بسم الله الرحمن الرحيم
كنت اتحدث مع شخص علماني ..فسألته انت ملحد؟
قال : لماذا تتهمون دائما العلماني بانه ملحد؟
قلت : فماذا تقصد بأنك علماني ..هل تقصد فصل الدين عن السياسة والحياة العامة؟
قال : نعم
قلت : هل تعلم ان النبي كان من ابرز صفاته انه "رجل سياسة "؟
وان البشرية لم تعرف سياسيا أبرع من محمد
ولا من اصحاب محمد
قال : ان الدين لا يصلح للسياسة لان السياسة كلها نفاق وكذب
قلت : اذن دعنا نقدم النموذج الاسلامي لنعيد للسياسة صدقها المفقود
وكان ذلك سببا في طرحي على جمع من الناس موضوعا عن محمد ..الرجل السياسي
........................
اخواني الكرام هذا الموضوع نقدمه بشكل مختلف , نكتبه على غرار ما يدعيه المخالفون من انه الاسلوب الموضوعي بعيدا عن عبارات مثل الوحي والنبوة..نقدم فيه شخصية محمد رسول الله كمصلح عام
لنثبت للعلمانيين والملحدين واعداء الدين انه اذا انكرنا نبوة محمد كما يدعون , سيظل رغم ذلك محمد صلى الله عليه وسلم هو النموذج الاول للتطبيق كمصلح اجتماعي وزعيم سياسي وقائد عسكري رفيع الطراز ولا بديل عنه لمؤمن ولا ملحد يسعى نحو دولة نموذجية
نبدأ والله المستعان
.....................
محمد قبل البعثة
كان محمد بن عبد الله قبل النبوة شخصية شريفة , شريف في نسبه , شريف في نفسه , شريف في خلقه , شريف في معاملاته
تاجر فربح , تزوج فكان ابر زوج بزوجته لم يبلغنا عن خديجة شكوى واحده من زوجها محمد بل كانت أبلغ امرأة تمدح زوج حين قالت له والله إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ كما في صحيح البخاري , وكما اشتهر حاتم الطائي بين العرب كنموذج للكرم , اشتهر محمد كنموذج للصدق والامانه , وكان بارا بمن لهم الفضل عليه فكانت مرضعته حليمة تأتيه من بني سعد الى مكة لتلجأ إليه وقت الشدة فيعينها
فلا شك اذن ان محمد كان نموذجا للرجل االنموذج ليقتدي به في خلقه كل الناس , هذا الخلق الذي رغّب خديجة فيه وهي ذات الحسب والنسب والجمال فمحمد بالنسبة إليها هو الزوج رقم ثلاثة ولا شك في انها رفضت اشخاصا تقدموا للزواج منها وقد جاوزت الاربعين , فرغبة الرجال بها وهي ذات العيال يجب ان يجعل خديجة تتمتع بقدر من الجمال الذي يرغب فيها الرجال , والمال الوفير حتى انها كانت تستأجر من يتاجر لها ويخرج في تجارتها الى الشام في هذه الرحلة الطويلة والشاقة ليبيع ويشتري في اموال خديجة ..امرأة كهذه يرغبها الرجال ..تركت كل الرجال واخذت شابا فقيرا لانه كان امينا , وكذلك نذكر اغتباط قريش حين اختلفت القبائل عند اعادة بناء الكعبة ايهم يضع الحجر الاسود ..ولا شك ان فرحتهم بكون محمد هو الذي سيحكم بينهم يعكس امرا لازما وان لم تذكره كتب التاريخ والسيره وهي ان محمد كانت له سوابق قضائية في الفصل في النزاعات لاقت اعجاب واستحسان الجميع ..وهذا هو ما يفسر سر سعادتهم حين كان هو المحكم في النزاع ايهم يضع الحجر الاسود ,وطريقة حله للنزاع المعروفة تشهد بأن هذا الرجل كان حكيما بالفطرة
اذن محمد قبل البعثة كان رجل التجارة الناجح , وكان الزوج الناجح , والمحكم القضائي الناجح , والرجل البار الذي يعين الضعفاء ويساعدهم
كل هذه صفات تجعله مؤهل كنموذج عام ناجح في كل المجالات
...............
محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة
حسنا ..ولاننا ألزمنا أنفسنا في هذا الموضوع بتقديم شخصية النبي كرجل قيادة لا كنبي ..فلن نتحدث عن نبوته صلى الله عليه وسلم في مكة ..لعدم وجود الاحداث السياسية الكبرى حيث غلب على هذه الفترة صفته كنبي اكثر من صفته كرجل دولة وهي الصفة التي ظهرت بعد الهجرة
ولكن كان لرسول الله ارهاصات تنبئ بأننا امام رجل يضيف الى صفاته التى ذكرناها والتي اثبتناها له قبل البعثة صفة القيادة ..وذلك في عملين
الاول : امره بهجرة المستضعفين من اتباعة خارج مكة ..ولم يتركهم يتيهون في الارض بل ارسلهم الى ارض الحبشة , بينما اليمن كانت اقرب ..ولكن القائد الحكيم اختار للمستضعفين المكان الذي يأمن هو فيه على اتباعه من التعرض للظلم
وهذا دليل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالسياسة الدولية وتتبعه اخبارها حتى علم يقينا ان النجاشي ملك لا يظلم عنده احد
ثانيا : الثبات الذي اظهره امام الحصار الاقتصادي حين حاصروه وقاطعوه في شعب ابي طالب بمكه
بينما كان يمكنه ان يقدم نموذجا لينا للقيادة اذا وافق على ان يعبد آلهتهم يوما ويعبدون إله محمد يوما
وهذا الثبات الوجه السياسي الابرز فيه هو قدرته على المواجهة والتحدي ..ولا شك ان هذا من اعمال القيادة واهم صفاتها
...........................
محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة
الزعيم السياسي والقائد العسكري ورئيس الدولة
في يثرب جمع محمد بين عدة صفات , صفة النبوة التي بها يدعو الناس الى عبادة الله الواحد وما تتطلبه هذه الصفة من اللين والرحمة في دعوة الناس والصبر عليهم , وبين صفة الزعيم السياسي المصلح الذي ينادي بمبادئ الوحدة على اسس جديده ونبذ اسس القبلية والطائفية التي تفرق ولا تجمع ورئيس الدولة الذي يقوم بالمعاهدات وتنفيذ القوانين والقائد العسكري الماهر الذي يقود الحروب بنفسه وعلى صهوة جواده وفي قلب الهجوم
ونستطيع تلخيص كل هذه الصفات في صفتين : النبوة , ورجل الدولة
وكما ذكرنا ان حديثنا هذا ليس عن النبوة ..اذن سنتحدث عن الصفة الثانية وهي محمد رجل الدولة لنثبت للجميع ان براعة هذا النموذج وسر احتلاله للمرتبة الاولة في ترتيب عظماء العالم
وسوف نجملها في عدة نقاط خشية الاطالة وهي امور معروفه يعرفها عدو محمد ودليلها تفيض به كتب التاريخ
اولا : عمل محمد في بداية انشاء الدولة على تأسيس روابط الوحدة اللازمة لشعب ينقسم الى قسمين هم المهاجرين والانصار.والانصار بدورهم ينقسمون الى اوس وخزرج بينهما خلافات قديمة ومستمرة .. فلغى روابط القبلية العنصرية التى تعيق ذوبان افراد الشعب ببعضهم واسس رابطة وحدوية جديدة تقوم على وحدة الدين , وآخى بين المهاجرين والانصار وجعل كلا منهما يرث الاخر, وذلك لضمان تفعيل روابط الوحدة وتحقيق الذوبان الحقيقي بين افراد الشعب وقام ببناء مسجد واحد يجتمعون فيه جميعا ونهى عن مسجد الضرار وبناء المساجد على اسس قبلية وعنصرية
ثانيا : الزعيم الجديد بعد ان قام بتهيئة الصفوف وجمعها في الداخل في نسيج واحد , اول شئ ينظر إليه بعد ذلك هو تأمين حدود الدولة - وهذا ما فعله محمد حين اقام المعاهدات مع اليهود الذين كانوا ينتشرون على اطراف يثرب او المدينة دولة محمد الجديدة وتضمنت المعاهدة اتفاق الدفاع المشترك بأن اي اعتداء يقع على المدينة فعليهم الالتزام بصده ومواجهته لان الخطر الذي يتهدد الجميع واحد
هذا الاتفاق في العصر الحديث اشبه بالحلف العسكري وبالتالي فمحمد قام بتوفير اسباب القوة للمنطقة التي توجد فيها دولته وهو عمل تقوم به الدول العصرية
ثالثا : التعويضات الدولية -فإذا كانت القوانين الدولية تجيز للاجئين الذين تم تهجيرهم من اوطانهم حق طلب التعويض المادي
فإن محمد قد استخدم هذا الحق القانوني الحديث حين اراد من دولة الكفر في مكة تعويض اللاجئين المهاجرين عن اموالهم وبيوتهم التي تركوها في مكة
ونظرا لعدم وجود منظمة دولية كالامم المتحدة ومجلس الامن لييستخدموا القوة طبقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لفرض احترام القوانين الدولية على الدول التي تنتهكها ..قام محمد بنفسه بالسعي في تعويض شعبه من اللاجئين عن اموالهم فأخذ يتربص بقوافل قريش فقط لا غير - فهذا ليس عملا عصابيا وانما حقا مشروعا وعملا قانويا وفق المصطلحات الحديثة وكلنا نذكر كيف ان امريكا كانت تأخذ من اموال البترول العراقي رغم انف العراقيين لتعويض المتضررين من حرب الخليج واعتبرت ذلك عملا قانونيا مشروعا
كذلك فعل محمد وتربص بقوافل مكة لصرف تعويضات اللاجئين المهاجرين فكان هذا عملا مشروعا
رابعا : تأسيس قوة عسكرية رادعة -او بناء جيش قوي كما تضمنتها الاهداف الست لثورة الضباط الاحرار , وقبلها كان مطلب الثورة العرابية , وقبلها كان هدف محمد علي الذي استقدم الفرنسيين لبناء الجيش والاسطول المصري
واول ما قام به ستالين في روسيا , واحد اهم اهداف ايزنهاور في الولايات المتحدة الذي سعى حتى امتلك القنبلة الذرية
وتتثمل هذه القوة العسكرية الرادعة التى انشأها محمد وفق معطيات عصره هي الخروج لملاقاة عدوه دائما خارج حدود دولته - تماما كما تفعل الولايات المتحدة وقبلها اوربا-فكان محمد اذا سمع بأن قبيلة ما تستعد لمهاجمته فإنه على الفور تراه جهز جيشا واعد خطته الاستراتيجية وفي هذا اشارة الى ان محمد كان يمتلك جهاز استخبارات يقظ لذلك لم تأخذ المدينة ابدا في غفلة ويخرج لملاقاة عدوة ويجبر اعدائه على لقاءه في المكان الذي يختاره هو فيضمن ذلك له الانتصار..وكان خبيرا عسكريا وصاحب حيلة ففي غزوة الاحزاب حين اجتمعت عليه الاحلاف لتقضي عليه وهو بمفردة ..استطاع في ستة ايام ان يصنع خندقا كبيرا يلتف بالمدينة من ثلاث جهات والجهة الرابعة مرتفعات طبيعية والحديث عن براعته العسكرية امر يطول ذكره
خامسا : السياسي المفاوض
احتفل التاريخ المعاصر ببعض الشخصيات لما كان لها من براعة في المفاوضات
ولكن تعالوا بنا نتحدث عن محمد الرجل السياسي المفاوض
صلح الحديبية : استطاع محمد ان يكسب كمفاوض في صلح الحديبية هدنة عشر سنوات وهي بالنسبة لمحمد فترة كافية جدا تضمن له الاستقرار مما يمكنه من نشر دعوته بشكل عالمي اوسع وهو آمن على الجبهة الداخلية
وبالفعل بدأ بعدها محمد في مراسلة الملوك ودعوتهم للاسلام حتى اخضع معظم شبة الجزيرة العربية من عمان والبحرين شرقا الى البحرالاحمر غربا ومن اليمن جنوبا حتى شمال المدينة باستثناء مكة وهوازن وثقيف وبعض البطون الصغيرة
وكانت التنازلات التي قدمها محمد في هذا الصلح ..ليست تنازلات وانما هو الوهم
فعدم اثباته صفته كنبي في الوثيقة فهذا لا يجعله ليس بنبي اذن هو قدم لقريش الوهم الذي هم عليه اصلا فسواء كتب نبي الله او لم يكتب فهم ينكرونه فقدم لهم وهم اسمه التنازل عن اثبات صفته في وثيقة صلح
تنازل مثل ان يقوم برد من يدخل الاسلام ويهاجر إليه من الرجال اما النساء فلا يردهم
وهذا التنازل هو وهم ..لان الذين دخلوا في الاسلام وهاجروا إليه كان يردهم فكانوا لا يرجعون الى مكة وشكلوا تجمعات خارج مكة وكانوا يغيرون على تجارة اهل مكة ..وليس لمحمد سلطان عليهم فيكلمونه فيمنعهم عن ذلك .. وهم لا يستطيعون مطاردة اشباح في الصحراء فعدل القرشيون من انفسهم عن هذا الشرط وطلبوا من محمد في خطاب رسمي مكتوب ان يقبل من يأتي إليه مهاجرا
تنازله عن القيام بالعمرة وزيارة الكعبة حتى العام القادم ..الوهم في ان هذا تنازل هو ان محمد حقن دماء المسلمين من الغدر المتوقع ان يلاقيهم اما قبيل دخولهم الحرم او بعيد خروجهم منه ..لذلك حمل معه السلاح الشخصي حين خرج لزيارة الكعبة ..وهو الان سيعود ليترك غدرا متوقعا حمل له السيف ..ليعود العام القادم ليزور الكعبة في حراسة قريش نفسها ودون ان يضطر لحمل سلاح شخصي
هذا والحديث عن صلح الحديبية امر يطول ذكره
سادسا : مخاطبته ومراسلته للملوك ودعوتهم الى تطبيق فكره ومنهجه ..ولا شك ان هذا عمل لم يسبقه إليه من احد في الجزيرة العربية ..بل ولا نعلم احد سبقه إليه في الامم السابقة نحو توحيد دولي يقوم على تأسيس مبادي اجتماعية اخلاقية ..لا لاجل اغراض استعمارية وتوسعية بالاساس كما فعل الاسكندر المقدوني مثلا
وهذا العمل يدل على انه رجل دولة عالمي وصاحب فكر اصلاحي شامل فكما استطاع ان يجعل من كل الجزيرة العربية وحدة واحدة ..فإنه يريد ان يجعل العالم كله وحدة واحدة او منظمة واحدة تطبق قوانين واحدة ..ولا شك ان القوانين الاصلاحية التي جاء بها محمد كانت هي الاصلح لاختيارها لتكون القانون الدولي العام ومصدر لكل التشريعات في العالم
ونحن اليوم نتحدى ..قارنوا بين القوانين والمواثيق الدولية وبين رسالة الاسلام ستجدوا انه لا تعارض إلا في مسائل في هذه القوانين والمواثيق هي سبب خراب العالم مثل الاجهاض والحريات الجنسية والمساواة المطلقة رغم ان العالم كله لا ينفذ كثير من هذه المبادئ الدولية فهو يشرعونها ويعطلونها وإلا فأخبروني عن برلمان واحد في العالم نسبة النساء فيه تساوي نسبة الرجال او عن دولة في اوربا تسمح بتطبيق الشريعة الاسلامية على المسلمين كما تسمح بتطبيق الشريعة النصرانية على النصارى خاصة في مسائل الزواج .. واخبروني عن دولة متحضرة لا تفرق بين المواطنين على اساس العرق فها هي فرنسا واسبانيا تعاني اليوم من مشكلة المتجنسين كما يسمونها وذوي الاصول العربية
فأين المساواة المطلقة في كل المجالات كما يدعون؟؟؟
بينما محمد ..يسمح في دولته للنصارى واليهود بتطبيق شريعتهم الخاصة
ويجعل للرجال حقوق لا يجعلها للنساء تكريما للنساء وليس انتقاصا فحق القوامة تكريما للنساء لانه يجعلها معوله والرجل عائل
ويجعل للنساء حقوقا لا يجعلها للرجال كحق النساء في النفقة حتى لو طلقت فلها على من انقطعت بينها وبينه رابطة الزوجية حقوقا مالية ..حتى اولادها تأخذ على حضانتهم اجرا حتى وان كانت ذات مال
سابعا : الشفافية التى نحلم بها ..فمصدر دخله وامواله معروف ..مصارف الزكاة معروفة .تنفيذ القوانين يتم بشكل معلن بعيدا عن المحسوبيات والوساطة التي رفضها رفضا قاطعا
ثامنا : الحزم .. فهو كرئيس دولة يقوم على تنفيذ القوانين بكل حزم حتى وان كان نبيا
فكان يخبر من زنى ان توبته مقبوله ..ولكنه مع هذا كان ينفذ القانون حتى لا يطمع المنحرفون في رأفته بادعاء التوبه
تاسعا : قبول التعددية في الرأي (الحزبية ) فكان رسول الله يستمع لكل صاحب رأي وحزبه ممن يوافقون رأيه , وكان يقبل بالمعارضة وينزل على رأيهم كارها ..مثلما حصل حين خرج لملاقاة المشركين في احد وكان رأيه ان يتحصن بالمدينة
ولولا خشية الاطالة ..وانا اعلم اننا قد أطلنا عليكم لتوسعنا فيما اجملنا فيه ولدينا مزيد
اذن محمد صلى الله عليه وسلم نموذج للقيادي المثالي كرجل قادر على قيادة دولة ..حتى في العصر الحديث
فكل مبادئه صلى الله عليه وسلم هي التى صارت قوانين دولية الان يقوم بها اهل السياسة وما تركوه من سنة هذا الرجل هو ما تحلم به الشعوب جميعا
فمحمد اذن قادر على تحقيق حلم الشعوب في كل وقت بالقضاء على الفتن الطائفية والعرقية في الشعب الواحد او البلد الواحد
قادر على التفاوض وصنع الاحلاف العسكرية , قادر على اخذ الحق من القوي للضعيف
ليس اشتراكيا يفتت رأس المال فيجعله ضعيف الانتاج , وليس رأسماليا يضع القوانين في صالح التجار والاغنياء ولكنه محمديا يأخذ ضريبة اثنين ونصف في المائة من الاموال وليس من كل الناس بل جعل هناك حد اعفاء من هذه الضريبة التى يسميها الزكاة ويوجه هذه الاموال لمنفعة الفقراء والمساكين والمستحقين لها وحدهم دون ان يشارك الاغنياء في الحصول على منفعه مباشرة من ما دفعوه من ضريبة او زكاة
ان محمد بفرض انه عاد الى الحياة ليطبق المنهج الذي فرطنا فيه ..فإنه سيعود ويحكم مليار ونصف انسان في العالم
أليس من يقدر على حكم مليار ونصف ليس لهم اقليم جغرافي محدد - كي لا يأتي احد ويقول ان الصين مليار ونصف - فالصين محصورة في اقليم محدد بل محصورين حتى في الملامح الشكلية ..اما محمد سيحكم مليار ونصف يعيشون في شتى ارجاء الارض باختلاف ألسنتهم وتنوع مجتمعاتهم.. أليس وقتها يكون المليار ونصف كستة مليار ؟؟
اذن فهو قادر على حكم العالم
حتى وهو ميت - صلى الله عليه وسلم يستطيع ان يحكم العالم لان منهجه حي لن يموت اذا أقمنا منهجه وتتبعنا خطاه
فالكتاب الذي كان يتحرك بوحي منه وإلهام ( القرآن الكريم) موجود , وسنته محفوظة ومعروفة
واخيرا : محمد نبي الله ورسوله رغم انف اعداءه بالحجة العقلية
فالقرآن الذي اتى به هو كلام الله , الوحي الذي انزله على محمد ليدعوا الى عبادة الله وحده فقط
وهو ليس كإله الهندوس ولا البابليين ولا الوثنيين بل هو ذلك الاله الذي تشعر بفطرتك انه هوخالقك
فتجد نصوص القرآن تدعوا الى إله واحد مثالي منزه عن الاخطاء والتشبيهات والتجسيمات خالق وفعال لما يريد لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار هذا ما يتحدث القرآن عنه وعن نصوص تشريعية كما رأينا وكيف جعلت من اهل البداوة قوم اصحاب حضارة ..لا يشركون بربهم شيئا
وهذا الكتاب من عند الله ..وحجته في هذا ان لو كان من عند بشر فأتوا لنا بمثله ان استطعتم
فلماذا لا اتبع رجل يدعو لعبادة إله واحد هو غاية الكمال, ويقيم قانونا بين الناس قانون اجتماعي اخلاقي يستمد نفاذه وإلزامه من ان مشرعه هو الخالق
والان يا اعداء محمد لا اعلم ما سر حقدكم على محمد والاسلام سوى نفوسكم المريضة ..نصيحة اخيرة لاعداء رسول الله ..اذهبوا الى المصحات النفسية وادركوا أنفسكم أقسما لكم بخالقي وخالقكم ان في قلوبكم وعقولكم خللا