مفهوم "التقريب" السابق ذكره .. نجد أننا لا نطلب أن يتنازل الشيعى عن شيعيته أو المعتزل عن معتزليته أو السنى عن سنيته فى التو و اللحظة من أجل إحداث حالة من التقارب بين أبناء الأمة .. لا .. فذلك أمر لا يحدث بين يوم و ليلة كنتيجة لخطبة عالم أو لبحث باحث أو لمؤتمر ينعقد .. بل يجب أن نعرف أن التقريب يؤتى ثماره من حالة مستمرة و متصلة من التعايش السلمى و البحث المتجرد عن الحقيقة .. فإن معتقدات الناس لا تتغير بين يوم و ليلة و هى المعتقدات التى فى سبيلها قد يضحى الإنسان بالغالى و النفيس .. بل بأمواله و حياته لأجلها (بغض النظر عن قبولها أو عدم قبولها من الطرف الآخر)ا


و باستدعاء مفهوم "الاحتضان" السابق ذكره .. و هو الذى يمكننا من استخلاص الصواب من كل تيار و الانتفاع به ..فكما يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير :" إن إنحصار الصواب فى فرقة واحدة من الأمة و التسليم بكل آرائها هو غير ممكن .. إذ كل الفرق فيها الصواب و الخطأ.. و الميزان الصحيح هو أن ترد المسائل مسألة مسألة إلى كتاب الله و سنة رسوله "ا



و نستطيع أن نقرأ أيضا مقولة مستنيرة للإمام السلفى الجليل بن القيم و فيها يقول: "و أهل السنة و حزب الرسول و عسكر الإيمان لا مع هؤلاء و لا مع هؤلاء بل هم مع هؤلاء فيما أصابوا فيه و مع هؤلاء فيما أصابوا فيه فكل حق مع طائفة من الطوائف فهم يوافقونهم فيه و هم برآء من باطلهم فمذهبهم جمع حق الطوائف بعضه إلى بعض و القول به و نصرة و موالاة أهله من ذلك الوجه و نفى باطل كل طائفة من الطوائف و كسره و معاداة أهله من هذا الوجه"ا


و يقول أيضا: "فهم حكام بين الطوائف لا يتحيزون إلى فئة منهم على الإطلاق و لا يردون حق طائفة من الطوائف و لا يقابلون بدعة ببدعة و لا يردون باطلا بباطل و لا يحملهم شنآن قوم يعادونهم و يكفرونهم على ألا يعدلوا فيهم بل يقولون فيهم الحق و يحكمون فى مقالاتهم بالعدل و الله سبحانه و تعالى أمر رسوله أن يعدل بين الطوائف فقال (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) [الشورى 15] فأمره سبحانه أن يدعو إلى دينه و كتابه و أن يستقيم فى نفسه كما أمره و ألا يتبع هوى أحد الفرق و أن يؤمن بالحق جميعه لا يؤمن بالبعض دون بعض و أن يعدل بين أرباب المقالات و الديانات و أنت إذا تأملت هذه الآية وجدت أهل الكلام الباطل و أهل الأهواء و البدع من جميع الطوائف أبخس الناس منها حظا و أقلهم نصيبا و وجدت حزب الله و رسوله و أنصار سنته هم أحق بها و أهلها" انتهى كلام بن القيم



و إن استعرضنا بعض جوانب التاريخ نجد نماذجا من هذا التمايز و التنوع البناء الذى أضاف إلى الأمة الكثير و الكثير فنجد مثلا أن من الذين اعتمد عليهم البخارى فى صحيحه ما يزيد عن الثلاثين راويا من فرقة المعتزلة بل نجد تراث الجاحظ و هو معتزلى تراثا لا يستهان به بل و نجد من المعتزلة أيضا صاحب كتاب "الكشاف عن حقائق التنزيل" و هو العالم الجليل الزمخشرى و هو كما يطلق عليه "رجل البلاغة فى القرآن"ا



و نجد اسهامات حجة الإسلام أبى حامد الغزالى فى الفقه و أصوله و فى العقائد و الفلسفة و فى الكثير من فنون العلم اسهامات جليلة مع اعتبار أنه أشعرى شافعى متصوف.. و كذلكم الإمام الحافظ بن حجر شارح صحيح البخارى نجده أشعريا شافعيا و مثله الإمام النووى شارح صحيح مسلم



و نجد شيخ الإسلام بن تيمية الذى شهر سيفه و شحذ فكره فى مواجهة المبتدعة من أهل التصوف يأخذ و يحكى عن صوفى جليل مثل الشيخ عبد القادر الجيلانى و كذلكم شيخه حماد الدباسى.. و نجد بن تيمية أيضا يأخذ من أقوال سهل بن عبد الله بن يونس التسترى و هم أحد أئمة الصوفية و علمائهم.. و يستشهد أيضا بمواقف شرف الدين أبى الفضائل عدى بن مسافر بن إسماعيل الهكارى و هو من شيوخ المتصوفة و كذلكم يأخذ عن أبى مدين التلمسانى و هو من مشاهير الصوفية بالمغرب



إن نفى الآخر نفيا تاما و اعتقاد أن الدنيا ليس فيها إلا طريقة واحدة فى الحياة و التعامل و التفكير و الإبداع إنما هو من الغرور الذى يورث الجمود و يؤدى إلى التنافر و التناحر .. هناك دائما فكر آخر و منهج آخر و علم آخر لا يمكن أن يكون خطأ محضا بل من الممكن أن يكون قيمة و مكسب و إضافة و خطوة على طريق التقدم و الرقى .. فإن أردت أن تناقش أخاك فناقشه و أنت تراه أخا لك فى الدين .. لا عدوا لك فى المذهب

Tuesday, November 20, 2007

الفرقة الناجية .. و الاستئثار بالجنة

حديث الفرقة الناجية المشهور بين الناس و الذى يدور حول انقسام الأمة الإسلامية إلى ثلاث و سبعين فرقة .. كلها فى النار إلا واحدة .. يتعامل معه الكثير من الناس بشكل غير سليم.. إلى جانب أن ذلك التعامل الخاطئ أحدث حالة من التفتت فى جسد الأمة بادعاء كل فرقة أنها هى التى تمتلك الحق و هى الأقرب لاتباع سنة النبى صلى الله عليه و سلم .. و ذلك محاولة لها للنجاة من النار و الفوز بالجنة باعتبارها هى الفرقة الناجية
ا
سنتناول هذا الحديث إن شاء الله أولا من ناحية السند (تناول نصى) ثم ثانيا من ناحية المتن (تناول عقلى) ثم ثالثا من ناحية الاستدلال به
ا
أولا: سند الحديث .. تناول نصى
------------------
ا
ا- ذلك الحديث برواياته المتعددة لم يرد فى الصحيحين.. لا فى البخارى و لا فى مسلم
ا
ب- كتب الحديث الأخرى التى ذكرته ذكرت له روايات كثيرة فيها "ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين و سبعين فرقة و إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين, اثنتان و سبعون فى النار و واحدة فى الجنة" و فى رواية أخرى "ستفترق أمتى على نيف و سبعين فرقة, الناجية منها واحدة" و فى أخرى "كلها فى الجنة إلا واحدة
ا
ج- عرف عن هذا الحديث برواياته المتعددة أنه "حديث صحيح" و لكن ذلك أمر يحتاج إلى إيضاح. فليست كل الروايات صحيحة و إنما كلها ضعيفة إلا رواية واحدة و هى الرواية التى ذكرت افتراق الأمة و ذكرت عدد الفرق و لم تذكر أنها كلها فى النار إلا واحدة و الرواية هذه هى حديث أبى هريرة الذى رواه أبو داود و الترمذى و بن ماجة و بن حبان و الحاكم و فيه يقول: "افترقت اليهود على إحدى – أو اثنتين – و سبعين فرقة و تفترق أمتى على ثلاث و سبعين فرقة".. و إذا نظرنا لسند ذلك الحديث وجدنا فيه "محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى" و هو لم يوثقه أحد بإطلاق بل قالوا فيه أنه صدوق له أوهام.. و الصدق وحده لا يكفى ما لم ينضم إليه الضبط .. فكيف إذا كان به أوهام؟ لذلك لم يعد هذا الحديث صحيحا لذاته .. و إنما قالوا عنه أنه حديث صحيح و ذلك لتعدد رواياته الغير صحيحة فقيل عنه أنه "صحيح لغيره" أى ليس صحيحا فى ذاته.. و هذه الرواية التى ذكرناها للحديث و التى تعد أقوى طرقه نجدها فى أقل درجات الصحة و هى "الصحيح لغيره" .. و أيا كان فإن الحديث خلا من عبارة "كلها فى النار إلا واحدة" و هى النقطة الدائر حولها الحوار.. أما ما دون هذه الرواية فهى روايات ضعيفة إنما قووها بانضمام بعضها إلى البعض و الذى يراه بعض العلماء أن التقوية بكثرة الطرق لا يؤخذ بها دائما خاصة و الأمر هنا يدور حول عصب الدين و هو أمور العقائد التى تستوجب التوثيق الشديد
ا
د-يقول الإمام بن حزم: إنها موضوعة لا موقوفة و لا مرفوعة و كذلك جميع ما ورد فى ذم القدرية و المرجئة و الأشعرية فإنها أحاديث ضعيفة غير قوية
ا
هـ - أما العلامة بن الوزير فى حديث افتراق الأمة إلى نيف و سبعين فرقة كلها فى النار إلا فرقة واحدة فيقول: فى سنده ناصبى فلم يصح عنه
ا
و- يقول الإمام الشوكانى: أما زيادة "كلها فى النار إلا واحدة" فقد ضعفها جماعة من المحدثين
ا
إلى جانب الكثير من آراء العلماء التى تركتها لعدم التطويل
ا
ثانيا: متن الحديث و معناه.. تناول عقلى
------------------
ا
أما و قد تحدثنا عن سند الحديث.. فالآن نتحدث عن متنه و معناه و دلالاته أو بمعنى آخر سنركز على النقد العقلى الذى وجهه العلماء لمتن الحديث
ا
ا- رأى حجة الإسلام أبى حامد الغزالى يتلخص فى أنه لا يحصر النجاة –بمعنى دخول الجنة و صحة الإيمان- فى فرقة واحدة كما يجعل الهلاك من نصيب المكذبين للرسول و ذلك بدلا من تفسير غلاة التعصب الذين يجعلون الهلاك من نصيب اثنتين و سبعين فرقة ما عدا فرقتهم التى يحتكرون لها صحيح الإيمان و النجاة
ا
ب- يقول العلامة بن الوزير: و إياك الاغترار بـ "كلها هالكة إلا واحدة" فإنها زيادة فاسدة غير صحيحة القاعدة و لا يؤمن أن تكون من دسيسة الملاحدة
ا
ج- يقول الشيخ الدكتور القرضاوى: و فى متن هذا الحديث إشكال من حيث إنه جعل هذه الأمة التى بوأها الله منصب الشهادة على الناس و وصفها بأنها خير أمة أخرجت للناس أسوأ من اليهود و النصارى فى مجال التفرق و الاختلاف حتى إنهم زادوا فى فرقهم على كل من اليهود و النصارى
و قال أيضا: ثم إن هذا الحديث حكم على فرق الأمة كلها – إلا واحدة - بأنها فى النار هذا مع ما جاء فى فضل هذه الأمة و أنها مرحومة و أنها تمثل ثلث أهل الجنة أو نصف أهل الجنة. على أن الخبر عن اليهود و النصارى بأنهم افترقوا إلى هذه الفرق التى نيفت على السبعين غير معروف فى تاريخ الملتين و خصوصا عند اليهود فلا يعرف أن فرقهم بلغت هذا المبلغ من العدد
ا
د- و رأى الدكتور محمد عمارة يتلخص فى أن واقع الفرق الإسلامية لا يمكن التعبير عنه بأى حال من الأحوال بالعدد ثلاث و سبعين فرقة.. فهى عند الأشعرى تزيد عن المائة و الشهرستانى عدهم ستا و سبعين فرقة و بن حزم عدهم خمس فرق و الملطى عدها أربعا و القاضى عبد الجبار عدها خمسا و الخوارزمى عدهم سبعا
ا
هـ- - رأى الدكتور عبد الرحمن بدوى يمكن حصره فى النقاط الثلاث التالية
ا* إن ذكر هذه الأعداد المحددة المتوالية 71-72-73 أمر مفتعل لا يمكن تصديقه فضلا أن يصدر مثله عن النبى
ا* لا نجد لهذا الحديث ذكرا فيما ورد لدينا من مؤلفات القرن الثانى بل و لا الثالث الهجرى و لو كان صحيحا لورد فى عهد متقدم
ا* أعطت كل فرقة لختام الحديث الرواية التى تناسبها فأهل السنة جعلوا الفرقة الناجية هى أهل السنة و المعتزلة جعلوها فرقة المعتزلة و هكذا
ا
و- رأى الدكتور محمد سيد أحمد المسير يمكن اختصاره فى نقطتين
ا* مفهوم الأمة فى الحديث هو "أمة الدعوة" و ليست "أمة الإجابة" .. و أمة الدعوة المقصود بها هو كل البشر الذين أرسل اللهُ النبىَ إليهم بالدعوة .. و أمة الإجابة هم الذين أجابوا النبى إلى الإسلام
ا* بافتراض أن المقصود بالأمة هو "أمة الإجابة" .. فإن إنحصار الصواب فى فرقة واحدة من الأمة و التسليم بكل آرائها هو غير ممكن .. إذ كل الفرق فيها الصواب و الخطأ.. و الميزان الصحيح هو أن ترد المسائل مسألة مسألة إلى كتاب الله و سنة رسوله
ا
ثالثا: الاستدلال بالحديث
------------------
ا
لنا هنا تعليق على الاستدلال بهذا الحديث فى الحكم على فرق الأمة و مذاهبها
ا
أ- ذلك الحديث هو حديث آحاد (أى أن عدد سلاسله السندية قلت عن عشر سلاسل) أى ليس متواترا و شرط التواتر اشترطه غالبية فقهاء الأمة من شافعية و حنفية و مالكية بل و حنبلية و غالبية متكلمى الأمة و علمائها عند الاستعانة بحديث ما فى أمور العقائد .. و لا يوجد إلا "أهل الحديث" و على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل و بعض العلماء المعاصرين الذين يكتفون بكون الحديث آحادا فقط فى الاستدلال به فى أمور العقائد.. لاحظوا أن من الحنابلة من اشترط التواتر فبالتالى ذلك الحديث –إن صح- لا يعتد به فى أمور العقائد طبقا لغالبية علماء الأمة
ا
ب- حتى مع الذين يقولون بحجة حديث الآحاد فى أمور العقائد.. الحديث الذى صح هنا أصبح "صحيحا لغيره" أى أنه فى ذاته ليس صحيحا.. إلى جانب أن الحديث الصحيح الذى ذكرناه يخلوا من "كلها فى النار إلا واحدة" فلا يحق لأحد اعتمادا على هذا الحديث أن يحكم على فرقة أو مذهب ما أنه فى النار.. و إلا هل نرضى لحديث له هذه الدرجة الواهية من الصحة أن يكون حكما على عقائدنا ؟؟
ا
ج- يقول بن حزم بعد أن ذكر الحديثين "القدرية و المرجئة مجوس هذه الأمة" و "تفترق هذه الأمة على بضع و سبعين فرقة كلها فى النار حاشا واحدة فهى فى الجنة" يقول: هذان حديثان لا يصحان أصلا من طريق الإسناد و ما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد فكيف من لا يقول به؟
ا
د- و نختم القول بقول الشيخ الدكتور القرضاوى فهو يقول: ثم إن الحديث يدل على أن هذه الفرق كلها جزء من أمته صلى الله عليه و سلم أعنى أمة الإجابة المنسوبة إليه بدليل قوله: "تفترق أمتى" و معنى هذا أنها – برغم بدعتها –لم تخرج عن الملة و لم تنفصل من جسم الأمة المسلمة و كونها فى النار (إن اعتبرنا عبارة "كلها فى النار إلا واحدة") لا يعنى الخلود فيها كما يخلد الكفار بل يدخلونها كما يدخلها عصاة الموحدين
ا
فى النهاية..نرى أن ذلك الحديث الذى يلقى بالأمة فى النار إلا قليلا منهم هو حديث ضعيف .. و ذلك الحديث الذى يقول بانقسام الأمة هو حديث آحاد "صحيح لغيره" أى أوهن درجات الصحة فمن أراد أن يحكم به على عقائد الأمة فيبدع هذا و يفسق ذلك و يكفر هؤلاء و يقضى بالنار على آخرين و تمسك فقط بما شذ من الآراء و ما انحرف من الأفكار متكئا على ذلك الحديث فليحذر كل الحذر من قولة فى غير موضعها أو حكم ظنى غير صحيح يحكم به على هذه الفرق يحمل به إثما من اثنتين و سبعين فرقة من أمة النبى صلى الله عليه و سلم هذا لمن يعتبر العدد صحيحا
----------------
ا
ملحوظة: نظرا لأن الموضوع يدور حول أمر مهم و هو أمر العقائد ففضلت أن أكتب أسماء الكتب التى أخذت منها محتويات هذه التدوينة
ا
الصحوة الاسلامية بين الاختلاف المشروع و التفرق المذموم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى
مقدمة فى دراسة الفرق الإسلامية الدكتور محمد سيد أحمد المسير
الإسلام و فلسفة الحكم الدكتور محمد عمارة
الإسلام و التعددية الدكتور محمد عمارة
فى فقه الحضارة الإسلامية الدكتور محمد عمارة
فتنة التكفير بين الشيعة و الوهابية و الصوفية الدكتور محمد عمارة
مذاهب الإسلاميين الدكتور عبد الرحمن بدوى

Sunday, November 4, 2007

ملائكة و شياطين

ملائكة و شياطين ... و الصراع بين العقل و بين الدين
----------------------------
ملائكة و شياطين هو عنوان إحدى روايات "دان براون" مؤلف الرواية الشهيرة "شيفرة دافنشى".. محور رواية "ملائكة و شياطين" هو المحاولة التى يقوم بها أحد قساوسة الفاتيكان للقيام بعمل يظهر أمام الناس كأنه معجزة دينية و وحى سماوى لتدهش عقول الناس فتكون وسيلة لاجتذابهم أكثر و أكثر الى "الدين" و إلى الكنيسة و ذلك بعد أن رأى ذلك القس أن الناس غرقوا فى "المادية" و توغلت "العلمانية" فى حياتهم.. فى خضم أحداث الرواية نستطيع أن نرى إلى أى مدى هناك صراع و تناقض فى الحضارة الغربية بين "العلم" و "الدين".. و يتضح ذلك أكثر إذا تذكرنا الدور الذى كانت تقوم به الكنيسة قديما من وصاية دينية على الناس و كونها الواسطة بين الناس و بين الله و سعى الكنيسة لبسط سيطرتها على كل الناس فمنعت أى محاولة للتفكير المنطقى و العلمى السليم. و ذلك لأن أى محاولة للتفكير العلمى المنظم كانت ستؤدى بالضرورة حتما إلى تحجيم نفوذ الكنيسة و كشف سلطتها المزيفة ..كل ذلك أدى إلى تشدد الكنيسة فى رفضها و إنكارها كل ما هو عقلى من أصغر محاولة عقلية للتفكير السليم إلى أكبر الاختراعات و الاكتشافات التى قام بها الكثير من العلماء مثل جاليليو(1564-1642م) حينما نادى بمركزية الشمس و بدوران الأرض حولها و رموه بالزندقة و الإلحاد (يذكرنى ذلك برأى الشيخ بن باز بعد أربعة قرون أى فى القرن العشرين الذى يقول:"أما دورانها فقد أنكرته وبيَّنتُ الأدلة على بطلانه ، ولكني لم أكفِّر من قال به ، وإنما كفَّرتُ من قال إن الشمس ثابتة غير جارية ؛ لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنَّة المطهرة الدالَّين على أن الشمس والقمر يجريان" .. و ثبات الشمس المطلق لم يقل به أحد )ا

كل ما سبق كرس لدى الغرب أنه لتحقيق التقدم و الرقى المعتمد كليا على العلم.. وجب التخلص نهائيا من النفوذ الكنسى سواء كان نفوذا دينيا أو سياسيا و فى الطريق تم التخلص من الدين بالكلية مما أفرز ما يسمى بالـ"مادية" و ما يسمى بالـ"علمانية"ا
الخلاصة.. نجد أن تطور الحضارة الغربية اعتمد بشكل جذرى على فصل "العلم" عن "الدين" فصلا تاما و ذلك لعجز "الدين" المسيحى عن تحقيق متطلبات النمو الحضارى الطبيعى للإنسانية

على النقيض تماما نجد أن الدين الإسلامى استوعب استيعابا تاما كل مظاهر النشاط الإنسانى فقد استفاض الدين الإسلامى فى شرح و توضيح الثوابت التى لا يطالها تغيير و التى هى دائرة ضيقة جدا و نجد أيضا أن الإسلام تناول المتغيرات و الفروع (و هى المساحة الأوسع من الشرع) تناولا توقف عند ترسيخ القواعد و الأطر العامة و الفلسفات الكلية التى من خلالها يمكن للمتمكنين أن يستنبطوا حكما شرعيا لكل أمر مستجد من أمور الحياة بما يتوافق مع الظروف المتغيرة ما دمنا لا نمس الثوابت فى شىء

إقرأوا معى مقولة رائعة للرائع بن تيمية(661-728هـ) فى دور العقل: "وأما العقل فأخص صفات العقل عند الإنسان أن يعلم الإنسان ما ينفعه ويفعله ويعلم ما يضره ويتركه والمراد بالحسن هو النافع والمراد بالقبيح هو الضار فكيف يقال إن عقل الإنسان لا يميز بين الحسن والقبيح وهل أعظم تفاضل العقلاء إلا بمعرفة هذا من هذا؟ بل وجنس الناس يميل إلى من يتصف بالصفات الجميلة وينفر عمن يتصف بالقبائح. إن العقل يحب الحق ويعتد به وإن محبة الحمد والشكر والكرم هي من العقليات وإن للإنسان قوتين: قوة علمية فهي تحب الحق وقوة عملية فهي تحب الجميل والجميل هو الحسن والقبيح ضده

و هنا نستطيع أن ندرك مقدار دور "العقل" فى الإسلام.. فنجد "العقل" عنصرا هاما فى كل نشاطات المسلم.. حتى أن الإسلام لا يكلف مسلما إلا إذا كان عاقلا..نستطيع أن نخلص من هذا أنه فى الإسلام ذلك العداء بين "العقل" و "الدين" هو عداء مفتعل يرجع مصدره إلى فترات الجمود و التقليد التى مرت بها بلاد الإسلام بل نستطيع أن نقول أن ذلك العداء بين "العقل" و "الدين" يعتبر ردة فعل على محاولات التجديد و الإصلاح لأوضاع اكتسبت قدسية الثوابت نتيجة تراكمات أزمنة الجمود و ما هى من الثوابت فى شىء بل هناك من يقول أن هذا العداء بين "العقل" و "الدين" هو من الوافدات الغربية التى تحاول أن تقتحم حياتنا على غرار "العلمانية" و "المادية" و هى وافدات غير أصيلة بل دخيلة و لا يمكن أن تنتج شيئا فعالا و ذا قيمة و لكنها للأسف تلقى من يروج لها كما يوجد على الطرف الآخر من يروج للمادية و العلمانية

و هذه مقولات لكبار علماء الأمة عبر أزمنة متفاوتة فى إعلاء قدر العقل ..ليس فى العادى من الأمور بل فى أمور الأصول و أكرر الأصول فما بالنا بما دون الأصول فى الأهمية

يقول شيخ الإسلام بن تيمية(661-728هـ): إن ما عرف بصريح العقل لا يتصور أن يعارضه منقول صحيح قط. و قد تأملت ذلك فى عامة ما تنازع الناس فيه فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة شبهات فاسدة يُعلم بالعقل بطلانها بل يُعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع و هذا ما تأملته فى مسائل الأصول الكبار كمسائل التوحيد و الصفات و مسائل القدر و النبوات و المعاد و غير ذلك.. و وجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط بل السمع الذى يقال أنه يخالفه إما حديث موضوع أو دلالة ضعيفة فلا يصلح أن يكون دليلا لو تجرد عن معارضة العقل الصريح فكيف إذا خالفه صريح المعقول ؟

و يقول الإمام الحارث بن أسد المحاسبى (195-243هـ): و بالعقل عرف الخلقُ اللهَ و شهدوا عليه بالعقل الذى عرفوه به من أنفسهم بمعرفة ما ينفعهم و معرفة ما يضرهم .. و به أقام الله على البالغين للحلم الحجة و إياهم خاطب من قِبَل عقولهم و وعد و توعد و أمر و نهى و حض و ندب

و يقول الإمام أبو الحسن الماوردى (364-450هـ): إن السبب المؤدى إلى معرفة الأصول الشرعية و العمل بها شيئان:
أحدهما: علم الحس و هو العقل لأن حجج العقل أصل لمعرفة الأصول إذ ليس تعرف الأصول إلا بحجج العقول
و ثانيهما: معرفة لسان العرب و هو معتبر فى حجج السمع خاصة


و يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالى(450-505هـ): إن مثال العقل: البصر السليم عن الآفات و الآذاء
و مثال القرآن: الشمس المنتشرة الضياء فأخلق بأن يكون طالب الاهتداء المستغنى بأحدهما عن الآخر, فى غمار الأغبياء فالمعرض عن العقل, مكتفيا بنور القرآن, مثاله: المتعرض لنور الشمس مغمضا للأجفان, فلا فرق بينه و بين العميان فالعقل مع الشرع نور على نور


أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب(1115-1206هـ=1703-1792م) فيقول: فإذا قيل لك بم عرفت ربك فقل بآياته و مخلوقاته فمن آياته الليل و النهار و الشمس و القمر و من مخلوقاته السموات السبع و الأرضون السبع و من فيهن و ما بينهما

من هنا أستغرب على الدعاة و الشيوخ و المريدين و الشباب الذين بُح صوتهم و ارتفعت عقيرتهم و استنفدت هممهم فى ذم "العقل" و "العقلانية" و التنبيه على ذلك الخطر المسمى بـ "عقلنة الدين" و التحذير من ظهور ما يسمى بـ "المعتزلة الجدد" و من الذين يتعاملون بالعقل مع أمور الدين (!! إذ لا أدرى ما المشكلة فى ذلك). كل ذلك أدى بهؤلاء الدعاة و الشيوخ و أتباعهم و مريديهم إلى الفهم الحرفى للنصوص خوفا من أدنى مجهود عقلى يبذل فى فهم عميق للنصوص و عدم الاهتمام بما يسمى بالمقاصد و الغايات الشرعية إذ الفهم العميق للنصوص و استخراج المقاصد منها هو مجهود عقلى بالدرجة الأولى.. بل هذه الحملة على العقل أدت أحيانا إلى إغفال حقائق كونية قطعية بل أدت أيضا إلى إفراز من يفتى فتاوى ترجع إلى الوراء قرونا و لا علاقة لها بالواقع .. بل و الأدهى من ذلك هو الإنكار على كل من يخالف اجتهاداتهم.. و تميز لهجتهم بالحدة و العنف و تحذير الآخر بأنه يلعب بثوابت الشرع و تهديده بفساد العقيدة
باستعراض هذه الصورة أشعر و كأننا نسير فى طريق بسط نفوذ أهل الدين على عقائد سائر الناس الأمر الذى يشابه ما قامت به الكنيسة فى أوروبا .. قد تكون هذه مبالغة منى فى توقع ما ستؤول إليه الأمور و لكنه ليس من الممكن ببعيد.. و إن كنتم مستغربين مما أقول فإليكم هذا المقال الذى اجتهد صاحبه فى إيجاد العلاقة بين العقلانية و الإصلاح و بين النفاق و استفاض فى سرد الآيات القرآنية التى يظن أنها تدعم رأيه و هو منشور على موقع من أكثر المواقع الإسلامية انتشارا
ملاحظة: نستطيع أن نحدد من هم الشيوخ الذين تعلم منهم صاحب المقال و الذين أثروا على فكره من هذه الصفحة
أنا لا آخذ الشيوخ بذنب ذلك الكاتب و لكن وجب اعتبار الجذور كما ننظر إلى الثمار
و فى هذا المقال فى وصف أهل السنة و الجماعة نجد هذه الجملة :"رفضهم التأويل، واستسلامهم للشرع، مع تقديمهم النقل على العقل وإخضاع الثاني للأول" و هى تعتبر جملة غير دقيقة بالمرة إذ تقتضى اخضاع القطعى العقلى للظنى النقلى و هو ما لا يقول به الشرع و لكنها قد تصح فى حالة تعارض ظنى عقلى مع قطعى نقلى أو ظنيهما معا..أما مع رفضهم التأويل فلا أدرى كيف يوفقون بين ما تعارض من ظواهر النصوص و بين ما عرف بالعقول (الإمام أحمد بن حنبل بذاته لجأ إلى التأويل مع بعض النصوص)ا

و الكثير و الكثير مما يكرس لذم العقل و العقلانية و إغفال هبة التفكير مما يدفع بنا إلى الطاعة العمياء و الاستسلام إلى كل ما يقال لنا ممن يدعى العلم بالشرع دون فهم أو نقد أو مناقشة منا و الذى يؤدى إلى تكوين هالات من القداسة على هذا النوع من البشر من أمثال أنصاف العلماء أو الذى يدعى معرفته بالشرع أو من الذين سخرهم السلطان من العلماء لقيادة هذا الجيش من المستسلمين من الرعية بسوط "الدين" و يا مرحبا بالنفوذ الكنسى مرتديا زي المساجد
---------------------------------
تحديث
------
العلمانية:هى تعنى الدنيوى و العالمى.. أو بالأخص.. المقابل للـ"مقدس" الكهنوتى المحتكر لسلطة السماء.. و هو مفهوم غربى النشأة و يعنى باختصار أن العالم يتم تدبيره بأسباب من داخله .. و ليس بشريعة من خارجه

المادية: هى اتجاه فى التفكير و تناول القضايا (فلسفة) و هو يرى أن المادة هى الأصل للوجود و كل ما دونها ناشئ عنها.. فمثلا يرى أيضا أن "التفكير" هو "إفراز" ينتج عن الدماغ كما تفرز الغدد سوائلها.. فهى فلسفة ترى أن المعارف هى التى يتم إدراكها عن طريق الحس و التجريب هى فقط الجديرة بالاعتبار .. و ما دونها مما وراء الطبيعة فهى غير جديرة بالتصديق

Monday, October 29, 2007

إن الدين عند الله ..الاسلام

اللهم ارحم اختنا المدونة -هدى عبد الله -بهلولة
___________________________
مقدمة
إن الدين عند الله الاسلام
الاسلام دين الحب
يقول تعالى "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" اى "ليحبون"هكذا اقرأها - افهمها- فالله خلقنا ويريد منا ان نحبه ان نقبل عليه بقلوبنا فالله ليس فقيرا الى عبادتنا وإلا لقهرنا عليها مجبورين غير مختارين ..ولكنه سبحانه ترك لنا حرية الاختيار لانه ريد منا اقبال القلوب لا القوالب
قد يسأل احد كيف اتحدث عن الحب بين العبد والسيد انما المفروض ان يكون الحديث عن الخضوع
اقول - اخى الفاضل- بل لو تأملت قليلا ستجد ان الله استخدم هذا الوصف ايضا للعلاقة بين العبد وربه حين قال " قل ان كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله" وقال تعالى "والذين امنوا اشد حبا لله "..فرق اخى الحبيب بين طاعة المُحِب وطاعة العبد ..العبد يطيع سيده على غضاضة ويود لو لا يطيعه بينما المُحِب يجد سعادته فى طاعة من يحبه وفى السعى فى مرضاته
....................................
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -رسول الله
رجل مدحه ربه "وانك لعلى خلق عظيم" اية تجعلنا نرغب فى اتباعه والاقتداء به - رجل تحمل الايذاء والطرد والبعد عن الاهل , رجل خاصمه قومه وبعض اهله , رجل خير بين المال والسلطان وبين ان يبلغ رسالة ربه فاختار ان يبلغ رسالة ربه
عاش فقيرا ومات فقيرا
شتموه ..فعف لسانه عنهم
اذوه ..فكف يده عنهم
قاتلوه ..فأفتدى اسراهم ولم يقتلهم
ملكه الله رقابهم واظهره عليهم..قال اذهبوا فأنتم الطلقااااااااء
بالله عليكم أهذا رجل يُشتم ويُسب ويُسخر منه على صفحات جرائدهم ,اهذا رجل يقولون مدع وكاذب ومختلق لرسالته ..اى غرض يجعله يستمر فى رسالته بعد ان رفض السلطان ان لم يكن رسولا من عند الله حقا ..وهل يختلق محمدا قرآن يعاتبه لانه افتدى الاسير يوم بدر؟ ..قرآن يتهدده ويتوعده اشد الوعيد ان غيّر فيه او بدل ؟ قرآن يعاتبه فى اعمى ؟ هل يختلق كل هذا من عنده ؟ !!! مالكم كيف تحكمون ؟
تنكرون الفضل على محمد الذى اخذ الاموال من الاغنياء "الزكاة" واعطاها الفقراء -ولم يمس جوفه منها تمره - وتقدسون مفكروكم الذين لم تجر افكارهم على البشرية إلا الفقر والدمار والخراب يا انصار الشيوعية ويا انصار العولمة والرأسمالية
أشهد انك يا "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب "رسول الله حقا وصدقا
.........................................
شريعة الاسلام-1/ العبادات
هى معاملاتنا مع الله -فاحذر فإن الله مطلع على قلبك -لا حاجة لله فى رياءك او نفاقك ..ارح نفسك فلن يقبل عمل اشركت فيه غيره
ان شئت ان تعامل الله وحده فعامله وحده
ان العبادة هى الحوار المباشر الذى بيننا وبين الله -فإن كنت تحبه وتطيعه عن حب ورضا فأقبل عليه بقلبك يقبل عليك بما لا يسعه قلم ان يكتبه - فكما احببته يحبك ومثلما تسعى فى مرضاته يسعى هو فى مرضاتك فالمحب يسعى فى رضى من احبه
.......................................
شريعة الاسلام -2 / المعاملات
الاسلام نظام تستقيم به الحياة , فكان حقا ان يتلائم مع كل المتغيرات التى فى حياتنا حتى يستطيع ان يقومها وينظمها بحيث لا يجعل الحياة شاقة ولا يجعلنا نهمل النص بحجة تغير ظروف الحياة
لذلك لم يأت الاسلام بالاحكام التفصيلية فى امور الدنيا والتعامل بين الناس ولكنه ارسى قواعد العدالة ووضع المبادئ العامة ورسم الخطوط العريضة التى تضمن السلامة فى التعامل بين الناس ووضح لنا المحرمات والمحظورات على وجه التفصيل واباح لنا ما وراء ذلك
وفى هذا جاءت اجتهادات العلماء كل عالم يجتهد لينزل الحكم على الوقائع المتغيرة فى مجتمعه - لذلك تغيرت الفتاوى من مكان الى مكان ومن زمان الى زمان
......................................
شريعة الاسلام -3 / السياسة العامة
نعم الاسلام هو الحل ..هذا ما اراه واعتقده
ألم يكن رسول الله حاكم دولة ؟ يولى ويعزل ؟ ويعلن الحرب ويعقد المعاهدات والصلح؟
ألم يكن الخلفاء الراشدون حُكام دولة امتدت من الفرات ودجلة الى سبته وطنجة فى عهد عمر بن الخطاب
فكيف يقال ان الاسلام لا يصلح للسياسة ..وقد ظل حاكما عدة قرون حتى سقطت الخلافة الاسلامية العثمانية
ان القول ان الاسلام لا يصلح للسياسة هو ادعاء باطل يردده من اتبع الطاغوت او اُغلِف قلبه عن الحق وذكر الله
وانا اسألهم ماذا فى السياسة ويعارضه الاسلام ؟او ماذا فى الاسلام ويعارض السياسة؟
يتحدثون عن الديمقراطية والاحزاب ..ويوجدون تعارضا وهميا مع الاسلام ..الاسلام لا ينكر الديمقراطية بل هواول دين يرسى قواعد انتخاب الحاكم وهو اول دين يرسى قواعد القوانين الدوليه فى الحروب "لا تقتلوا شيخا او طفلا ولا إمرأة ولا تقتلعوا شجرة " دين يحرم الاسلحة متعدية الاثر"الدمار الشامل" اول دين يرسى قواعد القانون الدولى فى شأن التعامل مع السفراء -فاصبح الرسول "السفير او المبعوث الدبلوماسى لا يقتل" وقد كانوا يقتلون احيانا الرسل كما فعل كسرى مع الرسول الذى ارسله محمد صلى الله عليه وسلم إليه
يتحدثون عن الاحزاب وقد كان عمر وعلى وفاطمة بنت محمد احزاب فى عهد ابى بكر يعارضونه ويختلفون معه , وكان بعض كبار الصحابة من احزاب المعارضة فى عهد عثمان بن عفان وعارضوا سياسته فى تولية الامراء وعزلهم
ثم يظهر علينا ادعياء ان لا دين فى السياسة ويحدثوننا عن "الاقليات" ولا يوجد نظام فى العالم يحترم الاقليات ويعترف بتفردهم التشريعى إلا الاسلام
فالاسلام يبيح لغير المسلمين ان يطبقوا قوانينهم الخاصة التى تختلف عن الاسلام على حياتهم كما شاءوا مخالفين بذلك قانون الدولة ..فأى نظام فى العالم يفعل ذلك مع الاقليات
هل للزوجة الثانية من زوجها المسلم المتوفى ميراث فى القانون الفرنسى؟
بينما فى الاسلام يحق لغير المسلم ان يتزوج ويطلق ويتوارث ويتبنى اطفالا وفق شريعته دون تدخل من الاسلام
سيأتى من يحدثنا عن الحدود فى الاسلام اقول له قول بسيط ..لا تسرق ..لا تزن ..لا تقتل ..لا تقذف المحصنات
هذه هى الحدود فى الاسلام فليس من حقك ان تقلق إلا اذا كنت سارقا او زانيا او قاتلا ...إلا اذا كنت مجرما فالمجرم هو الذى تقلقه العقوبات
فهل انتم مجرمون؟ ام تفكرون ان تصبحوا مجرمين؟
إن الدين جاء ليحكم وليس مجرد ترانيم للصلاة ..وإلا لأقتصرت احكامه على العبادات
............................................
الاسلام والحركات الفكرية
ان الحركات الفكرية ومعها او من بينها المذاهب الفقهية المعروفة وغيرها من افكار العلماء المجددين ليست سوى محاولات ووسائل لفهم الاسلام وتفصيل مجمله وتفصيله وانزاله على وقائع الزمن المعاصر للفقية او اى مفكر دينى وصاحب اتجاه فكرى .فالجميع يعمل من اجل هدف واحد هو الموائمة بين النص والواقع وايجاد الحلول الاسلامية لمشكلاتنا الحياتية فيجب ان يتسع صدرنا للاختلاف فكلنا يسعى نحو الحقيقة وتحقيق المصلحة وخدمة الأنسان والدين
واننا مهما اختلفت افهامنا نبقى جميعا ..مسلمون موحدون بالله

Friday, October 19, 2007

بين سلف الأمة.. و أتباع سلف الأمة

قبل أن أبدأ أود أن أوضح ..إن الكلمات التاليات تعد وجهة نظرى الشخصية و التى لا أزعم أنها صواب محض .. بل هى عرضة للتغيير ما إن أرى ما هو أصوب

بين أهل التيار السلفى .. و بين أبى حنيفة.. و بن حنبل.. و بن حزم.. و بن تيمية .. و بن عبد الوهاب ..تدور هذه الأفكار

لو رأينا الإمام أبا حنيفة(80-150هـ) سنجده أول الأئمة الأربعة أى أنه كان أقربهم للرسول والصحابة و على الرغم من هذا كانت مدرسته الفقهية تسمى مدرسة "الرأى" أو "النظر" أى أنه يسمح للاجتهاد بمساحة واسعة فكان بعد أن ينظر فى كتاب الله ثم فى سنة نبيه ثم أقضية الخلفاء الراشدين الأربعة ثم يأخذ من أقوال الصحابة ما يشاء اعتمادا على "النظر" و لا يخالفهم إلى غيرهم كان يوازن "بالرأى" بين ما تعارض من آرائهم ثم يجتهد بعد ذلك مثله مثل أى واحد من التابعين.. فضلا عن أنه له كتاب فى "علم الكلام" اسمه "الفقه الأكبر"ا
ا
أما الإمام أحمد بن حنبل(164-241هـ) فهو آخر الأئمة الأربعة و أبعدهم عن عصر الصحابة و تبلور مذهبه الفقهى فى فترة برزت فيها التيارات الفكرية الوافدة من حضارات الهند و فارس و الروم و اليونان و التى أدخلت فى الدين ما ليس فيه تحت عباءة الاجتهاد و "الرأى" فوجب الوقوف لها بالمرصاد فكان لها الإمام أحمد الذى كان يتتبع النصوص فقط و لا دور "للرأى" عنده إلا فى أندر الحالات بل كان يبدى الحديث الضعيف على "الرأى" و لم يكن يرجح حتى بين نصين أو حكمين فى نفس المسألة درءا "للرأى" تماما و إنما كان يأخذ بالقولين فى نفس المسألة و لا يلجأ الى "القياس" إلا للضرورة ..و حرم "علم الكلام" و الاشتغال به متزعما المدرسة التى تسمى بـ"أهل الحديث".. فكان ذلك دورا عظيما قام به فى خدمة الدين نظرا للظروف التى عاصرها
ا
و إذا نظرنا للإمام بن حزم(384-456هـ) .. نجده نشأ فى فترة انحلال بلاد الأندلس و الصراع على الحكم و الاستعانة بالأعداء على بنى الدين و استغلال الدين من قبل أهل السياسة لتحقيق مصالح دنيوية فكانت الفتاوى تخرج خدمة للأهواء تذرعا بذريعة الاجتهاد و "الرأى" و باع العلماء دينهم بدنياهم .. لذلك وقف بن حزم وقفة الرجل.. إن بن حزم كان من علية القوم.. أبوه وزير.. و هو أمسك الوزارة فترة من حياته .. و جاهد مع أهل السلطة و السياسة.. و سجن.. ثم قاطع السياسة.. قرأ و تبحر و علم و عمل.. عركه الواقع و عرك واقعه حتى خرج بمذهبه الملائم لظروف ذلك العصر.. المذهب الظاهرى.. أسقط القياس و اتبع ظاهر النصوص و ذلك ليضبط الموازين فى أمور الدنيا و الدين .. و لكننا يجب أن نعلم أنه عندما أسقط القياس أسقطه عن علم بالقياس .. و عندما أخذ بظواهر النصوص كان على علم بالتأويل
ا
أما شيخ الإسلام بن تيمية(661-728هـ) .. فالبلاد على أعتاب حرب مع التتار..سقطت بغداد فى أيديهم و ها هم يهجمون على بلاد الشام.. بقيت مصر التى عليها الأمل .. إن سقطت.. انتهت دولة الإسلام.. المماليك فى صراع فيما بينهم .. كراسى الحكم تغرى عيونهم.. العامة غارقون فى خرافات المبتدعة من الصوفية.. المذاهب الباطنية تروج أفكارا تخون الوطن كما خانت الدين و تميت روح المقاومة عند العامة و تروج أفكار الاستسلام و الخنوع.. لذلك وجبت الوقفة الشديدة من بن تيمية لتخليص الناس من بدع الصوفية حماية للدين و دفعا للتحرك لمقاومة العدو و وجب تأصيل العمل السياسى بشكل شرعى حثا للمماليك على القيام بمسئولياتهم .. فجاهر برأيه و حارب مبتدعة الصوفية متشددا فى تحريم الطقوس و وسائل العبادة التى ما أنزل الله بها من سلطان.. ألف كتاب "السياسة الشرعية فى أحوال الراعى و الرعية"..ألف فى نقد و نقض المنطق الأرسطى حفاظا على الهوية الإسلامية من الوافدات الفكرية الضارة.. فهو لما تكلم فى المنطق الأرسطى .. كان على علم و تمكن به و لما تكلم فى السياسة كان قد خبرها و لما تكلم فى انحراف المتصوفة كان على علم بالتصوف الحق و التصوف الباطل.. فكان نعم المجتهد المجدد هو و تلميذه بن القيم
ا
نأتى للشيخ محمد بن عبد الوهاب(1115-1206هـ=1703-1792م)..نشأ فى بيئة بدوية بسيطة و كان سليل أسرة من الفقهاء.. نظر بن عبد الوهاب لأحوال الناس فوجدهم يتخذون وسائطا بينهم و بين الله و يستغيثون بها و يتوسلون بالمقابر و الرموز.. كما وجد البدع فى العبادات .. فكان طبيعيا أن يوجه كل طاقته لخدمة "التوحيد" و ذلك يتضح فى كتابه الشهير "كتاب التوحيد" و الذى تناول فيه قضايا و مسائل بعينها تمس التوحيد بعيدا عن الطرق المعتادة من العلماء السابقين فى التعرض لأصل "التوحيد" بالشرح و الإثبات.. فقد كان ذلك الأسلوب المعتمد على ذكر قضايا بعينها هو الأنسب للبيئة البدوية البسيطة التى نشأ و جاهد و مات فيها.. و عندما نركز على قضيته الكبرى و هى تصحيح العقيدة و تصحيح العبادات نجدها متشابهة إلى حد كبير مع اجتهادات أحمد بن حنبل و بن تيمية و بن القيم و ذلك لتشابه و الأمراض و الأعراض فتشابهت العلاجات و الفتاوى.. فتعانقت فتاوى بن عبد الوهاب مع فتاوى بن حنبل و بن تيمية و بن القيم نتيجة لتشابه الظروف فظن الناس أن هذه الفتاوى صالحة لكل وقت فعمموها و أصبحت محل تقديس من غالبية أهل التيار السلفى
ا
المطلوب
فوجب لكل داعية أن يعى تماما كل الظروف التى أحاطت بكل عالم و مجتهد ليدرك أن "فقه الواقع" فرض على أصحابه فتاوى معينة فى ظروف معينة .. فكما يقول الأستاذ فهمى هويدى أن "علم الفقه هو من صناعة التاريخ".. فإن اجترار هذه الفتاوى القديمة التى كانت أنسب ما تكون لعصرها لكى تطبق على عصرنا هو أمر غير سليم .. و الطواف حول هؤلاء العلماء و تبنى آرائهم و محاولة قولبة الواقع ليلائم تلك الفتاوى فذلك هو الخطأ الكبير
ا
و لكن للأسف.. نجد الكثير من دعاة التيار السلفى حاليا يتتبعون فتاوى الإمام أحمد بن حنبل و شيخ الإسلام بن تيمية و بن القيم و بن عبد الوهاب شبرا بشبر و ذراعا بذراع ضاربين عرض الحائط بظروف كل عالم .. فنأخذ هؤلاء النماذج الخمسة على سبيل المثال
ا
أولا: تحريم علم الكلام فى زمننا الحالى اقتداءا بالإمام أحمد (و كأن الإمام أبا حنيفة غير موجود) فى حين نحن الآن أحوج ما نكون لأن نصيغ أمور الأصول خاصة التوحيد و النبوة و اليوم الآخر فى صيغ عقلية علمية لمواجهة تيارات المادية و الإلحاد (علم الكلام ظهر أصلا للرد على الزنادقة و الملحدين) .. بل و نجد من الدعاة أقوالا عن علم الفلسفة بأنها "فلس" و "سفه" و رفض علم المنطق رفضا تاما اتباعا لابن تيمية (الذى رفض المنطق الأرسطى فقط) .. ناسين أن علوم الفلسفة و المنطق تطورت تطورا شديدا على مدار القرون السابقة .. فهناك فلسفة البيئة و فلسفة العلوم و الفلسفة المادية و الفلسفة السياسية و الفلسفة اليونانية و الفلسفة الإسلامية و الفلسفة المسيحية و الفلسفة اليهودية و فلسفة اللغة و فلسفة الجمال و فلسفة التصوف و الكثير و الكثير.. منها الصالح و منها الطالح.. و هناك المنطق الأرسطى الذى قد لا يصلح لأمور الشرع فهو يصلح مع غيره إلى جانب أن هناك المنطق الرياضى و منطق القياس و غيره الكثير
فعلم الكلام هو علم التوحيد و الصفات .. و هو علم أصول الدين .. و هو علم النظر و الاستدلال.. فهو العلم الذى يقتدر معه إثبات الحقائق الدينية بإيراد الحجج عليها و دفع الشبه عنها...و الفلسفة هى علم دراسة مناهج التفكير .. أما المنطق فهو مجموعة القواعد التى تمنع من الزلل و الخطأ فى التفكير .. فيأتى أحدهم ليقول لى أن علم الكلام حرام وأن علم الفلسفة "فلس"و"سفه" و علم المنطق ضرره أكثر من نفعه ... فهذا الرجل يعيش خارج سياق التاريخ .. فكيف أذهب إليه لأستفتيه فى أمر من أمور الحياة ؟؟ .. أنظروا إلى هذا المقال الذى جمع صاحبه فيه علم الكلام (الفقه الأكبر) و الفلسفة (أم العلوم) مع السحر و التنجيم
ا
ثانيا: كذلك نجد شائعا بين رجال التيار السلفى الحالى ذم الأشاعرة و الماتريدية و وصفهم بالبدعة استحضارا للصراع الذى كان موجودا بين أهل الحديث (مدرسة الإمام أحمد بن حنبل) و بين الأشاعرة آخذين الأمر بظاهره و ناسين أن كبار علماء و أئمة أهل السنة و الجماعة هم من الأشاعرة و الماتريدية و أن ذلك الصراع كان فى بداية تبلور الأفكار و المفاهيم و شيوع سوء التفاهم و التحيز للآراء فى جو كانت السلطة السياسية طرفا فى إذكاء الصراع .. أما فرض ذلك الصراع القديم على أيامنا هذه اعتمادا على الشاذ من الآراء فهو أمر لا يعقل و إنما هو دليل تعصب و تحيز دون فهم و روية و تكون من نتائجه اتهام أئمة كبار بأنهم مبتدعة من أمثال حجة الإسلام أبى حامد الغزالى الشافعى الفقه الأشعرى الكلام و الإمام الحافظ بن حجر العسقلانى الشافعى الفقه الأشعرى الكلام و الإمام الحافظ النووى الشافعى الفقه الأشعرى الكلام و غيرهم الكثير كما نستنتج من هذه الصفحة
ا
ثالثا: و نجد عند السلفيين دائما الذم و القدح لأهل التصوف فكما يقال بالعامية "شيلة واحدة" دون التفريق بين التصوف الحق و التصوف الباطل كما كان شائعا عن الامام بن تيمية فى حين أن الإمام بن تيمية كان يستعين بالكثير من أقوال و آراء كبار أهل التصوف الحق فى زمانه و سابقيه .. و لكن هذا أمر لا يراه أهل السلف الحاليون أو ربما رأوه و أسقطوه .. و ربما الكثير من التحامل و فقدان الموضوعية كما نجد فى هذا المقال
ا
رابعا: التعامل مع الأحزاب السياسية و كأنها وسيلة من وسائل التفرقة بين نسيج الأمة بل و التعامل مع التحزب السياسى كأنه الاختلاف المذموم اعتمادا على أنه لم تكن هناك أحزاب على عهد رسول الله .. و بقولبة أزمة الأمة الحالية فى قالب أزمة العقيدة (كما كانت على عهد بن عبد الوهاب فى الجزيرة العربية) فإن الأحزاب السياسية هى وسيلة من وسائل الاختلاف و لا فرق (فى رأى أحد الدعاة السلفيين) بين الاختلاف فى الأصول و أركان الدين و بين الاختلاف فى الفروع.. هذا اختصارا ما نجده فى كتاب بعنوان "الأحزاب السياسية فى الإسلام" لصفى الرحمن المباركفورى صاحب كتاب "الرحيق المختوم" الشهير .. طبعا أن نساوى أمور السياسة (و هى من الفروع) بأمور العقائد (الأصول) لهو وضع يهدد المخالفين فى الرأى فيه بفساد العقيدة .. و ياليت أصحاب هذا الرأى تذكروا مقولة بن عقيل الحنبلى بأن السياسة هى ليست ما جاء به الشرع فقط .. بل هى ما لم يخالف الشرع.. فاتحا بذلك الباب أمام الابتكار و التجديد دون خوف من تفسيق أو تكفير
ا
خامسا: ذم الديموقراطية على اعتبار أنها وافد غربى هدام ليكون بديلا للشورى الإسلامية ..و اختصارا .. هذه مقارنة غير ممكنة .. فالشورى تعد مبدأ .. أما الديموقراطية فتعد وسيلة .. و المقارن بينهما كالمقارن بين درجة حرارة و قطعة قماش.. لا وجه للمقارنة بينهما .. و إنما يمكن أن نقول أن الوسيلة (الديموقراطية) يمكن أن تتشكل لتحقيق المبدأ (الشورى) .. هذا بمنتهى الاختصار
ا
النتيجة
نجد صياغة كل مشاكل الأمة الإسلامية الحالية فى قالب "العقيدة" تماما كما فعل الشيخ بن عبد الوهاب و نجد الكثير من الأتباع و المريدين يرددون عبارات مثل "تصحيح العقيدة" .."أقوال تخالف العقيدة" .. "نتعلم العقيدة الحقة أولا"(و كأننا فى ضلال مبين).."الابتداع فى الدين" و ذلك أثناء مناقشة أصغر القضايا (كالحث على تقصير الثوب مثلا أو استعمال السواك) و كأن أزمتنا الحالية هى أزمة عقيدة و أن الناس صاروا يعبدون مع الله آلهة أخرى بتركهم تقصير الثوب أو عدم استعمال السواك .. فى حين أن أزمة الأمة الحالية ليست أزمة "عقيدة" .. بل فى رأيى أنها أزمة تطبيق "شريعة" و تحلى بالـ"أخلاق" هذا إن تذكرنا أن الإسلام هو (1)عقيدة و (2)شريعة و (3)أخلاق
ا
هذا التعامل الظاهرى مع الأمور و القضايا فى رأيى هو سمة واضحة عند الكثير من دعاة السلفية الحاليين كأن يصنف أحدهم كتابا كاملا فى وجوب إطلاق اللحية و هو أمر فرعى (و لا أقلل من أمر إطلاق اللحية) فإننا لا نجد مؤلفا كاملا مثلا للإمام أحمد أو حتى لابن حزم الظاهرى فى مثل ذلك الأمر أو ما شابهه.. بل يا ليتنا نجد من أهل التيار السلفى كتبا توضح لنا أسباب ذم فلسفة البيئة مثلا .. أوالتأثير السىء لمنطق "القياس" على الشريعة ممن فهم الفلسفة و استوعبها و ممن أجاد المنطق و خبره .. بل أصبح التعامل "بظاهرية" مع الأمور صفة انتقلت إلى غالبية مريدى هؤلاء الدعاة و ذلك يتضح من طبيعة الأسئلة الفقهية التى يستفتى فيها هؤلاء المريدون ما بين حكم قراءة الروايات البوليسية .. أو حكم الشرع فى الكلب الذى ينبح أثناء آذان الفجر.. و نجد الغيرة و الحمية و الحماس (و هى أشياء مطلوبة) من هؤلاء المريدين بل و من بعض الدعاة و الكتاب على ما هو شكلى و فرعى مستهلكين فيها غالب أوقاتهم و طاقاتهم و فى التذكير بما هو معروف و فى تكرار ما هو مسلم به مشغولين بطرق قولبة الواقع الحالى فى قوالب الماضى لتحقيق فتاوى كانت مناسبة فى حينها و لكنها حاليا عفى عليها الزمن

Tuesday, October 16, 2007

حوار مع شيخ المدونين

تقريبا لا نجد موضوعا فى مدونة إلا و له عليه تعليق.. إما بإضافة قيمة .. أو بتوضيح يزيل الغموض .. أو بدعاء بالخير .. أو بإلقاء للسلام.. و فى الغالب يكون من أول المعلقين
أما بالنسبة لمدوناته .. فموضاعاتها تقريبا تغطى شتى نواحى الحياة
إنه شيخ المدونين .. المهندس عصفور المدينة

فمنذ عدة أيام كنا نتحدث عنه أنا و أخى الباحث عن الحقيقة فنحن بالفعل معجبون به و بشخصيته .. فاقترح أخى الباحث أن نجرى معه حوارا يكون كاشفا لنا عن فكره و منهجه بشكل مباشر ..للصراحة.. كنت متوجسا أن يرفض إجراء الحوار و لكن أخى الباحث طمأننى أنه سيوافق بإذن الله .. و بالفعل قمنا بإعداد مجموعة أسئلة و توجهنا بها إليه .. فما وجدناه إلا أن رحب بالحوار جدا و ما هى إلا أياما معدودات و قد أرسل إلينا أجوبته على ما سألناه .. فها هو الحوار الذى أجريناه معه بكامل تفاصيله

كلامه سيكون باللون الأحمر .. أما أسئلتنا ستكون باللون الأزرق .. و ها هى ردوده التى استهلها بمقدمة توضيحية كما أرسلها إلينا


بداية أحب أحيي قناة الكاشفة وقناة الكاشفة شوب على الاهتمام وحسن الظن وأيضا إتاحة هذه الفرصة لعرض نموذج رائع نقدمه سويا عصفور المدينة والباحث عن الحقيقة وبن حجر
مما قد يسمى بنموذج الأصدقاء اللدودين نموذج نقدمه للخلاف وأدب الاختلاف والوصول لنقاط مشتركة والاشتراك في الهدف فيما أحسب والله من وراء القصد كل ذلك مع اختلاف في وجهات نظر كثيرة هي ترجع في النهاية لعدد محدود ومعروف مسبقا من المواضيع
يعني كل موضوع هم ينزلوه لازم أكون أنا معترض عليه أو على الأقل على نسبة 50% منه وبعدين نتناقش ونفضل نرد لحد ما نوصل إلى نقاط التقاء كثيرة كل ذلك مع التزام بالحب والأدب والنزاهة في الحوار والبعد عن الحيدة واستخدام الجدل العقيم فالحمد لله الذي هدانا لهذا وخاصة أن هذه الحوارات التي تدور بيننا أستخدمها في أحيان كثيرة كواقع عملي لإيضاح لإخواني بل وأولادي كيف يدار هكذا حوار وساعدني على ذلك أنهم هم أنفسهم يلتزمون نفس أساليب الحوار الراقية فجزاهم الله خيرا .
نبدأ في أسئلة مايشبه التاج
ابن حجر يسأل ..والاستاذ عصفور المدينة يجيب


الكثير من المدونين هم مهندسون أو من ذوى التخصصات العملية.. هل تعتقد أن هذه ظاهرة أم مجرد مصادفة ؟؟
أولا بخصوص التدوين هو غالبا التخصصات العلمية تكون أقرب للحساب الآلي واستخدامه وربما يكون متاحا لهم وقتا أكبر واعتماد جزء من العمل عليه في كثير من الحالات
ثانيا المهندسون وأصحاب المهن العملية غالبا احتكاكاتهم كبيرة ولديهم ما يكتبونه ولديهم آراء فيما يحدث حولهم

هل بدأت فى تحصيل العلم الشرعى منذ زمن طويل؟؟
الحمد لله منذ طفولتي متوفر لدي مكتبة فيها كثير من أمهات الكتب ولكن البداية النمطية كانت في عام 1988

و ما هى المحطات الهامة التى مررت عليها؟؟
إيه الحديث ذو شجون والمشكلة أنه لا يمكن الخوض كثيرا في تفاصيله
ا- اذاعة القرآن الكريم محطة تعلمت منها القراءة الصحيحة للقرآن في سن صغير جدا كنت أفتح المصحف وأقرأ وأقلد الشيخ الذي يقرأ بالساعات وكانت هذه هواية عندي
ب- مختصر صحيح مسلم أحببته في سن الرابعة عشر من عمري وكنت أقرأ فيه كثيرا
ج- تعرفي على السلفيين في سن الثالثة عشر محطة
د- مرحلة اللهو والتشتت من سن السادسة عشر وحتى سن الواحدة والعشرين محطة ومحطة هامة جدا وفيها محبتي للغة العربية والشعر والأدب العربي والغربي وكتابتي للشعر والقصص القصيرة وطموحي أن أكون أديبا كبيرا
هـ- جامعة الإسكندرية والمدينة الجامعية محطة تربوية وعلمية هامة جدا فيها فيها مشايخ الدعوة السلفية في الإسكندرية
و- مرحلة قصيرة لمحاولة الالتزام والمقارنة بين الإخوان والسلفيين وقراءة كتب الشيخ سيد قطب ومن ثم العودة إلى اختيار النهج السلفي
ز- المدرسة السلفية بمدينتا محطة درسنا فيها العديد من العلوم بشكل منهجي ومتنوع في التخصصات بل ودراسة المواضيع الفكرية وأضف إلى ذلك وجود الاختبارات
ح- حفظ القرآن الكريم وقد حفظته على ثلاث سنوات كنت أحفظ في الأجازة الصيفية وأراجع في الدراسة
ط- إعجابي الشديد بمذهب الإمام بن حزم الظاهري والذي عدلت عنه فيما بعد
ى- شيخ الإسلام بن تيمية ومجموع فتاويه محطة هامة
ك- السفر للسعودية محطة فيها تفاصيل كثيرة من أبرزها الشيخ سلمان العودة حفظه الله وما أثره في شخصيتي وفكري بشكل كبير وفيها أيضا العلامة بن عثيمين رحمه الله على ما حضرت له من دروس وأيضا ما ذاكرت من أشرطته وسلاسله العلمية .
ل- المرحلة الحالية هي اهتمامات فكرية وبحثية أكثر منها دراسة منهجية.

و هل هناك نموذج ما دائما ما تتمثله فى مخيلتك أثناء رحلتك فى تحصيل العلم؟؟
الشيخ ياسر برهامي حفظه الله والشيخ سلمان العودة حفظه الله


بالتأكيد هناك مسألة فقهية أثارت دهشتك.. ما هى يا ترى؟؟ و ماذا كان رد فعلك حين استوعبتها بالكامل ؟؟
حقيقة لا أتذكر مثالا كهذا ولكن ما عرفته ومن خلال تخصصي أن الفقه واصوله أقرب ما يكون إلى الهندسة وأن الأحكام تسير في تناغم شديد وتناسق مع قواعد المنطق بل ربما تكون المسألة واضح الحكم فيها قبل أن تقرأ تفاصيل تحريرها وخاصة إذا تشربت بروح النصوص ومقاصد الشريعة والاعتبار بالأشياء على نظائرها
ربما أذكر أن تفاصيل الإيمان بالقضاء والقدر وشرح أركانه كان من المسائل الهامة التي احتاجت إلى فهم عميق وإن كانت ليست مسألة فقهية ولكنها احتاجت إلى شرح كبير وفهم جميع الأدلة والتوافق بينها

ما هى أكثر السلبيات التى تنتقدها على الدعاة و الشيوخ الحاليين سواء فى مواضيع الدعوة أو فى أسلوب الدعوة ؟؟
طبعا وكنوع من العصبية سأذكر هذين البيتين
أقِلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم إِن بنوا أحسنوا البِنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
الحقيقة أخي لا نستطيع أن ننكر الحواجز الأمنية والعوائق البيئية ولكن سأذكر من وجهة نظري
- بعض المشايخ لا يغطون مواضيع متنوعة وجوانب الحياة شاملة – ولكن التخصصية مطلوبة ويكفينا أن في الأمة من يعوض ذلك النقص وهذه نقطة طويلة جدا وهامة جدا.
- الدعاة السلفيون لا يقدمون أنفسهم بذلك الشكل (الكاريزمي) الذي يحقق الرواج لأفكارهم أقول للأسف أن هذا معيار قبول لدى كثير من الشباب وإن كان هذا فيه بعض المحاذير الشرعية ولكن للأسف مطلوب
- بعض الآراء في الأحداث السياسية تخرج قبل أوانها أحيانا وذلك لأن الرأي الشرعي فيها يكون واضحا وصحيحا وبالرغم من ذلك فأحيانا يكون هناك اعتبارات سياسية يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهذه النقطة أصحبت نادرة حاليا

فى رأيك.. هل هناك بالفعل "صحوة" كما نسمع كثيرا ؟؟ و ما مظاهر هذه الصحوة ؟؟
كتبت في هذا الموضو تدوينة اسمها
يانصيب الصحوة منطلقا من مقارنة أوضاع كنت أشاهدها في صغري وواقعنا الآن ووصلت إلى أنه
فيه صحوة؟ ......نعم فيه صحوة.....والله متم نوره ولو كره الكافرون ...المهم صحوتي أنا وصحوتك أنت ويقظة قلبي أنا ويقظة قلبك أنت ..أين أنا وأين أنت من هذه الصحوة...اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.....اللهم جدد الإيمان في قلوبنا.
ولكن لابد أن تقاس هذه الصحوة بمقياس الوعي وانسجام العمل مع العلم وليس وببعض الشعائر الظاهرة وسوف أكتب إن شاء الله بعنوان يعني إيه ملتزم
أما مظاهر الصحوة فمن وجهة نظري فأهم مظهر هو وجود الدين في حياة الناس في معاييرهم في الاختيار والتقييم وقياس الأمور ووعي الناس بهويتهم الإسلامية
أما السلبية أو القصور في ذلك فكما قلت عدم الوعي بشمولية هذا الالتزام وجوانبه والاقتصار أحيانا على بعض الشعائر المسكنة
أما المظاهر أو المؤشرات فإن بعض التقارير تأخذ كمقياس تحية الناس واستخدامهم السلام عليكم بدلا من أي تحية اخرى في البرامج التليفزيونية .. أعداد الذاهبين للعمرة .. أعمار الناس في المساجد.. انتشار الحجاب

السلفية.. تيار له ثقله و وجوده فى الشارع المصرى و العربى..الكثير من الدعاة و الشيوخ يتحدثون و يفصلون أركان هذا التيار.. فما هى أهم أركانه من وجهة نظرك؟؟
يعني انت مش عارف؟
http://www.salafvoice.com/article.php?a=32
وانقل هنا قول العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله
فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم : فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء .
وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً ، وقولاً ، وعملاً ، واختلافاً ، واتفاقاً ، وتراحماً ، وتوادّاً ، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر " ، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة . "

هل تعتقد سيدى العزيز أن هؤلاء الدعاة يقومون بواجبهم كما يجب لخدمة الدعوة السلفية.. أم لديك ملاحظات عليهم ؟؟
طبعا يقومون وجزاهم الله خيرا ولكن كما قلت العوائق كثيرة ومن أهمها إلى جانب ما تعلم تعدد المنظور السلفي وعدم توحد جهته أي لا يوجد جماعة اسمها الجماعة السلفية يعني في النهاية نحن نتكلم بالدرجة الأولى عن فكر ودعوة وليس عن جماعة


انتهى هنا كلام أستاذنا عصفور المدينة .. شكرا لك أستاذنا العزيز .. فكم نحن سعداء أن استكشفنا جوانب من شخصيتك و حياتك لم تتطرق إليها "التاجات" التى وجهت لك من قبل
--------------------
تحديث: إن أخى "الباحث عن الحقيقة" هو الذى أطلق لقب "شيخ المدونين" على الأستاذ عصفور المدينة و ذلك فى إحدى المناقشات على "الصحيفة الكاشفة" .. و للصراحة شعرت أن اللقب خرج طبيعيا سلسا و مناسبا.. فآثرنا أن يكون عنوان الموضوع شاملا لهذا اللقب

Friday, October 12, 2007

كل سنة و كل المسلمين بخير

السلام عليكم يا جماعة



تقبل الله منكم الشهر الفضيل



و كل عام و أنت بخير بمناسبة عيد الفطر





و بالمناسبة دى إنتم معزومين عندنا فى مدونة استراحة الكاشفة على طبق كحك معمول عمولة عشان خاطر أجدع مدونين فيكى يا بلد







آه .. نسيت أقول إن كل واحد فيكم ليه كحكة واحدة بس .. و اللى عايز كحك زيادة يدفع بقى لكل كحكة زيادة.. معلش يا جماعة .. أصل مصاريف التدوين زادت اليومين دول




و يا سلام لو تطلبوا كام طلب كدة من القائمة اللى هاتلاقوها هناك .. أهو تنفعونا برده
و أشوفكم هناك بقى
سلام يا جماعة

Wednesday, October 3, 2007

العشر الاواخر من رمضان



عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) رواه البخاري ومسلم وزاد مسلم وجَد وشد مئزره

قال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) الفرقان 63

يقول الامام الشافعي
اليك الـه الخلـق أرفـع رغبتــي..... وان كنت ياذا المن والجـود مجرمـــــا

ولما قسا قلبـى وضاقـت مذاهبــى...... جعلت الرجا منـى لعفـوك سلمـــــا

تعاظمنـى ذنبــى فلـمـا قــــرنـتـه...... بعفوك ربى كان عفـوك أعظمــــا

ومازلت ذا عفو عن الذنب لم تزل....... تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـــــــا

ولـولاك مايقـوى بأبليـس عابــــد.......وكيف وقد أغـوى صفيــك آدمــــــا

فيــــا ليت شعري هل أصير لجنـــة.. أهنـــــــا ؟ و أما للســعير فـأنــدمــــا

فلله درّ العــــــــــارف النـــدب أنه... تفيض لفرط الوجـــــــــــد أجفانه دما

يقيــــــم إذا ما الليل مــــد ظـــلامه..... على نفسه من شدة الخـوف مأتمـــا

فصيحـــا إذا ما كــان في ذكر ربّـه.... وفيما سواه في الورى كـان أعجمـــا

و يذكـــر أياما مضت من شبــــابه..... وما كــــــان فيها بالجهالة أجــــرما

فصار قرين الهم طـــول نهــــــاره .... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمــا

يقــول حبيبي أنت ســؤلي و بغيتي.... كفى بك للراجين سـؤلا و مغنــــــما

ألست الـــــذي غــذيتني وهــديتني.... ولا زلــــت منّانــــــا عليّ ومنعـــــما

عسى من له الإحسان يغفر زلتي .... ويستــــر أوزاري وما قـــد تقــــــدما

تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشـــــــعا.....و لولا الرضا ما كنت يارب منعـــمــا

و إن تعف عني تعف عن متمرد........ ظلوم غشوم قاسي القلب مجــــرمـا

فـــــــــإن تنتقم مني فلست بآيس....... و لو أدخلوا نفسي بجـــــــرم جهنـما

فجرمي عظيم من قــــديم وحادث..... و عفوك يأتي العبـــــد أعلى وأجسما

وفـي القلب إشراق المحب بوصله..... إذا قارب البشرى وجــاز الى الحمى
حـواليّ إناس من الله وحــــــــــده ...... يطالعني في ظلمة القبــر أنجـــــما

أصون ودادي أن يدنسه الهوى........... وأحفــــظ عهـــد الحب أن يتثــــلما

ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى.... تلاحق خطـــوي نشـــــوة وترنــــــما

و من يعتصم بالله يسلم من الورى..... و من يرجه هيهـــات أن يتنــــــــدما

Wednesday, September 26, 2007

الافتاء من كتب الحديث

الافتاء من كتب الحديث
مع توافر كتب الاحاديث الصحاح والسنن وجدنا هؤلاء الذين يفتون انفسهم وغيرهم من خلالها وذلك اما لانه يرى انه بذلك يتقرب الى الله اكثر باتباع سنة رسوله او لانه من هؤلاء الذين يرفضون فتاوى رجال الازهر ودار الافتاء باعتبار ان المؤسسات الدينية فى مصر اصابتها شبهة مهادنة السلطان وانه تم تسييسها لصالح الحكومه لذلك فانه يرى ان يفتى من كتب الحديث الصحاح وكتب السنن المشهوره باعتبار انها أصح الكتب بعد كتاب الله
فما مدى جواز ذلك؟
وجدت وأنا اقرأ فى ادب الفتوى لابن الصلاح الشهرزورى – تحقيق د. رفعت فوزى عبد المطلب انه قد ذكر فى الهامش عند التعليق على هل يجوز الفتيا من كتاب موثوق انه توجد مسأله شبيهه عند ابن القيم وهى (الافتاء من كتب الحديث) ( اعلام الموقعين : 4/234-236) وملخصها التالى
اذا كان عند الرجل الصحيحان أو احدهما أو كتاب من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم موثوق بما فيه فهل له أن يفتى بما يجده فيه؟

رأى المانعين
ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخا أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما يدل عليه أو يكون أمر ندب فيفهم منه الايجاب أو يكون عاما له مخصص أو مطلقا له مقيد , فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسأل اهل الفقه والفتيا

رأى المجوّزين
بل له أن يعمل به , ويفتى به , بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون اذا بلغهم الحديث بادروا الى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول احد منهم : هل عمل بهذا فلان أو فلان ؟ وإلا كان عمل فلان بها او قول فلان معيارا على السنن وشرطا فى العمل بها
وقالوا : والنسخ الواقع فى الاحاديث الذى اجمعت عليه الامه لا يبلغ عشرة احاديث ألبته ولا شطرها , فتقدير وقوع الخطأ فى فهم كلام المعصوم (النبى صلى الله عليه وسلم) أقل بكثير من وقوع الخطأ فى فهم كلام الفقيه المعين ( الذى يقول القول ويرجع عنه ويحكى عنه فى المسألة الواحده عدة اقوال) ويجوز عليه التناقض والاختلاف

القول الفصل
فأن كانت دلالة الحديث ظاهرة بينة لا يحتمل غير المراد فله ان يعمل به وان كانت دلالته خفيه لا يتبين المراد منها لم يجز له ان يعمل ولا يفتى بما يتوهمه حتى يسأل ويطلب بيان الحديث ووجهه .
انتهى

وعندى فى هذه المسألة رأى ووجهة نظر كالتالى
اولا يجب التفرقه بين الاحاديث الواردة فى العبادات وبين الاحاديث الورادة فى المعاملات فالاولى يجوز الافتاء بظاهرها اذا كانت ظاهرة الدلاله ولا تحتمل غير المراد منها , اما الثانية وهى الواردة فى معاملات الناس واحوالهم فهذه وان كانت ظاهره فإنها تحتاج دائما الى سؤال فقيه أو مفتى عالم وذلك لان هذا النوع يكون دائما معلول بعلة معلومه وظاهره مدارها هو تحقيق مصالح الناس وفى ذلك يتم مراعاة احوالهم واعرافهم وما جرت عليه العادة , بخلاف احاديث العبادات التى لا تكون معلولة بعلة او لا تحتاج الى البحث فى علتها وكذلك احاديث مكارم الاخلاق
والدليل على ما ذهبنا إليه , هو ان الفقهاء ينظرون الى احاديث الكتب الصحيحة والسنن انها احاديث فى مجملها اخبار آحاد وبالتالى فالعمل بما جاء فيها من احكام له شروط
فعند ابى حنيفة من بين ما يشترط ألا تخالف القياس فرفض حديث المصراه وقاس حرية المرأة فى تزويج نفسها على حريتها بالتصرف فى اموالها وعند مالك يشترط ان توافق عمل اهل المدينة فليس من مذهبه ركعتين قبل المغرب كما جاء بالصحيح ولا رفع اليدين عند الركوع او الرفع منه لان ذلك يخالف عمل اهل المدينة والشافعى اشترط صحة السند واتصاله اما احمد فيقدم العمل بالحديث مطلقا متى صح سنده وان لم يتصل كما فى الحديث المرسل
لذلك رأينا فى الفقه مسائل على غير ما جاء فى كتب الصحيح مثل اجازة ان تخرج المرأة من بيتها بغير محرم اذا أمنت الطريق واجازه خروج المرأة للحج دون محرم اذا كانت بصحبة آمنه
ثانيا : هناك محاذير فى ان يفتى من كتب الحديث وذلك بشروط يجب توافرها , منها على سبيل المثال
العلم باللغة والنحو والبلاغة
العلم بالعرف إذ يشترط فى المفتى العلم باعراف البلد الذى منه السائل فالعرف ناسخ للنص ومخصص لعامه وفى هذا يقول الامام القرافى فى كتاب الاحكام ( ينبغى للمفتى اذا ورد عليه مستفتى لا يعلم انه من اهل المذهب الذى منه المفتى وموضع الفتيا ( موطن المستفتى ) فلا يفتيه بما عادته يفتى به حتى يسأله عن بلده وهل حدث لهم عرف فى ذلك البلد فى هذا اللفظ اللغوى أم لا؟ وهذا امر متعين واجب لا يختلف فيه العلماء وأن العادتين متى كانا فى بلدين ليستا سواء أن حكمهما ليس سواء, إنما اختلف العلماء فى العرف واللغة , هل يقدم العرف على اللغة أم لا ؟ والصحيح تقديمه لانه ناسخ مقدم على المنسوخ ) الاحكام ص 117-118
ان يكون من يفتى من كتب الحديث عالم بالفرق بين العام والخاص ومتى يكون الامر للوجوب ومتى يفيد الندب , فالحديث قد تكون دلالته ظاهره ولكنه بلفظ عام له مخصص او امر يعنى الوجوب بينما هو يفيد الندب وبالتالى لا يأثم هنا تاركه
ان يجيد القياس وان تكون له معرفة باحوال الناس حتى يمكنه استنباط العلل وتنقيحها وذلك لاننا فى عصر تشابكت فيه المسائل واختلطت واصبحت اكثر تعقيدا مما كانت تبدو عليه
واعتقد مع كل هذا فالافضل -ان نعطى العيش الى خبازه- فكما يقول تعالى : فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
وما ذلك إلا لانه الاولى ان نحتاط لديننا ولانفسنا من الفتوى واطلاق الاحكام وانزالها على المسائل بغير علم يؤهل من يفعل ذلك الى الفتوى من كتب الحديث مباشرة فاذا سئل سائل واذا وجدت حديثا ظاهر الدلالة فى فعل كذا نقول له افعل اذا كانت المسألة فى سنن العبادات او السنن المشهوره مثل السواك وغيرها اما اذا كان فى مسألة تحتاج الى حكم شرعى و ملحه وعاجله فلك ذلك بشرط ان تعود للسؤال للتأكد لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما شفاء العى السؤال
رغم اننا فى عصر يمكنه رفع سماعة الهاتف والاتصال بدار الافتاء او حتى سؤال شيخ المسجد وما اكثر ذلك ..دعونا نحتاط لديننا فليست الفتوى متاحه فى مصالح الناس واحوالهم لكل من هب ودب

Wednesday, September 19, 2007

عشر آيات .. من كتاب الله الكريم


عشر آيات .. من كتاب الله الكريم .. أتوجه بها إلى عشرة أنواع من الناس .. فأرجو من الله العون و التوفيق

:

:

الأولى: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ

الآية 206 البقرة

بعد استئذان أخى الباحث فى الاستعانة بكلماته فإنى أوجهها إلى أصحاب السوط

:

:
الثانية: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
الآية 85 الإسراء
إلى الماديين اللادينيين
:

:
الثالثة: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
الآية 30 الفرقان
إلى كل مسلم
:

:
الرابعة: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
الآيتان 8 و 9 الممتحنة
إلى من يقولون أنه لا وطنية فى الإسلام و من يقولون أن من يجاهد فى سبيل وطنه لا يكون فى سبيل الله
:

:
الخامسة: فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
الآية 6 الحجرات
إلى مدعيى الموضوعية و من يسارعون فيتهمون من يختلفون معهم فى الرأى بالسفسطة و بث الفرقة و إن استعنا بكلمة أخى الباحث فإن هذه الآية موجهة إلى أصحاب الصوت

:
:

السادسة: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
الآيتان 2 و 3 الطلاق
إلى كل صاحب هم و كرب

:
:
السابعة: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
الآية 21 الحشر
إلى نوعين من الناس
إلى من يمتلكون قلوبا قاسية
و إلى من يحاذرون من إعمال عقولهم

:
:
الثامنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
الآية 8 المائدة
إلى كل من تقدم ليقول كلمة حق

:
:
التاسعة: إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
الآية 88 هود
إلى نفسى

:
:

العاشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ

سورة الإخلاص.. ثلث القرآن .. أتوجه بها إلى كل الناس