Saturday, August 25, 2007

بين النص و الاجتهاد


هناك فكرة شائعة عما يسمى بـ "النص" و ما يسمى بـ "الاجتهاد" بأنهما طرفى نقيض و لا يمكن أن يجتمعا .. إن وجد النص فلا اجتهاد.. و ان لم يوجد النص فالاجتهاد يكون فى أضيق الحدود. و نسمع كثيرا عبارة: لا اجتهاد مع النص, فنتصور أن وجود النص يبطل الاجتهاد كما يبطل حضورُ الماء التيممَ. ذلك أمر غير صحيح, و لكى نتفهم طبيعة العلاقة بين الاجتهاد و النص علينا أولا أن نعرف معنى كلمة "النص" و معنى كلمة "الاجتهاد" ثم نتعرف على طبيعة العلاقة بينها فى الحالات المختلفة

فى محاولة لتعريف هذه المفاهيم يقول المفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة فى كتابه "معالم المنهج الإسلامى" بأن "النص" فى اللغة هو مطلق الملفوظ و المكتوب. أما "النص" اصطلاحا فقد ذكر له معان كثيرة منها "الكتاب و السنة أى ما يقابل الإجماع و القياس" و منها " لفظ الكتاب و السنة الذى لا يتطرق إليه احتمال أصلا مثل عدد الخمسة الذى لا يمكن أن يكون شيئا سوى هذا العدد"ا

و كذلك ذكر الدكتور عمارة أن الاجتهاد هو "استفراغ الوسع و بذل المجهود من المتمكن الذى يستجمع شروط الاجتهاد فى طلب المقصود من جهة الاستدلال ليحصل له ظن بحكم شرعى", و ميدان الاجتهاد هو فروع الشريعة يستنبطها المجتهد من أصولها التى اكتملت فى النصوص المقدسة, مبادئ و قواعد و أركانا ضمها القرآن الكريم و السنة النبوية الثابتة المبينة و المفصلة لمجمل القرآن

طبقا لهذه التعاريف يحصر الدكتور عمارة العلاقة بين "الاجتهاد" و "النص" فى واحدة من العلاقات التالية
أ- أن يكون النص "ظنى الثبوت" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "ثبوت" هذا النص
ب- أن يكون النص "ظنى الدلالة" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "دلالة" هذا النص
ج- أن يكون النص "ظنى الدلالة و الثبوت" و هنا لا خلاف على ضرورة الاجتهاد فى "دلالته و ثبوته" كليهما
د- أن يكون النص "قطعى الدلالة و الثبوت" و هذا هو الذى يحتاج الأمر معه إلى التفصيل الذى يرفع عن المنهج الإسلامى خطأ و خطر المقولة التى تزعم أن وجوده يعنى عدم الحاجة إلى الاجتهاد, بل عدم جواز هذا الاجتهاد

ففى حالة كون النص "قطعى الدلالة و الثبوت" فإن الأمر كالآتى

الاجتهاد يكون فى فهم النص لإنزال أحكامه منازلها
و الاجتهاد يكون فى المقارنة و الموازنة بين هذا النص و نظائره
و الاجتهاد يكون فى استنباط الجزئيات و الفروع من النص

لكن الأمر الذى أثار و يثير اللبس جاء من عدم التمييز بين النصوص الدينية التى تعلقت بالثوابت الدينية و تلك التى تعلقت بالمتغيرات من الفروع الدنيوية, ففى النصوص التى تعلقت بالثوابت الدينية من عقيدة و شريعة فى علوم عالم الغيب و شعائر العبادات و ثوابت الحقوق و المعاملات الدنيوية كمقاصد الشريعة و قواعدها و حدودها فى مثل هذه النصوص يقف نطاق الاجتهاد عند الفهم و استنباط الفروع و محظور التغيير أو التعطيل أو التجاوز أو الاستبدال
أما النصوص قطعية الدلالة و الثبوت و التى تعلقت بأمور هى من الفروع الدنيوية و من المتغيرات فيها و المعللة بعلل غائية فيكون التعامل معها كما يلى

أ- النصوص الدينية التى جاءت لتحقيق مصالح العباد فى فروع المتغيرات الدنيوية إنما هى مرادة لعللها و غاياتها و مقاصدها فالأحكام المستنبطة منها تدور معها وجودا و عدما
ب- ان الاجتهاد مع وجود النص القطعى الدلالة و الثبوت المتعلق بالمتغيرات من الفروع الدنيوية لا يتجاوز النص و إنما يتجاوز الحكم المستنبط من هذا النص, فحقيقة الاجتهاد فى هذه القضية هو الاجتهاد فى شروط إعمال النص و ليس إلغاءه أو رفعه

فى النهاية نجد أن هذا التناقض بين "الاجتهاد" و "النص" إنما هو تناقض موهوم مفتعل. و مما ساعد على انتشار مثل هذا المفهوم الخاطئ إنما هو الجمود و التقليد دون فهم أو روية أو تمكن. بل نجد أن هناك من يقول - من قبيل الأخذ بالأحوط - أن باب الاجتهاد قد أغلق منذ قرون ضاربين عرض الحائط بحديث النبى صلوات الله و سلامه عليه الذى بشرنا فيه بمجدد فى الدين على رأس كل مائة سنة
-----------------------------

ملاحظات

أ‌- النص قطعى الثبوت هو النص الذى لا طعن فى سنده إلى النبى صلى الله عليه و سلم و يقابله النص ظنى الثبوت و هو الذى تدور الشكوك حول سنده إلى النبى صلى الله عليه و سلم
بمعنى آخر.. النص قطعى الثبوت هو كل ما ثبت بطريق التواتر سواء كان قرآن او سنة
يقابله الظنى الثبوت وهو ما ثبت بغير التواتر مثل خبر الآحاد

ب‌- النص قطعى الدلالة هو الذى لا يحتمل معناه إلا معنى واحدا و يقابله النص ظنى الدلالة وهو الذى يحتمل معناه أن يدل على أكثر من شىء

ج- للمزيد حول هذا الموضوع يمكن مراجعة كتاب "معالم المنهج الإسلامى" للمفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة فصل "النص و الاجتهاد". الكتاب طبعة دار الرشاد بوسط البلد
-----------------------------

تحديث
د- العلة الغائية هى ما يوجد الشىء لأجله و تتميز عن "العلة" و عن "الحكمة" بأنها تسبق المعلول فى الوجود الذهنى و تتأخر عنه فى الوجود الخارجى. فالحصول على الشهادة علة غائية لدراسة الطالب و هو أمر موجود فى الذهن قبل الدراسة ثم يصبح موجودا فى الخارج بعدها
أما تعريف "العلة" و "الحكمة" فقد تفضل الأخ الباحث عن الحقيقة مشكورا بتوضيحه فى تعليقه القيم و هما كالآتى
العلة : هى كل ما يلزم من وجوده وجود الحكم
الحكمة : هى المصلحة المراد تحقيقها بالحكم

22 comments:

عصفور المدينة said...

كلام صحيح فتح الله عليك
لفت انتباهي هذا الشرط الرائع

المعللة بعلل غائية

والذي أراه هو محور الموضوع
وينبغي التفريق بين الحكمة والعلة
فقولكم أو قول الشيخ علة غائية هو قول دقيق ي غاية الدقة قل من ينتبه له وأترك هذا الإيضاح لكم إن شاء الله وكنت قد كتبت خاطرة حول هذه النقطة
الحكمة من الأحكام الشرعية
بارك الله فيك وبداية موفقة

الباحث عن الحقيقة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الزميل / ابن حجر
بداية موفقه ان شاء الله

اولا تعريف العله : هى كل ما يلزم من وجوده وجود الحكم

تعريف الحكمه : هى المصلحه المراد تحقيقها بالحكم

ثانيا : الاجتهاد وتعريفه كما ذكرت
ما هو إلا محاولة فهم النصوص وانزالها على الواقع بما يتناسب وتحقيق مصالح الناس
لان الشريعه السلامية جاءت لتحقيق مصالح الناس ورفع الحرج عنهم
وبالتالى يتصور الاجتهاد مع النص الصريح القاطع لمعرفة كيفية اعماله ؟ ومتى يتعطل العمل به؟ وما هى جزئياته؟
لاننا كما قلنا ان لكل نص عله فاذا انتفت العله ارتفع الحكم المستفاد من النص
ولكن الخلاف حول الحكمة من النص وهى المصلحه .فاحيانا تستلزم المصلحه تعطيل النص ..وليس فى هذا القول حكم بالاهواء على النصوص ..فمثلا فى عام المجاعه اقتضت المصلحه تعطيل حد السرقه
وهذا التوقف ارتبط بوقت الضروره ولكن هذا الوقت قد يطول بحيث يصبح امر عادى مثل حالة الطوارئ فى مصر زادت عن الخمسين عاما نعيش فى حالة الطوارئ وبالتالى فان تفسير النص وفهمه وربطه بالحكمه منه كما ربطه بالعله هو الذى يحقق التوافق والتصالح بين النص والواقع المتغير
وان شاء الله فى بوست قادم اوضح العلاقة بين النص والواقع

شكرا اخى وزميلى ابن حجر
على الموضوع القوى والبداية القويه
وبالتوفيق دائما ان شاء الله

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

سيدى عصفور المدينة
شكرا على إثرائك للمناقشة بموضوعك المهم ..فقد قمت بعمل تحديث للتدوينة مضيفا إليها تعريفا للعلة الغائية.. جزاك الله خيرا على التذكرة
----------

أخى الباحث عن الحقيقة
أغريتنى بتعليقك هذا أن أذكر الكثير من مواقف الصحابة و التى فيها استجابوا لمتغيرات الواقع و تعاملوا مع النصوص بمنتهى الفهم و المرونة.. و لكن للأسف لا يتسع المقام لسردها سوى لذكر بعض العناوين مثل موقف سيدنا عمر من سهم المؤلفة قلوبهم و اجتهاده فى أرض السواد بمصر و الشام و العراق و فى إمضاء التطليق بلفظ الثلاث طلقات ثلاث طلقات و فى أمور الجزية و فى تسعير السلع و اجتهاده فى العطاء
هذا فضلا عن الكثير من الأئمة و العماء فى عصرنا الحديث و المعاصرين كالأفغانى و محمد عبده و الغزالى و القرضاوى

لقد قمت بالتحديث للتدوينة معتمدا على إضافتك القيمة و فى انتظار تدوينتك القادمة على أحر من الجمر

عصفور المدينة said...

السلام عليكم أخي الحبيب الموضوع قيم فعلا بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على التحديث

Aml Ghonaim said...

موضوع قيم ؛ بارك الله فيكم ؛
ربما لأننا أحيانا ننظر الى الأمور نظرة واحدة نعتقد أنها شاملة ؛ ولكن ان دققنا النظر فيها فهى تعطينا فهما آخر ، أعمق وأكثر شمولا ..
الاجتهاد حين يكون المقصد منه فهم النص فهما واضحا وشاملا والخروج منه بالدلالة التى قصدها الشارع ؛ لا يكون متنافرا أبدا مع النصوص ؛
والا ما اختلف صحابة الرسول الكريم _ رضوان الله عليهم _ فى دلالات النصوص ، والخروج بأحكام مختلفة منها .
ربما ميلنا الى التعقيد وثقافة الرأى الواحد هو ما أوصلنا الى مانعيش فيه حاليا .
جزاكم الله خيرا ؛
ونفع بعلمكم وبقلمكم ؛ ولا حرمكم أجر الدلالة على الخير ...

الباحث عن الحقيقة said...

الاخت اصرار امل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفة النقاش الانتصار لثقافة الفكر الواحد
وللاسف لا نجد هذه السعه لدى الناس بسبب ما نشره بعض الجهال ممتن يدعون طلب العلم حين يطلقون على من يخالفهم الرأى اوصاف المبتدعين ..بل والتكفير احيانا
ويتهموه بمعارضه الرسول والقرآن
لانه خالف ما فهمه هو من النص

الاخت الفاضله
لعلنى انتظر منك موضوع فى مدونتك
عن اختلاف الصحابه فى دلالات النصوص
كدرس للشباب يفهمون منه سعة النص وسعة المجتهدين فيه فى تقبل رأى الاخر

عصفور المدينة said...

مبروك تعديلات شكل المدونة يا اخواننا

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

اقتراح جميل من أخى الباحث.. اختلاف الصحابة فى دلالات النصوص.. موضوع مهم أن نرى سلفنا الصالح بفهم سلفنا الصالح يختلفون فيما بينهم..لا لندعم التفريق و المشاحنة و لكن لنستوعب أن هناك مساحات للتعددية المقبولة بل و المطلوبة
الأخت الفاضلة إصرار أمل ذكرت عبارة ملفتة للنظر ألا و هى: "الاجتهاد حين يكون المقصد منه فهم النص فهما واضحا وشاملا والخروج منه بالدلالة التى قصدها الشارع, لا يكون متنافرا أبدا مع النصوص" فهناك من يعتقد أن فقه مقاصد النصوص يعتبر ذريعة للتدخل بالأهواء فى الأحكام..فعلينا أن نعرف المزيد عن فقه مقاصد الشريعة عسى أن يحدث لنا ذكرا

و جميل لو رأينا من يتقدم ليحدثنا عن "درء تعارض النقل و العقل" و هى العبارة التى سمى بها شيخ الإسلام بن تيمية أحد كتبه

و نشكر الأستاذ عصفور المدينة بمشاركته بموضوع الحكمة من الأحكام الشرعية

و رائع أن نجد الأخ الكريم الباحث عن الحقيقة ينوى الكتابة عن "النص و الواقع" ..فكما نرى فإن المواضيع فى هذا السياق عديدة.. أعان الله الجميع على المشاركة


سيدى عصفور المدينة.. بفضل الدعاء المخلص من الجميع يوفقنا الله الى أن نخطو إلى الأمام.. فلا تنسنا فى دعائك

رفقة عمر said...

جزاك الله خيرا
بس ياريت حضرتك تبسط امعلومه اكتر لانى مع انى درست دة فى المعهد بس برضه حسيت انه كان شديد عليا فى الفهم شويه
وبخصوص النصوص قطعيه الدلاله
مثل عده المتوفى عنها زوجها انها اربع اشهر وعشر هذه لا اجتهاد فيها
لانه قطعى الدلاله
وبالنسبه او صيام شهر رمضان والمواريث وعقوبه الزنا
الظنى الدلاله الذى يكون فيه الاجتهاد
هو لاالقران ولا السنه حددوه بشكل قطعى وهذ يكون فيه الاحتهاد
مثل
والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثه قروء
لان القروء تحتمل الحيض وتحتمل الطهر
وومن هنا جاء اختلاف لعلماء بين ان عدة المراه المطلقه ثلاث حيضات ام ثلاث اطهار

عصفور المدينة said...

السلام عليكم
وفقكم الله لا أخفيكم فعلا وكما أشرتم أنني أخشى دائما أن يتم الولوج من باب
المقاصد

هناك من يعتقد أن فقه مقاصد النصوص يعتبر ذريعة للتدخل بالأهواء فى الأحكام

وهذه عبارتكم الرائعة ولذلك أضع يدي على قلبي كلما رأيت أحدا يتكلم في هذه المواضيع وليس ذلك لأني متحجر أو متشدد أو أدعو إلى الجمود
ولكن هذا الباب له جل دراستي وفكري وغيري كذلك وكلما ازددت فيه دراسة كلمارأيت كيف أن الأولويات تائهة وخاصة بين من يتذرعون بالمقاصد

فعلا مقاصد الشريعة باب واسع يحتاج إلى خبرة عالية في الموازنة بين المقاصد وبعضها في الباب الواحد وترتيبها في الحدث الواحد وهذا هو دور المجتهد وأيضا لا أخفيكم أن الاجتهاد "الإعلامي" يقف حائلا أمام الموازنة الحقيقية بين مقاصد الشريعة وذلك لأنه في أحيان يكون رضا الجمهو عائقا أمام إعلان المقصد الأولى في الحدث

ففي أحيان وكما تعلمون تأمر الشريعة أو ترغب في بذل النفس في سبيل الله أو في سبيل مقصد حفظ الدين وكلما تأملت كلامنا عن المشاق ورفع الحرج وتسلسل معك التفكير في ذلك لرأيت كثيرا من الشرائع فيها مشاق لا يمكن تحملها إلا بعوامل خارجية مثل "احترام النص" و"الثقة بما عند الله" واللجوء إلى مقاييس أخروية ينصر فيها الله عز وجل مثلا الفئة القليلة على الفئة الكثيرة أو يسلط عليهم عدوهم ويندبهم إلى الصبر حتى الموت مثلا
وهذا أمر يطول فعلا فتأصيل المقاصد وترتيب اولويتها بل والخلاف في ماهية أو تعداد المقاصد رغم أنه في كثير من الأحيان يكون تنوعا لفظيا وليس اختلافا

وقد رأيت والله من يقيسون الأمور يقولون مثلا
المقاصد هي
1-2-3-4-5
وفي هذا الموضوع تحققت المصلحة رقم 1-3-4-5
إذن هذا الأمر مصلحته راجحة
نحتاج منكم إلى مناقشات فعلا في مثل هذه الأمور وأنا سعيد بوجودكما وأيضا سعيد بسعة صدركما وقبولكما لكلامي رغم توقعكم الاختلاف في بعض المسائل الفرعية
ولكن حدسي يقول لي أن هذين الأخوين يرغبان في الحق لذاته وليس لعصبية وهذا في حد ذاته كفيل برضوان الله إن شاء الله اتفقنا أو اختلفنا
وأيضا نحتاج إلى تصنيف المشاق والحرج إلى ضرورات وحاجات ووو
وتحديد القدر المعتبر من المشقة أو الحرج المطلوب رفعه
مثلا هل مصدر الرزق المحرم في الظروف العادية وليست مجاعة ولا شيء هل هو حرج معتبر يعني مثلا رجل يعمل في مهنة يتعاون فيها على الإثم والعدوان كما ذكر أخ محمد في مدونة كان أخي بن حجر حاضرا لها
هل نبيح له هذا العمل بمقصد رفع الحرج وهل هذا المقصد في هذه اللحظة يكون أولى من حفظ الدين على الأمة ومنع شيوع المنكرات

الخ هذه المواضيع
معلش طولت والله بس رقي مستوى النقاش فتح شهيتي

الباحث عن الحقيقة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا : ارحب بالاخت رفقة عمر
اسعدنى جدا انك ماشاء الله تدرسين الشريعه وعندك فهموثقافه جميله ماشاء الله ربنا يزيد حضرتك

ثانيا: استاذنا عصفور المدينة
الله يبارك فيك الشكل الجديد والتطوير طبعا نفذه اخى ابن حجر
واحب ان اشكرك على جديتك فى تعاملكمع ما نقدمه وحسن ظنك بنا

انا قرأت ردك وماشاء الله يحتاج الرد عليه لوقت ولكن الاخ ابن حجر قرأ كتاب مقاصد الشريعه للدكتور القرضاوى واعتقد هيكون اقدر منى على التعليق
وانا استئذنه واستئذنك كنت اعددت موضوع عن العلاقه بين النص والواقع
ان شاء الله اتباحث معه لانه كان كلمنى عن موضوع عايز يعمله عن فقه المقاصد
وهنشوف الترتيب ان شاء الله
سعداء بتوجدك يا استاذنا

الباحث عن الحقيقة said...

ملحوظه : سؤال الاستاذ عصفور المدينة
مثلا هل مصدر الرزق المحرم في الظروف العادية وليست مجاعة ولا شيء هل هو حرج معتبر هل نبيح له هذا العمل بمقصد رفع الحرج؟

هسألك انا سؤال صغير : لو جالك شاب فى وقتنا ده وقالك انه اخيرا لقى شغل فى بنك فى قسم القروض بمرتب يخليه يتجوز ويفتح بيت ..تقوله ايه؟
احنا فى زمن فتنه بجد

مش هسيب حضرتك تحتار كتير فى الرد
السؤال ده جه للشيخ عبدالله المصلح على قناة الرساله واجاب بانه جائز بس يفضل لو يطلب نقله لقسم غيره
طب هو هينتقل وهييجى غيره وهتبقى نفس المشكله ..ولا نستعين باجانب ؟
وواقعيا مانقدرش نلغى البنوك التجاريه ولا قسم القروض والاسباب واضحه للجميع
اتمنى مكانش انا كمان طولت فى الملحوظه

عصفور المدينة said...

السلام عليكم

لا أخفيكم أن الاجتهاد "الإعلامي" يقف حائلا أمام الموازنة الحقيقية بين مقاصد الشريعة

وهذا يسري علي أيضا
:)
عارف يا أخي المشكلة أننا نتكلم في أمور جزئية وننظر لها كجزيرة منفصلة عن منظومة فكرية أو شرعية متكاملة وكما تعلمون وسيتضح من خلال المناقشات وتدويناتكم اللاحقة وضع هذه المقاصد نسبة إلى المقاصد الأخرى من حفظ الدين وإقامة شرع الله على فرض بذل النفس (جوعا) وهو افتراض جدلي يحتاج إلى تقييم
وقد يتسلسل هذا التقديم للاحتياجات على المصلحة الدينية إلى إباحة الزنا اعذرني في هذا المثال بالله عليك أوعى تزعل من المثال
فإن الحديث نص على أن درهم الربا أشد من ستة وثلاثين زنية
ومعلوم أن الآكل والموكل والكاتب والشاهدين في اللعن سواء فإذا أبحنا له ذلك فمن الأولى أن يباح ما هو أقل منه منزلة في الكبائر
وإذا وضعنا مقصد حفظ النفس أو حتى الحاجات وكما وسعها البعض ونزلها منزلة الضرورات فإنني أعتقد أنه لايبقى محرم في هذا الدين حيث أنه ما من محرم إلا ولأحد فيه مصلحة ولكن ليعلم أن هذه المصالح هي مفاسد لآخرين فبالتالي هذا سيتناقض مع نفس المبدأ الذي يستخدم في الإباحة
كما لو أبيح لي أخذ مال أحد لاحتياجي إليه لمقصد الحاجة فإن ذلك إلى جانب إخلاله بمقصد حفظ الدين فإنه يخل بعين مقصد الحاجة التي نزلت منزلة الضرورة
ولعلي خرجت إلى تفصيل الأحكام نظرا لضرب الأمثلة وليس هذا محلها وربما يأتي في تأصيلكم للمسائل

وأيضا هذا ربما يدل على إغفال جوانب عقدية من التوكل على الله والارتكان فقط لحساب الماديات وأنت تعلم وبما سقته في درس التواصل أن هذا ليس هو الحال وأن الله سبحانه وتعالى لا يخذل من توكل عليه
وأنه يثيب القابض على دينه
ولوكان المجال يسمح لذكرنا أمثلة كثيرة من الحياة
بل يمكن ذكر أمثلة أيضا على من مسهم شؤم ذلك وإن أفتاهم المفتون

أخي إذا رأيتم في تعليقي خروجا عن السياق فلكم حذفه من دون تردد

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

الأخت رفقة عمر
يعلم الله أننا كنا نحمل هم صعوبة الموضوع و افتقاده إلى بعض الترتيب و التنظيم فى بنيته... جزاك الله خيرا على بذل المجهود فى متابعته لعل ذلك المجهود الزائد يضيف لك المزيد من الحسنات.. و سأحاول أن أهذب و أنظم من طريقة عرض المواضيع ان شاء الله
و كما ذكرت فى تعليقك بخصوص النصوص قطعية الثبوت و الدلالة فهو يتطابق مع ما ذكرناه فى التدوينة من حيث أننا يجب أن نقف فيها عند الفهم و الموازنة و استنباط الجزئيات و الفروع و محظور التغيير أو التعطيل أو التجاوز أو الاستبدال ما دام النص متعلق بالثوابت االدينيةكالتى ذكرتيها مثل الصوم (العبادات) و الحدود و غيرها من الثوابت و إن كنا نذكر أن شروط إعمال النصوص يكون فيها اجتهاد كما فعل سيدنا عمر فى حد السرقة

----------

سيدى العزيز عصفور المدينة
نشكرك بالفعل على اهتمامك و على جديتك فى التعامل معنا.. نحاول إن شاء الله أن نعرض شيئا عن فقه "مقاصد الشريعة".. و للعلم فإن علم فقه مقاصد الشريعة ليس علما مستحدثا و لكنه علم قديم فقد كان الإمام الشاطبى من أوائل مؤسسيه و كان ذلك فى القرن الثامن الهجرى و هو علم له فلسفة خاصة فى التعامل مع الأصول و الكليات و كذلك مع الفروع و الجزئيات و سنحاول بإذن الله أن نركز على القواعد و الفلسفات و الكليات دون التطرق لتفاصيل فقهية لها من يجيدها أكثر منا.. و بالتأكيد و بكل تأكيد المجتهد المتمكن الذى يطبق هذه القواعد سيصل إلى أحكام فقهية فى أمور عديدة تخالف ما لهذه الأمور من أحكام فقهية سابقة و التى بعضها وصل فى أذهان الناس لدرجة تمنعهم من استيعاب فكرة تغير الحكم فى هذه الأمور خصوصا بعد عهود الجمود و التقليد و فى جو يسوده نصوصية حرفية تلتزم "النص" دون "المقصد" حتى و إن اختلفت الظروف و الأسباب التى تدور معها الأحكام وجودا و عدما

أعان الله الجميع على تقديم ما ينفع به أهله و بلده و دينه.. و لا تسقطونا من دعائكم و لا تضنوا علينا بنصائحكم

Aml Ghonaim said...

تعليق صغير جدا :
يقول الامام الطوفى
( أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله )

الباحث عن الحقيقة said...

السلام عليكم
اهلا بالاخت اصرار امل

رد على التعليق الصغير
اوامر الله ونواهيه تدور حول
جلب المصلحه ودرء المفسده
فالله لم ينزل شريعته لتكون قيدا على الانسان كما انها ليست تسلطا منه على العباد اذا لا تنفعه طاعه ولا تضره معصية سبحانه وانما لتحقيق مصلحته والتوفيق بينها وبين مكارم الاخلاق وفضائل الاعمال التى تستمر بها الحياه ويضمن بها سعادة الدارين

Eduardo Waghorn said...

مرحبا!
كيف تكون أنت?
أنا أسّست صفحتك ممتعة, يأمل أنت استطاع زرتني.
تحيات من شيلية, [سوث مريك].
زرتني إن أنت تريد, أنت يستطيع علقت حتّى على [أربين].
وأنت يستطيع استعملت ي مترجمة الإسبان إلى إنجليزيّة وبعد اللغة الانجليزية إلى [أربين], لذلك أنت يستطيع فهمت موقعتي.
سلام!!

عصفور المدينة said...

ابسط يا عم بقى يجيلك تعليقات أجنبي كمان
:)
عقبال عمو ديفيد سانتوس ما يوصل عندك هنا

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

شكرا يا أخت إصرار أمل.. فكما يقال: أوجزتِ فأنجزتِ..مشاركة بناءة نشكرك عليها و هى عبارة يمكن أن نفرد لها الصفحات الطوال فى مناقشتها و استفراغ ما فيها من فائدة

----------

eduardo waghorn
مرحبا بك دائما زائرا و معلقا مع العلم أنه من الصعب متابعة مدوناتك السبع المكتوبة باللغة الإسبانية على ما أعتقد.. و ان كنا سنحاول .. فموقع جوجل لم يترك اللغة كى تكون ذريعة لأحد ليتفاهم مع الآخرين

----------

سيدى العزيز عصفور المدينة.. انا مستنى "عمو ديفيد سانتوس" بفارغ الصبر .. لكن لو سمحت قول لى .. هو مين "عمو ديفيد سانتوس" دة ؟؟ا

عصفور المدينة said...

ديفيد سانتوس
دي تدوينة أنا كاتبها عن ديفيد سانتوس

الباحث عن الحقيقة said...

شايف يا استاذ عصفور
ابن حجر من اول موضوع جاله تعليقات اجنبيه
بعد كده اللى هيسألنى عن ابن حجر هقول راح الدرس الاسبانى
روح يا بن حجر ربنا يرزقك بديفيد سانتوس

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

الله يكرمكم كلكم ... أخى الكريم الباحث... أنا بالفعل كم أشعر بالفخر أنى تعرفت عليك .. شكرا لإتاحتك لى الفرصة لأن أعبر عما يدور فى دهاليز رأسى

سيدى العصفور .. جميل أن تكون بجانبنا أنت و سائر المدونين -الذين لم يعلق غالبيتهم على الموضوع حتى الآن- لا تضن علينا بنصح أو توجيه .. فإن الدين النصيحة

شكرا للأخت رفقة عمر على الاهتمام و المشاركة

شكرا للأخت إصرار أمل على الإضافات القيمة

إن تعليق الشخص المشارك و المداوم و المتابع خير عندى -و أظن عندكم أيضا- من التعليق العابر

جزاكم الله جميعا خيرا و ستجدوننا فى مدوناتكم إن شاء الله