اللهم ارحم اختنا المدونة -هدى عبد الله -بهلولة
___________________________
مقدمة
إن الدين عند الله الاسلام
الاسلام دين الحب
يقول تعالى "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" اى "ليحبون"هكذا اقرأها - افهمها- فالله خلقنا ويريد منا ان نحبه ان نقبل عليه بقلوبنا فالله ليس فقيرا الى عبادتنا وإلا لقهرنا عليها مجبورين غير مختارين ..ولكنه سبحانه ترك لنا حرية الاختيار لانه ريد منا اقبال القلوب لا القوالب
قد يسأل احد كيف اتحدث عن الحب بين العبد والسيد انما المفروض ان يكون الحديث عن الخضوع
اقول - اخى الفاضل- بل لو تأملت قليلا ستجد ان الله استخدم هذا الوصف ايضا للعلاقة بين العبد وربه حين قال " قل ان كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله" وقال تعالى "والذين امنوا اشد حبا لله "..فرق اخى الحبيب بين طاعة المُحِب وطاعة العبد ..العبد يطيع سيده على غضاضة ويود لو لا يطيعه بينما المُحِب يجد سعادته فى طاعة من يحبه وفى السعى فى مرضاته
....................................
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -رسول الله
رجل مدحه ربه "وانك لعلى خلق عظيم" اية تجعلنا نرغب فى اتباعه والاقتداء به - رجل تحمل الايذاء والطرد والبعد عن الاهل , رجل خاصمه قومه وبعض اهله , رجل خير بين المال والسلطان وبين ان يبلغ رسالة ربه فاختار ان يبلغ رسالة ربه
عاش فقيرا ومات فقيرا
شتموه ..فعف لسانه عنهم
اذوه ..فكف يده عنهم
قاتلوه ..فأفتدى اسراهم ولم يقتلهم
ملكه الله رقابهم واظهره عليهم..قال اذهبوا فأنتم الطلقااااااااء
بالله عليكم أهذا رجل يُشتم ويُسب ويُسخر منه على صفحات جرائدهم ,اهذا رجل يقولون مدع وكاذب ومختلق لرسالته ..اى غرض يجعله يستمر فى رسالته بعد ان رفض السلطان ان لم يكن رسولا من عند الله حقا ..وهل يختلق محمدا قرآن يعاتبه لانه افتدى الاسير يوم بدر؟ ..قرآن يتهدده ويتوعده اشد الوعيد ان غيّر فيه او بدل ؟ قرآن يعاتبه فى اعمى ؟ هل يختلق كل هذا من عنده ؟ !!! مالكم كيف تحكمون ؟
تنكرون الفضل على محمد الذى اخذ الاموال من الاغنياء "الزكاة" واعطاها الفقراء -ولم يمس جوفه منها تمره - وتقدسون مفكروكم الذين لم تجر افكارهم على البشرية إلا الفقر والدمار والخراب يا انصار الشيوعية ويا انصار العولمة والرأسمالية
أشهد انك يا "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب "رسول الله حقا وصدقا
.........................................
شريعة الاسلام-1/ العبادات
هى معاملاتنا مع الله -فاحذر فإن الله مطلع على قلبك -لا حاجة لله فى رياءك او نفاقك ..ارح نفسك فلن يقبل عمل اشركت فيه غيره
ان شئت ان تعامل الله وحده فعامله وحده
ان العبادة هى الحوار المباشر الذى بيننا وبين الله -فإن كنت تحبه وتطيعه عن حب ورضا فأقبل عليه بقلبك يقبل عليك بما لا يسعه قلم ان يكتبه - فكما احببته يحبك ومثلما تسعى فى مرضاته يسعى هو فى مرضاتك فالمحب يسعى فى رضى من احبه
.......................................
شريعة الاسلام -2 / المعاملات
الاسلام نظام تستقيم به الحياة , فكان حقا ان يتلائم مع كل المتغيرات التى فى حياتنا حتى يستطيع ان يقومها وينظمها بحيث لا يجعل الحياة شاقة ولا يجعلنا نهمل النص بحجة تغير ظروف الحياة
لذلك لم يأت الاسلام بالاحكام التفصيلية فى امور الدنيا والتعامل بين الناس ولكنه ارسى قواعد العدالة ووضع المبادئ العامة ورسم الخطوط العريضة التى تضمن السلامة فى التعامل بين الناس ووضح لنا المحرمات والمحظورات على وجه التفصيل واباح لنا ما وراء ذلك
وفى هذا جاءت اجتهادات العلماء كل عالم يجتهد لينزل الحكم على الوقائع المتغيرة فى مجتمعه - لذلك تغيرت الفتاوى من مكان الى مكان ومن زمان الى زمان
......................................
شريعة الاسلام -3 / السياسة العامة
نعم الاسلام هو الحل ..هذا ما اراه واعتقده
ألم يكن رسول الله حاكم دولة ؟ يولى ويعزل ؟ ويعلن الحرب ويعقد المعاهدات والصلح؟
ألم يكن الخلفاء الراشدون حُكام دولة امتدت من الفرات ودجلة الى سبته وطنجة فى عهد عمر بن الخطاب
فكيف يقال ان الاسلام لا يصلح للسياسة ..وقد ظل حاكما عدة قرون حتى سقطت الخلافة الاسلامية العثمانية
ان القول ان الاسلام لا يصلح للسياسة هو ادعاء باطل يردده من اتبع الطاغوت او اُغلِف قلبه عن الحق وذكر الله
وانا اسألهم ماذا فى السياسة ويعارضه الاسلام ؟او ماذا فى الاسلام ويعارض السياسة؟
يتحدثون عن الديمقراطية والاحزاب ..ويوجدون تعارضا وهميا مع الاسلام ..الاسلام لا ينكر الديمقراطية بل هواول دين يرسى قواعد انتخاب الحاكم وهو اول دين يرسى قواعد القوانين الدوليه فى الحروب "لا تقتلوا شيخا او طفلا ولا إمرأة ولا تقتلعوا شجرة " دين يحرم الاسلحة متعدية الاثر"الدمار الشامل" اول دين يرسى قواعد القانون الدولى فى شأن التعامل مع السفراء -فاصبح الرسول "السفير او المبعوث الدبلوماسى لا يقتل" وقد كانوا يقتلون احيانا الرسل كما فعل كسرى مع الرسول الذى ارسله محمد صلى الله عليه وسلم إليه
يتحدثون عن الاحزاب وقد كان عمر وعلى وفاطمة بنت محمد احزاب فى عهد ابى بكر يعارضونه ويختلفون معه , وكان بعض كبار الصحابة من احزاب المعارضة فى عهد عثمان بن عفان وعارضوا سياسته فى تولية الامراء وعزلهم
ثم يظهر علينا ادعياء ان لا دين فى السياسة ويحدثوننا عن "الاقليات" ولا يوجد نظام فى العالم يحترم الاقليات ويعترف بتفردهم التشريعى إلا الاسلام
فالاسلام يبيح لغير المسلمين ان يطبقوا قوانينهم الخاصة التى تختلف عن الاسلام على حياتهم كما شاءوا مخالفين بذلك قانون الدولة ..فأى نظام فى العالم يفعل ذلك مع الاقليات
هل للزوجة الثانية من زوجها المسلم المتوفى ميراث فى القانون الفرنسى؟
بينما فى الاسلام يحق لغير المسلم ان يتزوج ويطلق ويتوارث ويتبنى اطفالا وفق شريعته دون تدخل من الاسلام
سيأتى من يحدثنا عن الحدود فى الاسلام اقول له قول بسيط ..لا تسرق ..لا تزن ..لا تقتل ..لا تقذف المحصنات
هذه هى الحدود فى الاسلام فليس من حقك ان تقلق إلا اذا كنت سارقا او زانيا او قاتلا ...إلا اذا كنت مجرما فالمجرم هو الذى تقلقه العقوبات
فهل انتم مجرمون؟ ام تفكرون ان تصبحوا مجرمين؟
إن الدين جاء ليحكم وليس مجرد ترانيم للصلاة ..وإلا لأقتصرت احكامه على العبادات
............................................
الاسلام والحركات الفكرية
ان الحركات الفكرية ومعها او من بينها المذاهب الفقهية المعروفة وغيرها من افكار العلماء المجددين ليست سوى محاولات ووسائل لفهم الاسلام وتفصيل مجمله وتفصيله وانزاله على وقائع الزمن المعاصر للفقية او اى مفكر دينى وصاحب اتجاه فكرى .فالجميع يعمل من اجل هدف واحد هو الموائمة بين النص والواقع وايجاد الحلول الاسلامية لمشكلاتنا الحياتية فيجب ان يتسع صدرنا للاختلاف فكلنا يسعى نحو الحقيقة وتحقيق المصلحة وخدمة الأنسان والدين
واننا مهما اختلفت افهامنا نبقى جميعا ..مسلمون موحدون بالله