كان من المفترض أن يكون موضوع هذه المرة هو عرض لرأى الشيخ الطبيب محمد اسماعيل المقدم فى علاقة الإسلام بالوطنية .. و لكن جدت ظروف جعلتنى أغير الموضوع .. و على العموم .. النقاش مازال مفتوحا فى التعليقات على الموضوع السابق و سوف أظل أتابعه حتى بعد إنزال المواضيع الجديدة
ا
أنا هارغى شوية و هاطول و فى الآخر هاقول إنى هاخد أجازة .. شوية كدة و راجع بإذن الله .. اللى عايز يقرا و يكمل .. يروح الأول يجيب كوباية شاى من القهوة و ييجى يسمع
ا
كل المواضيع التى قمت بكتابتها كانت بمثابة مواجهة لأنفسنا بمشاكلنا .. فأنا أرى أن الكثير من الأزمات التى تمر بها أمتنا نشأت من فهم غير منضبط لإسلامنا العظيم .. ربما يقول بعضكم:"و انت بقى اللى فاهم الإسلام فهم صحيح؟؟" ..هاقول إنى و الله باحاول أفهم ..و كل ما كتبته هو مجرد إشارة منى لمواطن الخلل فى الكثير من القضايا .. قد أكون صحيحا و قد أكون مخطئا .. و لكنى على الأقل حاولت .. و وضحت أماكن التناقض و مواطن الخلل قدر فهمى و قدر استطاعتى .. و كل منا لديه العقل و الإرادة و الضمير الذين يمكنونه من اتخاذ القرار الصائب
ا
كان لا علاقة لى بالتدوين .. كنت أتابع ذلك النشاط فقط كمشاهد من بعيد .. فكنت أظن أنى لا أحمل شيئا جديدا أو ذا قيمة لكى أنشى لأجله مدونة خصوصا فى وجود فطاحل عالم التدوين .. إلى أن تشجعت يوما تحت ضغط الانفعال إلى أن أعلق على مدونة أحد الإخوة معترضا على الطريقة التى عالج بها الموضوع على الرغم من أهمية الموضوع .. و كان عن الحل الإسلامى .. ربما بعضكم يعرف ملابسات الموضوع .. المهم .. يومها طرحت بعض الأسئلة و التى أرى أنها من الأهمية بحيث يجب علينا جميعا أن نعرف إجاباتها .. دار حينها شد و جذب بينى و بين كثيرين .. كانت محصلته ما بين تجاهل و إساءة و سخرية من ناحية (كأن وصفت من أحدهم بأنى أخطر على الدين من المثليات .. أما و قد عرفتمونى.. هل هذا صحيح؟؟)... و بين اهتمام و استحسان و إيجابية من ناحية أخرى.. فقد قام أخى الكريم الباحث عن الحقيقة (و لم أكن أعرف عنه شيئا مطلقا) من نفسه بعرض كل التساؤلات التى أثرتها و أجاب عليها فى تدوينة مستقلة باختصار و روية و تمكن ..و كانت إجابته نافعة جدا جدا بالنسبة لى (خاصة النقطة الخاصة بقراءة التاريخ و اتباع منهج مقارنة النصوص) .. و أجمل ما فى الموضوع أنه اهتم .. نعم اهتم بما أثرته من تساؤلات و هو لا يعرف عنى شيئا .. بل نشر لى رسالة أرسلتها إليه بالبريد .. و قدم أكثر شىء يستطيع تقديمه .. و أعتقد أنه لو كان يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل.. لفعل
ا
فى نفس الوقت وجدت الأستاذ عصفور المدينة (الرجل الذى هو من أكثر المدونين إيجابية و لم أكن أعرفه أيضا حينئذ) قد قام بالإشارة فى أحد التعليقات إلى تدوينة كان قد كتبها عن الثوابت و المتغيرات كإجابة على تساؤل من التساؤلات التى أثرتها
ا
أما الأخت الفاضلة فتاة الجنة (و هى التى أنا مقصر فى حق مدونتها بشدة و أرجو أن تعذرنى على ذلك .. و أرجو أن يخبرها أحدكم بهذه التدوينة فأنا سأشعر بالحرج من دعوتها بعد هذه الفترة من الانقطاع) فقد قالت فى حقى قولا جميلا .. كانت كلمات موضوعية يدور معناها حول "و جادلهم بالتى هى أحسن" .. كل ذلك حمسنى أن أتابع المدونات المختلفة بحماس متزايد
ا
إلى أن جاء اليوم الذى فتحت فيه بريدى الإلكترونى ووجدت رسالة من أخى الباحث عن الحقيقة يدعونى فيها إلى مشاركته فى مدونته .. كانت سعادتى غامرة .. يعنى ماكنتش مصدق نفسى من الآخر .. و ظللت أقرأ الرسالة عدة مرات .. و بدأت معه التدوين ..و فوجئت بشخصبة الباحث عن الحقيقة الرائعة .. كان شخصا يحترم "الآخر" بشكل كبير .. كان لا يقاطعنى إذا تكلمنا على "الشات" .. و كان يستمع منى و يهتم لما أقول .. و يسدد النصح بإخلاص .. و كان متحمسا بشكل كبير .. استفدت منه كثيرا .. قدمنا الكثير من الموضوعات .. كانت له روحا عالية .. بل كان هو الذى يبعث الروح فى المدونة على عكسى تماما .. فأنا ممل بشكل كبير و غير جذاب و ربما منفر فى بعض الأحيان .. ربما بسبب طبيعة دراستى .. و كم قلت له أنه هو روح المدونة .. و لكن من عادة الروح .. أنها تحلق فوق عوالم البشر .. تتحرك جامحة بحرية .. تعلو و تهبط .. ننتظرها أن تعود إلينا يوما لتبعث فينا الحيوية و البهجة
ا
كانت الموضوعات التى كتبتها هدفها الأول هو محاولة لتوضيح بعض الأساسيات و بعض المبادئ العامة .. و أيضا التركيز على الكثير من المشكلات التى لمستها فى حياتى و بين زملائى .. كان هدفى أن نضع يدنا على المشكلة .. فقد كنت أتوجه بما أكتب إلينا .. نعم .. كنت أتوجه إلينا .. إلى الشباب من بنى وطنى و دينى ممن يحملون هم هذه البلاد و هم هذا الدين.. خاصة الذين يكتبون على مدوناتهم مواضيع دينية .. كنت أحاول ألا نقطع جذع الشجرة التى نحن واقفون عليها كأن ننكر تاريخنا و تراثا إلا ما رحم ربى .. فذلك للأسف ما يقوم به الكثير من الناس .. من يرفضون التاريخ و التراث إلا برؤيتهم هم فقط و من دونهم خاطئ.. و يرون أن التاريخ بدأ من نقطة محددة لاغيا كل ما قبله .. و كأن تاريخنا وزر .. يأتى الإسلام فيجب ما قبله من تاريخ و من أوزار (مع أن الفراعنة من أوائل من عرفوا التوحيد .. هناك من عرفه وحيا ..و هناك من عرفه عقلا .. هناك من آمن .. و هناك من كفر) .. و يرون أن التاريخ يسير فى مسار هم حددوه من قبل .. و ما دون هذا المسار يعد بدعا و ضلالات .. لا يوجد إلا فرقتهم هى فقط الناجية .. و هم فقط الذين يعرفون ثوابت الشرع .. و هم أهل التميز و العقل و من دونهم هم الدرجة الثانية .. الاجتهاد هو فقط اجتهادهم و هم أفقه الناس بالنصوص .. رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ و رأى غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب .. أعتذر عن هذه الكلمات الشديدات .. و لكنى استمعت مؤخرا إلى أحد الدروس و التى وظف الرجل فيها كل ملكاته ليحذر الناس من أباطيل حجة الإسلام أبى حامد الغزالى .. الغزالى العالم الذى اتفق جمهور الأمة على أنه مجدد المائة الخامسة مثلما اتفقوا على أن مجدد المائة الأولى هو سيدنا عمر بن عبد العزيز و مجدد المائة الثانية هو الإمام الشافعى و اختلفوا على غير هؤلاء الثلاثة.. بل هو العالم الوحيد فى تاريخ الإسلام الذى أطلقوا عليه أنه "حجة الإسلام" .. و يا ليت هذا الداعية الحنبلى اقتدى بابن الجوزى الحنبلى .. الذى كان من أشد الناقدين للغزالى و مع ذلك اختصر و هذب كتاب الغزالى "إحياء علوم الدين" فى كتاب "منهاج القاصدين" و بهذه الإيجابية كذلكم كان بن تيمية الحنبلى و الطرطوشى المالكى
ا
إخوانى .. لم أدع يوما أنى الصاحب الأوحد للحق .. و إن كنت ادعيت أنى صاحب حق فلم أقل أنى الصاحب الأوحد له و غيرى باطل .. فأنا لست صاحب فكر أو رؤية مستقلة .. فذلك يستهلك عشرات السنوات.. أنا مجرد شخص عادى .. أقرأ و أستوعب و أفكر .. و فى النهاية أكتب بغرض الإشارة إلى جوانب أراها صحيحة .. و أخشى أن أكون مخطئا .. لذلك أستغرب ممن يستيقنون أنهم على الصواب الأوحد فى أمور هى من أمور الحياة و التى يحتمل الصواب فيها أكثر من وجه ناهيكم عن الاختلاف فى أمور الدين الفروعية (لتجد عبارة "هذا اختلاف غير سائغ" موجهة كسلاح إليك) .. و الطامة الكبرى تكون فى الاختلاف حول أمور الأصول (لتجد عبارات الذم و التهديد و الحدة و ربما تهم الابتداع و حينا آخرا التكفير)ا
ا
كلمة أخيرة .. أحب أن أوجه كل تحياتى و تقديرى للأستاذ عصفور المدينة .. ذلك الرجل .. السلفى المستنير .. الإيجابى .. الذى يكتب ليربى و يوجه .. و يحسن معاملة الناس .. و كأنه أب يربى أبناءه بالحسنى و الحكمة و الموعظة الحسنة .. لك منى يا أستاذنا كل احترام و تقدير
ا
كل ما سبق كان من قبيل استرجاع بعض الأحداث المثيرة فى الفترة السابقة .. إيذانا فى الدخول فى أجازة لن تستمر طويلا بإذن الله .. و سيكون معكم أخى الرائع الباحث عن الحقيقة .. بعض التفاصيل ستجدونها على الاستراحة
ا
أما بخصوص موضوع الشيخ محمد اسماعيل المقدم .. فمنذ أن بدأت كتابة ذلك الموضوع منذ شهور و أنا متردد فى نشره .. لا أدرى بوضوح لماذا.. و لما أخذت قرارى بأن أنشره ظهرت الموانع تلو الموانع .. و لا أدرى هل سأنشره يوما ما أم لا .. و لكن حتى ذلك الحين كنت أود أن يقرأه من اهتم بالعرض الذى قمنا به فى موضوع الوطنية .. فلا أدرى هل أرسله للمهتمين عن طريق البريد الإلكترونى ؟؟ .. حسنا .. جاءتنى فكرة .. سوف أرسله مبدأيا لكل من سوف يشرفنا بالتعليق على هذا الموضوع حتى و إن لم يطلب .. سوف أذهب إلى مدوناتكم و أحصل منها على عناوينكم الإلكترونية .. و من يريد أن يحصل على الموضوع و فى نفس الوقت هو لا يضع عنوانه الإلكترونى على مدونته و لا يريد لأحد أن يعرف عنوانه .. فليراسلنى على عنوانى التالى
Ebn.7ajar.al3asqalani@gmail.com
أما من لا يريدنى أن أرسل له الموضوع فليقل لى تصريحا أو تلميحا و أنا سوف أفهم طلبه و أتفهم رغبته
ا
فى النهاية .. أود أن أوضح عنى بعض المعلومات: فى أمور السياسة و المجتمع فأنا لست إخوانيا (بل أنا لست إخوانيا على الإطلاق).. فى أمور الفكر و الدعوة فأنا لست سلفيا (سلفي بمعنى تبنى الفكر الحالى للتيار السلفى) .. فى صفات الله و تأويلها فأنا لست أشعريا (ربما ظن البعض أنى كذلك لدفاعى عن التأويل) ..أردت بذلك فقط التوضيح لأنى شعرت من البعض فى تعليقاتهم أنهم يظنون أنى أنتمى لفئة من هذه الفئات.. و لجميع هؤلاء احترامى و تقديرى
ا
و أراكم فى التعليقات على خير
ا
يا ترى .. ماحدش فيكم سأل نفسه أنا ليه سميت نفسى على اسم العالم الجليل الحافظ بن حجر العسقلانى ؟؟ لو حد كان فكر فى سبب ياريت يقوله يا جماعة