هذه المرة الاولي لي في ان اشارك في استراحة الكاشف ولولا قناعتي بها وباعضائها ما كنت شاركت
وقبل وان اتكلم اريد ان اقول شئ ، كل ما يقال وكل ما قيل يحتمل الصواب والخطأ وكل ما أرجوه أن نتدبر الكلام بعقولنا واتمني من الله ان يوفق الجميع
الموضوع طرح في الصحيفة من قبل وقرأته ووجدت ان لابد من ايضاحه وشرح وجهة النظرلكثيرين في موضوع الناسخ والنسوخ
كان لابد أن ندرك حقيقة ما أوردته كتب الناسخ والمسوخ ومدى تناقضه مع الحقائق القرآنية
فهذه الكتب تقوم على إفتراض وجود التناقض بين الآيات القرآنية ومن ثم تلجأ إلى بحث ترتيب نزول القرآن لتقرر أن الآية اللاحقة نسخت السابقة لها وهذا يعني ازالة حكمها والغاء عملها
ويقول كتاب مناهل الفرقان للدكتور الزرقاني ص 105 أن شرط النسخ هو وجود التعارض الحقيقي بين دليلين شرعيين وعنئذ فلا مناص من أن نعتبر إحداهما ناسخا والآخر منسوخا ثم يقول تحت عنوان ( قانون التعارض ) ما نصه وأن السابق من النصين المتعارضين يكون هو المنسوخ واللاحق هو الناسخ
وهذا الافتراض بالغ الخطورة لتعارضه مع صريح الآيات القرآنية "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء 82 "ما يبدل القول لدي " ق29 وقد اتت كتب الناسخ والمنسوخ بما هو اخطر من ذلك عما سمي بنسخ القرآن للقرآن ونسخ القرآن للسنه ونسخ السنة للقرآن ونسخ السنه بعضها لبعض
ومن روايات الناسخ والمنسوخ أمثلة وردت في كتبها من غرائب وعجائب وافتراءات
ينسب إلى أنس أنه قال (كانت سورة طويلة تقارب سورة براءة كنا نقرؤها على عهد رسول الله فنسخت بكليتها ولم يبقى منها سوى لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغي اليهما ثالثا ولو كان لابتغي رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) وينسب إلى أبي بن كعب قوله ( كانت سورة الاحزاب تعادل سورة البقرة أو أكثر ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البته ) ويورد ابن كثير هذه الرواية عتد تفسير سورة الاحزاب ثم يعلق وهذا اسناد حسن
ولنا أن نتساءل هل كان الصحابة يقرأون سورة كاملة بكل ما تحتويه غير ما نقرؤه الآن ؟ وأين ذهبت الآيات التي انتزعت من سورة الاحزاب والتي تزيد عن المائتي أيه هي الفارق بين سورتي البقرة والاحزاب بالمصحف ؟
وكيف يقال عن عبارة ركيكة هابطة أنها آيه من القرآن ، والرواية التي نسبت لعائشة أنها قالت ( كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخت بخمس رضعات معلومات وتوفي الرسول وهن فيما يقرأ من القرآن ) وهذا امر أشد وأبلع خطورة
فالرواية تزعم أن نسخا حدث في المصحف بعد وفاة الرسول ولا يوجد تعليق على هذه الرواية فهي محاولة للطعن في الايمان والتشكيك في حفظ القرآن من قبل الله تعالى
والرواية التي تزعم أن أحاديث شريفة نسخت آيات قرآنية بل ذهبوا لأكثر من هذا وأبعد بأن هناك أفعالا للخلفاء الراشدين نسخت هي الأخرى آيات قرآنية فقد ورد في كتاب جعفر النحاس " الناسخ والمنسوخ " فيما نصه ( ذهب أبو عبيده إلى أن، الآية وأتموا الحج والعمرة لله قد نسخت بما فعله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي لآنهم لم يفسحوا حجهم ولم يحلوا إلى يوم النحر ) .1
ولعل الروايات التي يستند إليها واضعوا الناسخ والمنسوخ يكشف بوضوح عن هدفها في التشكيك في القرآن والسنة
فقد بلغت حدا هزليا
مثل الرواية التي تذكر أن ابن مسعود قد كتب آية في المصحف ثم عاد إليها فإذا بمكانها أبيض لأنها قد رفعت أثناء الليل وأن الرسول حزن لعدم تذكرها إذ تقول الرواية ( لقنني رسول الله آية حفظتها وأثبتها في المصحف فأردن أن اقرأها في بعض الليالي فلم اتذكرها فرجعت إلى المصحف فوجدت مكانها أبيض فأخبرت الرسول بذلك فقال نسخت تلك الآية !! وفي رواية أخري يا بن مسعود قد رفعت تلك الآية البارحة ) رواية لا يعقلها أي عقل ولو كان مريضا
كما أورد بن تيميه في كتاب " جواب العلم والايمان في باب الناسخ والمنسوخ في القرآن " ص 110 رواية أخرى لنفس الحديث تقول ( أن، رجلا كان معه سورة فقام يقرؤها من الليل فلم يقدر فأصبح فأتي الرسول فقال له إنها نسخت البارحة ) فهل يمكن أن يحدث هزلا بهذا الشكل في أمر عظيم ترتبط به مصير البشرية كلها عبر القرون
ولما كانت مؤلفات الناسخ والمنسوخ قد قامت على أساس الافتراض الخاطئ بوجود تناقض بين الآيات وأعتمدوا على آرائهم الشخصية في الفهم الخاطئ للآيات أدى إلى إختلاف هائل وكبير
اختلاف تحديد عدد الآيات الناسخة والمنسوخة - أبوجعفر النحاس في كنابه الناسخ والمنسوخ يري أن عدد الآيات المنسوخة 252 آية
ـــــ كتاب " بصائر ذوي التمييز " يرى أن الآيات المنسوخة 204 آية
ــــــــ أبو القاسم هبة الله بن سلامه في كتاب الناسخ والمنسوخ يري أن عدد الآيات المنسوخى 63 آية
ـــــــ كتاب الاتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي يري أنها 22 آية ويتفق معه في نفس الرقم مناهل العرفان للدكتور الزرقاني
ــــــ الدكتور محمد سعاد جلال في بحث آيات النسخ على منكريه في مجلة منبر الاسلام عدد مايو 76 يري أنها 4 آيات فقط وكلها أعداد لا تستند على أساس محدد جعلنهم يتبادلون الاتهامات بينهم .الاختلاف في المثل الواحد فبعضهم يقول عن آية أنها ناسخة بينما يقول غيره أنها منسوخة مثل آية " اينما تولوا فثم وجه الله " .1
الاختلاف بأن النسخ في القرآن استمر بعد وفاة الرسول وأيدت طائفة وأنكرت أخرى وكفروا بعضهم بعضا
.معنى " ما ننسخ من آية أو ننسها ".1
لابد أن نعرف في البداية أن لفظ آية ورد بالعديد من المعاني بالاضافة على إطلاقه على الآيات فهي بمعنى الدليل والبرهان " إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت " البقرة 248 .بمعنى العبرة " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " يونس 92 " وقوم نوح لما كذبوا الرسل أعرقناهم وجعلناهم للناس آية " الفرقان 37 .بمعني المعجزة " في تسع آيات " إن في اختلاف الليل والنهار لآيات " وما نريهم من آية هي أكبر من أختها " الزخرف 48وأخيرا نقول " ما يبدل القول لدي "ق29 " لاتبديل لكلمات الله " يونس 64 وهو ما يعني أن قول الله لايمكن أن يتبدل أو يتغير ومن ثم فلا ناسخ ولا منسوخ
الفراشة